Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/04/2009 G Issue 13334
الاربعاء 05 ربيع الثاني 1430   العدد  13334
كبير بأخلاقك أيها الملك

 

دون الخوض في تفاصيل ما جرى في جلسات القمة العربية أمس الأول، ودون التدقيق في بعض الكلمات التي خرجت من بعض القادة فإن خادم الحرمين الشريفين أثبت مجددا أنه فوق كل الترهات وصغائر الأمور، وأن قلبه يسع الجميع حتى بات مثلا يحتذى في تقديم يد المصالحة.

نعم، فنحن العرب نعيش في تاريخنا المعاصر مرحلة عربية جديدة تؤسس لتضامن عربي أكيد، ليس بالأقوال فحسب وإنما بالأفعال أيضا، وذلك منذ خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخي في قمة الكويت الاقتصادية، وحتى جلسة المصالحة بينه وبين الرئيس الليبي معمر القذافي عفا الله عنه.

ونتمنى أن تشمل المصالحة كل الدول العربية وخاصة الشقيقة الكبيرة مصر، فبدونها لا يمكن أن يحظى العرب بمصالحة حقيقية. ولذلك نأمل في أن تحل كافة القضايا المعلقة من جذورها، باحترام السيادات العربية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض، أو السماح للأجانب من خارج المنطقة العربية أن يتدخلوا في شؤوننا العربية الخاصة.

كذلك نأمل أن تشمل المصالحة ليس بين الدول العربية فقط، وإنما داخل الدول العربية بين مختلف الجماعات والأحزاب، فلبنان مثلا والجزائر والعراق والصومال واليمن وفلسطين وغيرها تعاني من شقاق داخلي لا شك أنه يؤثر سلبا على مسيرة هذه الدول التنموية، وتفاعلها الإيجابي مع محيطها العربي والإقليمي والدولي. فإذا كنا نعيش مرحلة المصالحات العربية، فلماذا لا تطال المصالحات داخل الدول العربية؟

مجددا نهنئ أنفسنا بمليكنا الذي أعطى دروسا إنسانية عظيمة في كيفية تسخير السياسة من أجل صالح العرب والمسلمين وتضامنهم كي يكونوا وحدة واحدة في وجه أعدائهم، ولكي يعودوا كما كانوا أمة كبيرة وفعالة، ومساهمة بقوة في الحضارة الإنسانية.










 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد