Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/04/2009 G Issue 13341
الاربعاء 12 ربيع الثاني 1430   العدد  13341
بعد أن التحفت المدارس غبار العاصفة.. هل من مرونة؟
منيرة ناصر آل سليمان

 

هل بيننا وبين المرونة في التعامل مراحل؟ خاصة الطارئ منها والمستجد؟.

وهل يعني ماحدث أن ترتيب الأوليات في حياتنا مفقود؟.

فإن تجتاح بعض مناطق المملكة عاصفة أخرى بكل ما فيها من مخاطر صحية خطيرة على الأصحاء فضلاً عن المرضى ولا تعلن إجازة للطلاب والطالبات أيضاً لهو شيء يدعو لإثارة السؤالين السابقين؟ ..

.. حتى إنني سألت صديقتي عم إذا أعلنت إجازة أم لا.. فضحكت!!

في العاصفة الأولى قلنا ثمة خطأ! ولعله درس لا شك أن المسؤولين سيتعلمون منه! خاصة مع تقاذف المسؤولية بين أكثر من مصرح!

لكنها تكررت سريعاً (نسأل الله تعالى السلامة) ولا ثمة مرونة!

هذا يعني أن المحافظة على سلامة المواطن الصغير تأتي ثانياً وربما ثالثاً! ولا أبالغ إن قلت إن وجدت أصلاً بعد كل ما حدث!

ويعني أيضاً أن يوماً من الدراسة أثمن كثيراً من الصحة والسلامة والوقاية..

وأن المخاطرة بكل تلك الكتل البشرية الزاحفة للمدارس والأعمال مسألة لا تستحق كثير اهتمام رغم أنها تتلمس طريق النجاة!!

لذلك أتفهم كثيراً ضحكات صديقتي رغم أنها حكت عن مآسي كثيرة بعيد العاصفة، لكنها بالتأكيد تحكي مأساة من نوع آخر!

ثم أي فائدة جناها البعض ممن خاطر بالمجيء؟ ولمَ يحاسب الغائبين؟ (خاصة الأصحاء الذين لا يشملهم العذر في الغياب حسب آخر تصريخ قرأته!!)

المرونة في هكذا مواقف مطلوبة، وتقديم المصلحة الأهم ينبغي أن تكون هي القاعدة الرئيسية في اتخاذ القرارت!

ذلك يحدث في المجتمعات الغربية كأمريكا مثلاً برغم اهتمامهم اللامحدود بالعلم والتعليم لكنهم يؤثرون السلامة أولاً وعلى كثرة مسببات الغياب من عواصف ثلجية ورعدية وأعاصير وفياضانات وحتى الضباب! لكنهم يفعلونها وتغلق المدارس التي يتوقع أن يشمل طلابها خطر ما فقط! وفي المدينة الواحدة تختلف المدارس حسب شدة الخطر، وهكذا يتم الإعلان عن المدارس المغلقة في وسائل الإعلام وكذلك على مواقع المدارس في الإنترنت فضلاً عن الاتصال الآلي بالأهالي عبر الهواتف!.

وأحياناً يعلن أن المدارس ستغلق نصف اليوم فقط أو سيتأخر الموعد صباحاً حتى زوال الخطر المتوقع، وربما اعتذروا عن تيسير الباصات مع قبول أعذار المتغيبين بكل تلقائية!.

وقد يستمر إغلاق المدارس عدة أيام خاصة بسبب الفيضانات.. المدهش أن تعويض أي يوم غياب يكون في نهاية العام بمعنى أنهم يحددون آخر يوم في العام الدراسي ويضيفون أياماً احتياطية لمثل هذا الغياب الطارئ.

وبعض المدارس تقرر من ذاتها دون الرجوع لسلطة ما التعويض من أيام الإجازات الرسمية. كل هذا بمرونة وسلاسة ودقة في التنظيم! ومتابعة من قبل أولياء الأمور والمعلمين لوسائل الإعلام ليلة اليوم الخطر! وصباحه أيضاً خاصة أنهم اعتادوا أن يبدأ يومهم بمتابعة الأحوال الجوية.

فما أجمل أن نستفيد من خبراتهم الجيدة ونجاحاتهم فقط ونمنح أنفسنا التعاطي مع الأحداث والمستجدات بيسر وسهولة وندع عنا لوازم أن نتخطى درجات طويلة لنصل لما يجب أن نفعله! لاتزال للمأساة بقية فلكم أن تتخيلوا حال المدارس بعيد العاصفة وحكايا نظافتها التي تعني مزيداً من متطلبات تعطيل الدراسة قبل أن تتعطل الصحة أسأل الله تعالى للجميع دوام الصحة والعافية.



marrfa@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد