Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/03/2009 G Issue 13328
الخميس 29 ربيع الأول 1430   العدد  13328
هل نسينا آباءنا في المستشفيات أم ماذا؟!
سليمان عبدالله ناصر النعيم

 

قامت الدولة بإنشاء مستشفيات لا حصر لها -ولله الحمد- بل وقامت مشكورة بجعلها متخصصة بجميع الأمراض التي تصيب الإنسان منها ما هو خاص بالقلب ومنها ما هو خاص بزراعة الأعضاء ومنها ما هو خاص بالولادة والأطفال، ولم تتجاهل الدولة هذه الفئة من المجتمع التي تعتبر هي أساس المجتمع وأعني المرضى النفسيين.. والملاحظ -وللأسف الشديد- أن هذه المستشفيات قد أُنشئت للعلاج وليس للإيواء، وأعني بأن بعض الأسر -سامحها الله- تأتي بالمريض وترميه بالمستشفى وتذهب ولا تأتي للاطمئنان عليه وعلى صحته، بل تجاهلت هذا الفرد من هذه الأسرة التي جعلته يعانق الجدران داخل عنبره أو غرفته.. يحن لهم كل دقيقة. لماذا هذا التصرف الوحشي الذي لا يدل على الإنسانية بشيء؟ لماذا أرميه وأذهب.. لماذا لا أساعده بهذه الوعكة الصحية التي يعيش فيها.. لماذا لا أقف معه وقفة أخ لأخيه أو أب لابنه؟.. وللمعلومية الجارحة أو إن صح التعبير القاتلة بأن بعض هؤلاء المرضى لهم بالمستشفى فترة جلوس تصل إلى العقدين من الزمن وغيرهم تتحسن حالته وتتدهور مرة أخرى بسبب طول الجلوس في المستشفى.

والسؤال الآن الذي لم أجد إجابة عليه تكون صريحة وواضحة هل هذا الابن له ذنب بهذا التصرف المشين أم ماذا؟! أليس من حقهم الخروج ومشاركة أهلهم فرحة العيد؟! أليس من حقهم مشاركة أهلهم مناسباتهم الخاصة أم ماذا؟؟ أطلب بل والتمس من الله ثم من أهل المرضى الوقوف مع هذه المستشفيات لأنها سبب - بعد الله- بشفاء المرضى والدور لا يقتصر على المستشفى فقط.. بل للأسرة دور مهم للمريض بغرس الثقة بنفسه من جديد والنزول والاختلاط مع المجتمع الذي يعيش فيه ليصبح فرداً منتجاً لا فرداً عالة على المجتمع والمحيطين به.. وكما أشرت سابقاً أوجه النداء للأسر التي لها مريض بهذه المستشفيات بالتواصل معها وزيارة مرضاهم باستمرار لأنهم سبب بل نصف العلاج فعليهم أنفسهم وأقصد الأسر الوقوف مع ابنهم ومريضهم.. أتمنى الشفاء العاجل لجميع المرضى وأن يحفظ الله هذه الفئة الغالية على قلوبنا إنه جواد كريم.

- الأخصائي الاجتماعي بمستشفى الصحة النفسية ببلجرشي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد