Al Jazirah NewsPaper Monday  06/04/2009 G Issue 13339
الأثنين 10 ربيع الثاني 1430   العدد  13339
تعلمتُ من الأمير نايف احترام الوقت
اللواء د. صالح بن محمد المالك

 

يعد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مدرسة في جميع مشارب الحياة فهو مدرسة في أدائه للأعمال المنوطة به على اختلافها وتشعبها، إذ إن وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها تعد من أكبر الوزارات تعاملاً مع جميع المواطنين والمقيمين، وهو مدرسة في قيادته للكثير من المؤتمرات والمناسبات الرسمية, وهو مدرسة في تعامله مع رجال الحسبة والوقوف مع هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعمهم لتحقيق المصلحة العامة. وهو مدرسة في التعامل مع الآخرين على جميع المستويات العلمية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية مهما كان وضعه العائلي أو الوظيفي أو المالي إذ لا يفرق في نظرته للمواطنين أو المقيمين وتعامله معهم لأي سبب مهما كان نوعه، وهو مدرسة في سمو أخلاقه وأدبه الجم وحبه للخير ودعمه لكل محتاج، وهو مدرسة في تعاطفه مع أبنائه من رجال الأمن وتعاطفه مع أسر وأبناء شهداء الواجب، وهو مدرسة في تعامله مع العائدين من جوانتانامو حيث تم ترتيب برامج المناصحة ومساعدتهم وأسرهم وأبنائهم مالياً واجتماعياً، وهو مدرسة في التحدث مع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تشتاق لمتابعته عندما يتحدث مع وسائل الإعلام وتجد الفائدة في كل موضوع يتحدث عنه وتستفيد من أسلوبه في الحديث وفي الإجابة عن الأسئلة والمداخلات، ولقد تعلمت من سموه أشياء كثيرة كان من أهمها احترام الوقت، إذ يحرص دائماً على وجوده في الوقت المحدد حسب برنامج الدعوة، أذكر قبل أكثر من عشرين سنة عندما كنت مسؤولاً عن إدارة العلاقات العامة بكلية الملك فهد الأمنية حضر سموه إلى الكلية قبل الموعد المحدد بنحو عشرين دقيقة، وكان في استقباله مدير عام الكلية آنذاك الفريق محمد بن علي السحيلي، وسأل سموه الفريق السحيلي عن الوقت المحدد لبداية الحفل حسب بطاقة الدعوة، وعندما علم سموه بوصوله قبل الموعد فضل الانتظار حتى يحين الموعد المحدد في بطاقة الدعوة تقديراً للوقت وللحضور ولإجراءات حفل التخرج التي تم الاستعداد لها حسب البرنامج المعد لذلك، وطلب سموه الانتطار في نادي الكلية، وهو النادي المخصص لضيوف الكلية وأولياء أمور الطلبة، ولكن النادي كان خالياً من المقاعد لنقلها إلى مكان الاحتفال في ميدان حفل التخرج، وكانت قاعة الطعام المخصصة للطلبة خالية من المقاعد كذلك إلا القليل منها وعملنا على إحضار مقعدين من المقاعد المخصصة للطلبة في قاعة الطعام فجلس سموه الكريم بكل تواضع على أحد هذه المقاعد الخاصة بالطلبة ينتظر الموعد المحدد حسب بطاقة الدعوة، ومنذ تلك المناسبة التي لم تغب عن ذاكرتي لحظة واحدة، علماً بأن لها أكثر من عشرين سنة وأنا أضع تقدير الوقت واحترامه من أولى أولويات حياتي. وتدور عجلة الزمن وفي حفل تخرج آخر بكلية الملك فهد الأمنية قبل نحو ست سنوات حضر سموه إلى حفل التخرج، ولكنه لظروف خارجة عن إرادته (الله اعلم بها) تأخر عن الموعد المحدد نحو ربع ساعة. ولم تسمح له نفسه المتواضعة أن يبدأ الحفل دون أن يعتذر من الحضور والقائمين على الحفل عن تأخره. حيث اعتذر بطريقة لطيفة محببة إلى النفس إذ قال للحضور (اعتذر عن التأخر ولكن التأخر كان بسبب الازدحام المروري) فابتسم الكل على اعتذاره اللطيف. وعرف الكل مدى احترامه وتقديره للوقت، وهذا بلا شك ناتج عن احترامه للحضور وللقائمين على الحفل، هذا هو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مدرسة بكل المقاييس نتعلم منه نحن رجال الأمن في كل لحظة.

حفظه الله وحماه ووفقه لما يحبه ويرضاه، وتحية من الأعماق لمن يستحق الوفاء من حكومة الأوفياء، واعتذر من سموه ان قلت إنه مدرسة فهو جامعة، وهو خير من يقبل العذر.

* وزارة الداخلية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد