Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/04/2009 G Issue 13337
السبت 08 ربيع الثاني 1430   العدد  13337
الأمير نايف وحسن الاختيار
منصور إبراهيم الدخيل

 

لم يكن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لمجلس الوزراء من فراغ وإنما أتى من خلال معطيات أهلته لتقلد هذا المنصب الجديد، حيث إنه مارس مهمات قيادية؛ فإمارة الرياض تولى مهامها فترة من الوقت في وقت مبكر، ومن ثم عين نائباً لوزير الداخلية عندما كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - وزيراً للداخلية حيث إنه العضد الأيمن له في تحمل مهام هذه الوزارة الحساسة والمهمة وشارك في رسم خططها وتطويرها الأمني والتنموي وخصوصاً عندما كانت وزارة الداخلية تشرف على الأمن والبلديات قبل إحداث وزارة الشؤون البلدية والقروية، وبعد ذلك تقلد منصب وزارة الداخلية خلفاً للملك فهد وقد تحمل أعباء هذه الوزارة بكل جدارة واقتدار لأنه الرجل المناسب في المكان المناسب.

وقد عاش تحديات كثيرة واجهها الأمن في المملكة سوءا كانت عقدية أو فكرية أو مخدرات وقد تصدى لها من خلال التخطيط السليم المبني على المنهج العلمي الذي تتبعه وزارة الداخلية في أعمالها المرتبطة بأمن الوطن وحياة المواطن واستقراره، فالأمن العام والدفاع المدني وسلاح الحدود ومكافحة المخدرات حظيت برعاية واهتمام من سموه ووصلت إلى درجة التطور النوعي كذلك كلية الملك فهد الأمنية أعطاها من وقته وجهده لتسهم في تمويل هذه القطاعات بالكفاءات الأمنية المؤهلة في أعلى درجاتها كذلك المعاهد الأخرى معهد الجوازات وسلاح الحدود ومدن التدريب المنتشرة في مناطق المملكة كانت ضمن اهتماماته وحرصه الشديد على تطويرها باعتبارها رافداً أساسياً في مسيرة المملكة الأمنية.. ولم يتوقف دوره على الأمن داخل المملكة حيث أسهم في تعزيز وتطور الأمن خارج المملكة ولا سيما في العالم العربي، فجامعة نايف العربية هذه الجامعة الشامخة بقيادتها ومنهجها الأكاديمي والمتمثل بالبحث العلمي الذي تناول الكثير من الظواهر والسلبيات التي أفرزتها المدنية الحديثة حيث أتى بالكثير من الحلول لها مما جعل المسؤولين في وزارات الداخلية العربية يستنيرون بها في معالجة ما يواجهونه من مشاكل وتعقيدات كذلك مجلس وزراء الداخلية العرب وتعيينه الرئيس الفخري له هو شاهد على ما يتمتع به من حنكة وبعد نظر يتطلبه العمل الأمني أيضاً لم يتوقف دوره على العمل الأمني بل امتد إلى مجالات أخرى مثل المجلس الأعلى للإعلام قبل إلغائه والهيئة العليا للسياحة ومجلس تنمية الموارد البشرية ومجلس الأمن الصناعي وغيرها من المجالس التي يترأسها وكانت له بصماته وجهوده التطويرية تجاهها.

أخي القارئ الكريم لقد أدركت أن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز له في تقلد هذا المنصب لم يكن لاعتبارات شخصية أو ارتجالية إنما أتى عن قناعة وقراءة منهجية لشخصيته التي لمسها الوطن والمواطن قبل كل اعتبارات، فاستبشر الوطن والمواطنون بهذا التعيين بارتياح وفرحة غامرة وهذه تسجل للمؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي رسم النهج الذي تسير عليه المملكة العربية السعودية طيلة حكمها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

سائلين الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد وأن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لتقديم المزيد من خدمة مملكتنا الغالية إنه سميع مجيب.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد..

* مكتب التربية العربية لدول الخليج



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد