Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/04/2009 G Issue 13337
السبت 08 ربيع الثاني 1430   العدد  13337
صاحب السمو النائب الثاني إليك تهنئتي وتقديري
مندل عبدالله القباع

 

استمراراً لمسيرة التغيير والتطوير النهضوي لبلوغ غايات التقدم والرقي واستكمالاً لمقومات الدولة العصرية الرائدة، ودعماً لمتطلبات المرحلة سياسياً، واجتماعياً، وتدعيماً لمتطلبات التنمية، ودينامية الحراك الاجتماعي في استجابة حكيمة ومنتقاة لمستجدات الواقع المعاصر وما يفرضه في شأن منهجية متوافقة للتغيير الداعم لبناء الدولة العصرية بعزيمة الواثق وإرادة الجسور.

من هذا المنطلق صدور الامر الملكي رقم أ-62 وتاريخ 30-3-1430هـ بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وهو قرار كريم، ذو رؤية حكيمة طيبة سديدة وفكر سياسي حصين.

إن للأمير نايف تاريخا مجيدا في البناء والعطاء المتميز والمتتبع لمسيرته العملية يجد نموذجاً طيباً يحتذى به في القيادة وتواصل العطاء والتفاعل مع العاملين في مستوياتهم المختلفة وحب المواطنين وتلبية احتياجاتهم ومطالبهم وحل مشكلاتهم، فهو عطوف ذو قبول وحضور يعتمد على الذكاء الاجتماعي وعلى التمتع بما يطلق عليه (الكاريزما التي تنشأ نتاجاً للقدرة على العطاء والتواصل مع الآخرين)، إنها الذكاء العاطفي الذي يعتمد على الموهبة بمصداقيتها وشفافيتها، كما تعتمد على إدارة المشاعر في صفائه وإيجاد الحافز الإيجابي والتفاعل مع عواطف الآخرين. وهي موهبة من عند الله العزيز الحكيم لا يتمتع بها كثيرون.

وإذا سألت أحد المواطنين عما يستشعره تجاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف لأجابك على التو بأنه إنسان محب محبوب (ومن أحبه الله حببه لخلقه) ولا يختلف أحد على ذكائه المتميز المتفرد الذي يتمتع به سموه حيث تشعر في حضرته بالقرب والحب والدقة فإذا التقيت به مرة أحببت تكرار اللقاء به مرات ومرات، فهو يتمتع بحب كل من يلقاه ويتكلم معه ويسمعه أو يحاوره أو حتى يشاهده في أي موقف من المواقف؛ تشعر فيه الكفاءة الشخصية والاجتماعية والعاطفية والكرامة والطموح والتفاؤل.

ولما كانت (الكاريزما) هبة من الله العلي القدير فقد لازمت سموه - ولا تزال لصيقة بشخصيته على مدار تاريخ عمله الطويل.

ونود قبل أن نسرد مواضع ومواقع العمل إنما يهمنا أن نذكر انطلاقته الأولى كان مرتكزها وهو ابن عام 1353هـ درس في مدرسة الأمراء حيث تلقى تعليمه على أيدي كبار العلماء حيث كان محلاً للرعاية والعناية الفائقة والاحتفاظ بالأصالة والتأمل في أفكاره المعاصرة والتدريب على المنهجية الناقدة الانتقائية من بين الأفكار المتعددة التي تنبني عليها الحضارات وتتجه فلسفات حسية أو عقلية أو وجودية.. أو غير ذلك.

المهم أنه في عملية تنشئته التعليمية الأولى تعلم المهارات الإنسانية، والمناهج التربوية والتعليمية الراشدة، ومهارات التواصل الجيد، والقدرة على بناء حوار جيد واستيفاء المعلومات وجمع المعارف المفيدة والمادة العلمية النافعة في الآن وفيما هو آت.

وظهر مردود هذه التربية والنشأة العلمية حينما تولى عمله الأول وكيلاً لإمارة منطقة الرياض وكانت انطلاقته تجد الاندماج في متطلبات الوظيفة ومهامها ومع متطلبات ومشكلات المواطنين وظهرت لديه حينذاك أمارات الشخصية الفاعلة السوية، وبرز في مجال عمله بروزاً فائقاً إلى أن تم تعيينه أميراً لمنطقة الرياض فحمل لواء التنمية والتطوير والتجديد. وكان له ما أراد بعون من الله وتوفيقه، وسار على الدرب لا خائف ولا وجل، ولكن بثقة المسلم بالمبادئ والقيم والثوابت، والعامل بالتطوير بما فيه صلاح العباد احتكاماً لما جاء في الكتاب والسنة المطهرة.

ثم تولى سموه إمارة منطقة الرياض فأحدث بها تجديدات وإصلاحات ترقى لمستوى متطلبات العصر، وامتدت رقعة الإصلاح لكافة المجالات فاعتلى به البناء الاجتماعي وتوازنت أنساقه وتفاعلت كوادره وفق منهج مرسوم وتخطيط مدروس وتقويم سليم، وعمت المشروعات كافة الجنبات مما حقق للمجتمع تنمية قدراته، وتقويما سليما، وعمت المشروعات كافة الجنبات مما حقق للمجتمع تنمية قدراته، ودفع بآلياته التنافسية لصالح مجالاته الاقتصادية والاجتماعية وشؤون حياته عامة.

ثم تلا ذلك أن تولى سموه نيابة وزير الداخلية فكان مثلاً يحتذى به في الانضباط وحقق نجاحات تذكر له بكل خير، وجميع العاملين في قطاعه يشهدون له بواقعيته مؤدياً لأدواره بكل حماس مذللاً صعوبات ومشاكل الإدارة التي قد تعوق مسيرة الإصلاح والتطوير.. ولذا كان حرصه هو مد العاملين بدفعة قوية تمكنهم من المضي إلى الامام بخطوات واثقة لتيسير الأعمال وتحقيق أية عراقيل يمكن أن تصيبهم خاصة إذا كانت إدارية أو روتينية، حيث يرى سموه أن الطريق النظامي هو أيسر السبل لحصول المواطن على خدمته واستمر هذا العطاء إلى أن ترقى وزير دولة للشؤون الداخلية وفي ذهنه عقيدة أن مخططات التنمية الوطنية إنما يحتاج أن يشعر المواطن بالأمن والاستقرار وتحقيق العدالة.

وفي عام 1395هـ تولى منصب وزير الداخلية ومنذ ذلك الحين وهو رجل الأمن الأول، يحمل خبرة أمنية عظيمة ومهارة عالية وإرادة قوية ورغبة طامحة وإبداعاً فائقاً، وروحاً وثابة، وأملاً في أن يمتلك قطاع الأمن عناصر الإنتاج الأساسية فاستعان بإدخال التقنيات الحديثة واستخدام نظم المعلومات وأرقى السبل لتعقب المجرمين والمعتدين وبؤر التطرق والعنف والإرهاب بما يكفل لبلدنا العطاء والأمن والأمان والاستقرار ولنجاحاته المتواصلة استعان بتطوير جامعة نايف للعلوم الأمنية فضلاً عن قيادته وريادته لمجلس وزراء الداخلية العرب كرئيس فخري له.

والجدير بالذكر أن كافة المواطنين والمقيمين يذكرون بالخير اللقاء المفتوح يوم الثلاثاء من كل أسبوع حيث يعبر عن مصالح الوطن وليس لمجرد عرض مشكلات للخاصة من ذوي المصالح المحدودة، ففيه يتاح لجميع الحضور بعرض موضوعاتهم باعتبار هذا حق أساسي لهم، مما جعل لهذه اللقاءات أهمية ومقصدا في حل مشكلات ضرورية وعجلى تواجه بحكمة وحصافة في تقديم الحلول وبدائلها المناسبة.

فلنا الفخر بتصعيد سموه نائباً ثانيا لرئيس الوزراء ويكفينا فخراً به ذلك الأمن والأمان الذي نرفل فيه إنه بكل فخر القائد السعودي المتميز الذي يحمل عزيمة الإيمان بوطنه والعمل على رخائه في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد