Al Jazirah NewsPaper Monday  06/04/2009 G Issue 13339
الأثنين 10 ربيع الثاني 1430   العدد  13339
اختبار آخر لأوباما

 

يعتبر إطلاق كوريا الشمالية لصاروخها بعيد المدى والمثير للجدل اختبارا عمليا لكيفية تعاطي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مثل هذه العمليات لتحديد ما إذا كان ردة الفعل ستختلف مع سلفه جورج بوش. فأوباما اعتبر إطلاق الصاروخ عملا استفزازيا، وقال إن الولايات المتحدة سترد بما هو مناسب، وأحال الموضوع لمجلس الأمن، هذا المجلس الذي لم نعهده يوما مخالفا للسياسة الأمريكية!. ولو كان هذا الإطلاق تم في عهد الرئيس السابق جورج بوش لربما لاحت نذر حرب، أو عاشت الكوريتان واليابان والصين ومنطقة شرق آسيا وربما آسيا كلها أجواء حرب على الأقل إعلاميا، ولدخلت المنطقة في نفق (إما معي أو ضدي!)، إذ إن كل شيء وارد في عهد بوش المهووس بالصراعات والحروب!.

فهل سيدخل أوباما المنطقة الآسيوية أجواء حرب، ويتشدد لفرض نفسه كرئيس أقوى دولة في العالم ليزايد على بوش في تفانيه في حماية بلاده!، أما سنرى سيناريو مشابها لما يحدث بين أوباما ولا نقول أمريكا وإيران؟. كمن يشدد في ناحية ويلين في ناحية أخرى من أجل إحداث شيء من التوازن!. القصة الكورية شبيهة بالقصة الإيرانية باختلاف التفاصيل، فكوريا الشمالية وإيران جزآن مما أسمته أمريكا بوش بمحور الشر، فكلاهما يعارضان علنا السياسة الأمريكية ويتبنيان أيديولوجيا مخالفة لعقديتها، كما أنهما يطلقان باستمرار خطبا توعدية وتهديدية ويضعان مناطقهما في حالة من القلق والترقب والتوجس. وفي حين أن كوريا الشمالية دخلت في 2006 نادي القوى النووية العسكرية بعد إجرائها تجربة نووية، فإن شكوكا تحوم حول إيران بهذا الصدد!.

وفيما يخص عملية أمس فإن كوريا الشمالية تعتبر إطلاقها للصاروخ إنما هو من أجل وضع قمر اصطناعي للاتصالات في المدار وهو جزء من برنامجها الفضائي السلمي. في حين ترى الولايات المتحدة وحلفاءها أنه يخفي تجربة صاروخ باليستي البعيد المدى. والسيناريو الكوري يتكرر في المشهد الإيراني! وإن كان أوباما مد يده لإيران وهي لم تصبح بعد قوة نووية، فما نوع اليد التي ستمد إلى كوريا وهي عضو في النادي النووي؟ الأحداث تتوالى وستجيب على السؤال.








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد