Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/04/2009 G Issue 13334
الاربعاء 05 ربيع الثاني 1430   العدد  13334
سابك: التوقيت غير جيد
محمد سليمان العنقري

 

بهذه العبارة بين الأستاذ محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك عن سوء توقيت شراء وحدة البلاستيك من شركة جنرال الكتريك والتي أصبح اسمها سابك للبلاستيكيات المبتكرة...

و ذلك خلال تسلمه لجائزة تراث البتروكيماويات بأميركا مؤخراً والتي نبارك له حصوله عليها فهي دليل نجاح كبير فرض نفسه طيلة ثلث قرن من العمل والحقيقة هذه المقولة توضح أن الشراء لم يكن خياراً خاطئاً بل ضرورة وحاجة ملحة لتقدم سابك بنشاط مهم بالصناعات البتركيماوية كاستكمال لمنتجاتها الأساسية والمتوسطة وهو خيار يختلف بأهميته عن شراء وحدتي دي س م وهنتسمان لأنهما شراء سوق بدرجة أكبر لكن البلاستك صناعة جديدة وأسواق بنفس الوقت وتكنولوجيا ستكون خالصة للشركة ولكن حتى نقف عند عبارة التوقيت غير جيد فهنا ندخل في احتمالات عديدة لتفسيرها فقد يكون سوء حظ كون الأزمة العالمية كانت مخفية عن العالم ككل ولم يكن أحد يتوقعها بهذا السوء وهذا الاحتمال له ما يبرره بدليل أن الإجراءات التي اتخذت بالأشهر الأخيرة بالعالم وخصوصاً أميركا تطورت بشكل ملفت وحزم الانقاذ ارتفعت وتيرتها بشكل كبير بل إن بعض المسؤولين يرون الحاجة لزيادة مخصصات الانقاذ بالمستقبل إلى ضعف ما انفق إلى الآن والاحتمال الآخر هو سوء تقدير من سابك كون الأزمة كانت معلومة بشكل عام وقت المفاوضات وكان يجب التريث او تقديم أسعار متحفظة للصفقة تتناسب مع احتمالات تطور الأزمة العالمية من مبدأ التحوط وتحليل المخاطر المحتملة

وهناك احتمال بأن ما قدم لسابك من تقارير جدوى هذا الاستثمار أغفل عامل التوقيت أو لم يعره أهمية كبيرة وهذا تتحمله المؤسسات المالية المستشارة بالصفقة رغم عالمية تلك البيوت المالية ومن هنا ندخل في أحقية سابك برفع دعوى على تلك المؤسسات كونها ضللتها بشكل أو بآخر بمسألة حالة الاقتصاد العالمي فمن الناحية الفنية أو التخصص الصناعي فسابك بالتأكيد تعرف حاجتها جيداً لهذه الصناعة ولكن هناك فرق جوهري بين هذه النقطة التي تستطيع سابك تقييمها وبين الدراسة الاقتصادية التي تأخذ حالة الاقتصاد والتوقيت وهذه تتخصص بها بيوت مالية ترصد الاقتصاد العالمي بدقة وتعرف حالته جيداً فاختارت مبدأ التضليل أو الإغفال لاحتمالات تطور الأزمة مستقبلاً مقابل حصولها على أتعاب اتمام الصفقة.

ولكن يبقى الجانب الواقعي اليوم أن الصفقة تمت وبمبلغ كبير وصل إلى 45 مليار ريال بخلاف النفقات التي تتحملها سابك لإعادة هيكلة الشركة من جديد والتي دفعت وستدفع بالمستقبل بخلاف انخفاض قيمة هذا الأصل الذي سيؤدي إلى تخفيض الشهرة وبالتالي خسارة إضافية ومن هنا لابد لسابك لبحث الموضوع عن المسؤولية على تلك الجهات التي قدمت المشورة لها وهل يسمح القانون بمحاسبتها لتحصل على جزء مما خسرته من تلك الصفقة لتعويض ما يمكن تعويضه.

نعلم إنه لا يمكن أن تكون كل صفقاتك ناجحة من جوانب عدة فظروف الأسواق وتقلباتها عامل موجود ومحسوب دائماً وقد يكون التوقيت الحالي غير جيد ولكن الإستراتيجية تتطلب التحرك باتجاه بعض الصفقات والأمثلة كثيرة فوارن بافيت أشهر المستثمرين العالميين اعترف قبل أيام بصفقات تسرع بإتمامها في مجال النفط والطاقة وهذا دليل على سوء توقيته وأن كان استثماره يختلف عن إستراتيجية شركة تسعى للتوسع الإنتاجي ونقل صناعة للمملكة للتنويع الاقتصادي وفتح فرص للاستثمار والعمل لكن تصريح الأستاذ الماضي أعتقد أنه يحتاج إلى توضيح للسوق المحلي حتى يفهم بمعناه الحقيقي لأن تناقله بين أوساط المتعاملين مع السوق المالي تحديداً سيكون باجتهادات ستؤثر سلباً على إداء السهم وحالة السوق فسابك تبقى حجر الزاوية بالسوق والصناعة السعودية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد