Al Jazirah NewsPaper Monday  06/04/2009 G Issue 13339
الأثنين 10 ربيع الثاني 1430   العدد  13339
الأمير نايف والثقة الملكية
وسيلة محمود الحلبي

 

ما أروع أن تفعل الثقة بالقول والفعل، وما أروع العطاء لخدمة الوطن، وما أروع هذا الاختيار الرائد في تفعيل الثقة الملكية الغالية بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. إنه تمكين الأمن والأمان في هذه البلاد الغالية التي عودتنا على العيش بأمن....

.... وأمان في كل الظروف، وإنه خادم الحرمين الشريفين ذو الرأي الصائب والحنكة السياسية المتميزة. وقراراته الحتمية التي يقرها حفظه الله، بعد استشفافه لأفكار أبناء الوطن، وقراءة رسائل هذا المجتمع، وصياغتها بقرارات تترجم أفكارهم، وتبشرهم بأنهم مركز اهتمامه وتقديره، وأنهم أغلى ما في الوطن. فهذا القرار الصائب والتاريخي هو لبنة جديدة أضافها خادم الحرمين الشريفين على خطة الإصلاح التي يتبعها - حفظه الله - ليكون هذا الوطن وأبناؤه البررة أهم ما يراعيه ويحافظ عليه. (حقا إنها الوطنية الخالصة)، والإيمان بالله ثم الوطن ووحدته، وأمنه، وأمانه، وتطوره في جميع المجالات دون استثناء.

وما هذا التعيين المبارك سوى تتويج لجهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز على مر السنين، وخاصة في مجال الحفاظ على الأمن من (الإرهاب والمخدرات والجريمة وتأمين الحدود) والمناصحة مع الحزم والقوة في مكافحة الباطل، والعدل والتسامح لمن يعود إلى جادة الصواب.. وكذلك جهوده الواضحة في حماية العمل الخيري الإسلامي. فأهنئ باسمي وباسم كل الفلسطينيين المقيمين في هذه الديار الغالية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على اختياره نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وعلى الثقة الملكية الغالية التي وظفت في مكانها المناسب.

فالأمير نايف منذ كان عمره ثمانية عشر عاماً ولي أول منصب وهو وكيل إمارة منطقة الرياض، ثم أميراً لمنطقة الرياض، ثم نائباً لوزير الداخلية، فوزيراً للداخلية، إلى أن توج بهذه الثقة الملكية الكريمة بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.. والأمير نايف رجل ثقة يحمل مقومات رجل الدولة، حيث يرسم الخطة الأمنية للبلاد من خلال موقعه في وزارة الداخلية، هذه الوزارة التي شق بها خضم أمواج عاتية، كربان متمرس على مواجهة الأعاصير والخروج بسفينته، وهو أكثر قوة وصلابة وعزيمة على المضي قدماً في العطاء. وهو يملك الحزم والرحمة، والحلم والأناة، وحسن الإدارة. وهو متعدد المواهب ومثقف واع، والدليل على ذلك إسهاماته في مجال كراسي البحوث العلمية والجوائز ورعايته للمؤسسات الخيرية. وهو صاحب حكمة وحنكة، وصاحب البصمة الأولى في المواقف المشرفة والنبيلة. وما يدل على ذلك عنايته الفائقة بالسنة النبوية، حيث جائزة نايف للسنة النبوية وعلومها، وكراسي البحوث العلمية الداعمة للعمل الإسلامي والمشاركات الضخمة في مديد العون، وإغاثة المنكوبين والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وهو غيور على دينه وأهله ووطنه؛ حيث تصدى بكل ما أوتي من قوة وحنكة سياسية لكل محاولات زعزعة استقرار البلاد. وها هو حفظه الله يتسلم جائزة التميز للأعمال الإنسانية العالمية للعام 2009م.

وهو أول شخصية عربية إسلامية تنال هذه الجائزة تقديراً للدور الكبير للجان والهيئات الإغاثية التي يشرف عليها والتي قدمت برامجها ومشروعاتها الإنسانية في كل من فلسطين والعراق ودول آسيا المتضررة من الزلازل والمد البحري (تسونامي) وباكستان وأفغانستان ولبنان. وقد جاءت هذه الجائزة تقديرا للدور الكبير للجان والهيئات الإغاثية التي يشرف عليها وقدمت برامجها ومشروعاتها الإنسانية في كل من فلسطين والعراق ودول آسيا المتضررة من الزلازل والمد البحري (تسونامي) وباكستان وأفغانستان ولبنان. وقد جاءت هذه الجائزة لتميزها في المجال الإغاثي الطبي ببناء المستشفيات للمتضررين وتقديم الأدوية والأجهزة الطبية المتخصصة وكل ما يحتاجه المتضررون في المجال الصحي، إضافة إلى ما تقدمه اللجان في المجال الإغاثي والغذائي وإعادة الإعمار والبنى التحتية. وهي أيضاً بمثابة تقدير دولي للمملكة قيادة وشعباً للدور الإنساني التي تقوم به في مجال الأعمال الإنسانية في جميع أنحاء العالم دون اعتبار لفروقات مذهبية أو حضارية أو جغرافية.

واللجان التي يشرف عليها سمو الأمير نايف هي: اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني (50 برنامجا ومشروعا)، والحملة الخيرية السعودية لإغاثة متضرري الزلزال والمد البحري في شرق آسيا (30 مشروعا)، والحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني (29 برنامجا)، وحمله خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة (15 برنامجا)، واللجنة السعودية لإغاثة الشعب العراقي (10 برامج ومشاريع)، واللجنة السعودية لإغاثة الشعب الأفغاني (7 برامج)، واللجنة السعودية لإغاثة متضرري زلزال باكستان (8 برامج). وقد قدمت هذه الأعمال بتجرد تام، يضمن الشفافية في الأداء والتمييز في العمل، والفعالية في التنفيذ، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الدولي الفاعلة. وشملت برامج ومشروعات اجتماعية وصحية وتعليمية وإغاثية وإعادة إعمار البنى التحتية.

ولثمرة إنجازاته الأمنية، فقد نال سموه وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى، ويعد أعلى وسام في المملكة العربية السعودية، والدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة شنغ تشن في الصين، والدكتوراه الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية، والدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى السياسية الشرعية، والدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية في العلوم السياسية، ووشاحاً من درجة السحاب من جمهورية الصين، ووسام جوقة الشرق من جمهورية فرنسا، ووسام الكوكب من المملكة الأردنية الهاشمية، ووسام المحرر الأكبر في جمهورية فنزويلا، ووسام الأمن القومي من جمهورية كوريا الجنوبية، ووسام الأرز من الجمهورية اللبنانية.

ولا ننسى أعماله العظيمة في خدمة ضيوف الرحمن وتطوير أداء الخدمات المقدَّمة لهم. وما قدمه للشعب الفلسطيني من مساعدات لأسر الشهداء، وأسر الانتفاضة، ودور الأيتام وأصحاب المزارع والمنازل المهدمة، ودعم المؤسسات الاجتماعية، وتشغيل العمال الفلسطينيين، وكفالة الأسر الفلسطينية، وبرنامج توزيع سلات الغذاء وبرنامج توزيع رغيف الخبز، وبطانيات الشتاء، والملابس والتبرعات، وتعليب لحوم الأضاحي، وشراء وتوزيع أضحية العيد وبرنامج دعم الجامعات الفلسطينية، وبرنامج دعم رسوم طلاب وطالبات الجامعات، وبرنامج دعم رسوم طلاب وطالبات كليات المجتمع، وبرنامج دعم رسوم طلبة الماجستير والدكتوراه، وبرنامج مساعدة المرضى الذين عولجوا بالمملكة، وبرنامج دعم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وبرنامج توريد أدوية المستشفيات وإنشاء أقسام جديدة، وبناء مركز الأورام في مدينة غزة، وتأمين 132 سيارة إسعاف مجهزة، ومشروع تأهيل شبكة المياه والكهرباء في نابلس، ومشروع إنشاء محطات لتحلية المياه، ومشروع دعم الجامعات الفلسطينية، ومشروع دعم الرسوم الدراسية للطلبة والطالبات في الجامعات الفلسطينية، ومشروع تأمين لقاحات الحصبة والنكاف، ومشروع توفير الحقائب المدرسية، ومساعدات غذائية في الخليل، ومشروع برنامج المياه والإسكان، ومشروع بناء (300) وحدة سكنية في رفح، ومشروع بناء (100) وحدة سكنية بالخليل، ومشروع مركز التدريب المهني للنساء الفقيرات بالخليل، ومشروع توزيع سلات الغذاء، وتوفير إمدادات الوقود للمتضررين الفلسطينيين في غزة، وتأمين أجهزة وكراسي ومستلزمات غسيل الكلى وتركيبها في المستشفيات والمراكز الطبية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتأمين وتوريد جهاز فحص الدم وتسليمه إلى جمعية بنك الدم المركزي في غزة، إضافة إلى توريد حليب الأطفال وبناء ثمانية مراكز نسوية في غزة, فأياديه البيضاء نبراس في جبين كل فلسطيني.

لكل هذا أبارك لسموه الكريم هذه المكرمة الملكية الغالية وأدعوه تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ذا الرأي الصائب والأفكار الإصلاحية الخلاقة، والتهاني موصولة لجميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي الكريم.



wasilah@maktoob.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد