Al Jazirah NewsPaper Monday  06/04/2009 G Issue 13339
الأثنين 10 ربيع الثاني 1430   العدد  13339
وعلامات
متى تكون القدس: عاصمة للثقافة!
عبد الفتاح أبو مدين

 

يبدو أن إخواننا الفلسطينيين قد تعجلوا، حين حددوا عام 2009م لتكون القدس عاصمة للثقافة العربية، وهم يدركون عنت إسرائيل في كل شيء ولا سيما ما يتعلق ب(القدس).. وإذا كان الإخوة الفلسطينيون يعون ما سوف يحدث حين يحاولون الشروع في الاحتفاء بعام الثقافة في بلادهم ويجعلون القدس الشريف موئل مشروعهم الثقافي، وأنهم يشهدون العالم على ما هم مقبلون عليه؛ إذا كانوا يعون ذلك الاعتراض من الدولة العبرية، ويعي ذلك أصحاب الرأي في الوطن العربي وفي العالم أجمع، فقد كان ما هو في الحسبان والعلم!

وما أكثر تجاوزات الكيان الصهيوني، وهو مدرك أنه يفعل ما يشاء ولا يبالي، ما دام أكبر دولة في العالم تؤيده وتقف بجانبه، وتغدق عليه المال والسلاح بأكثر مما يحتاج ولا تبالي.. وما دامت الحال هكذا؛ وقد دمرت غزة من القاعدة وأكثر كيانها بكل ما تملك إسرائيل من قوة جوية، وبرية وبحرية، وتصب جام غضبها على شعب شبه أعزل، لكنه يملك إرادة لا يفلها الحديد!

كنت أوثر أن تتحد قيادات الشعب الفلسطيني، وهو شيء أساس عند الأمة العربية وقادتها؛ بل عند الشعب الفلسطيني نفسه.. والمهم والأهم هو التوصل إلى قيام الدولة الفلسطينية بكيانها الكامل، تحت مظلة السلام الموعود من الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الدول المعتدلة والداعية للسلام.. ودولة إسرائيل نفسها تدرك أنْ لا استقرار لها ولا راحة إلا إذا نال الفلسطينيون حقهم المشروع على أرضهم بتكوين دولتهم الشرعية.. وفي رأيي، أن العقبات القائمة دون ذلك، هو الكيان المتطرف والمتشدد في دولة إسرائيل، ولعلي وغيري نتوقع من حكومة الرئيس باراك أوباما، أن تحسم هذه القضية ليستقر جانب كبير من مشكلات الشرق الأوسط؛ وحكومة أوباما لن تفرغ للقضية الفلسطينية إلا بعد حل مشاكلها المالية التي بها يتحقق للشعب الأمريكي وللعالم هدوؤه النفسي بعد توازن وضعه المالي بعامة، حينئذ.. يجري بحث قضية الشرق الأوسط الفلسطينية واليهودية، وهذا شيء أساس لا يقلق دول المنطقة وحدها، ولكنه يقلق العالم، ولعل في مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية.. وعندي أن تشدد دولة إسرائيل التي كان الفلسطينيون ينكرون الاعتراف بها، واليوم يبرر التطلع لتنجح إسرائيل بشموخها المعتمد على أمريكا خلال حكم بوش، الذي جعل دعمها لإسرائيل غير محدود، إذاً فالعالم كله يترقب اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية على الحل المرجو، لقيام الدولة الفلسطينية على أرضها.. وهذا هو المنتظر بتقدير الله القوي العزيز، ثم بموقف أمريكا - أوباما -؛ لحسم أمر القضية بإرادة القوة الفاعلة لبث شيء من العدل!

إذاً، فإني أقول لا داعي اليوم لهذا الحراك للتفكير أو الشروع في موضوع عاصمة للثقافة للفلسطينيين، وهم لا يملكون القوة التي تعين على هذا المطلب.. وحينما بمشيئة الله ومساعي الدول العربية، تقوم دولة فلسطين، يومها يمكن البحث في شؤون الثقافة للدولة الفلسطينية، والشعب على أرضه بحدودها وكيانها؛ والأمة العربية والإسلامية معها قلبا وقالبا.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد