دخلت مسابقة شاعر المليون مرحلتها التنافسية الأخيرة، بوصول كوكبة من الشعراء السعوديين الخمسة، من بينهم عيدة الجهني التي وصلت إلى هذه المرحلة عن جدارة.. لتفتح المجال أمام شاعرات كن يخفن من الدخول في المسابقة، وهذا ما يجعلنا نتوقع دخول شاعرات متمكنات مستقبلاً.

ومما يتميز به بقية الشعراء الأربعة، السعوديون الذين سيتم اختيارهم عبر آلية المسابقة في مرحلتها الأخيرة بـ60 درجة من لجنة التحكيم على مرحلتين. و(40) درجة عبر التصويت الخارجي للجمهور. يعول عليه كل المتسابقين من خلال الجمهور المنتمي للشاعر، أو الرأي الحر الذي يمثل شريحة كبيرة من الجمهور، متذوقي الشعر.

فقد أبدى الكثير من متابعي المسابقة، وجمهور المثقفين، الانطباع الأكبر بأهمية دور توجيه التصويت للشعراء ممن يمثلون درجة شعرية أفضل. والابتعاد قدر الإمكان عن خصوصية التصويت لأهمية تمثيل المملكة في المسابقة.. ممن يستحقون الدرجة المناسبة لكل شاعر منهم.

المسابقة قدمت لنا رافداً مثرياً للساحة الشعرية في منطقة الخليج، وخاصة المملكة، ممن لم يجدوا قنوات تواصل، أو بيئات صالحة لاحتضان هذه المواهب، خصوصاً صغار السن كالشاعر فهد الشهراني الذي يعد أصغر سناً من بين المجموعة المتنافسة على اللقب. فهد على الرغم من تجربته القصيرة مع الشعر، ودخوله معترك المنافسات، وصالونات الأدب، إلا أنه أثبت جدارة موهبته، وامتلاكه ثروات الإحساس الشعري، وانتقاء المفردة اللغوية، وتوظيفها الجيد في صور شعرية، غابت عن كثير من شعراء الساحة الأدبية في الآونة الأخيرة. ذائقته اللغوية مكنته من تقديم تجربة ناجحة، ينتظرها مستقبل ولادة شاعر فحل، يحمل اللون الجنوبي، سفيراً لتراث منطقة زاخرة بعبق التاريخ.