Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/04/2009 G Issue 13341
الاربعاء 12 ربيع الثاني 1430   العدد  13341
أنت
5- وزير التعليم وقفزة الضفدع المطلوبة
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

 

قفزة الضفدع ترجمة لمسمى تجربة معرفية كانت محور ورشة عمل امتدت ثلاثة أيام بحضور نخبة وطنية متفوقة.. أما اكتمال الحضور فكان دليلاً على أهمية الموضوع وأهمية القائم على تنظيم ورشة العمل.

أهمية الموضوع تنبثق من التساؤل الذي طرحه وهو كيف يمكن القفز بالمجتمع السعودي من مجتمع ريعي إلى مجتمع معرفي بحيث لا يمر بمراحل النمو الطبيعية.. بل يقفز مراحل التنمية ارتفاعاً وبعداً بنفس نسبة قوة قفزة الضفدع التي ترتفع علواً وتبتعد مسافة أضعاف حجمها بقفزة واحدة.. وهي تجربة حققتها دولة إسلامية أحرقت المراحل للوصول إلى العالم الأول وهي ماليزيا.. لذلك فقد قاد ورشة العمل فريق من جامعة ماليزية عملت على مثل هذا المشروع الوطني العظيم.

هذا الموضوع الحيوي.. ورغم الإقرار بأهميته على مستقبل مجتمعنا موضوع نخبوي بعيد عن الخاطر العادي.. فمعظمنا يعيش اللحظة وقليل منا يقرأ الحاضر ويستقرئ المستقبل.. وأقل القليل يبادر باستباق الحلول من خلال تجميع الأفكار ومقادحتها وإثارتها وحتى تفجيرها لتعود بالخير الكثير على المجتمع.

كان عدد الحضور يفوق المائة ما بين وزراء وكبار مسؤولي الدولة ومديري شركات وقادة فكر وكتّاب رأي لا يستطيع جمعهم في مكان واحد ولمدة ثلاثة أيام وبالتزام كامل من الجميع إلا شخصية غير عادية.. وخرجنا كلّنا نؤمن بحيوية هذه الفكرة وأهمية تطبيقها.. فالعصر الحديث هو عصر النانو المتناهي الصغر المتناهي السرعة المتناهي القوة.. كان ذلك قبل عامين.. وكان الداعي لورشة العمل الأمير فيصل بن عبدالله.

قلت لكم: إنه شخص غير عادي.. فمن مهاراته البارزة إنه مصور محترف وأقام عدة معارض عالمية المستوى في حضورها وطرق تنفيذها.. وأصدر كتابين يجمعان أعماله التصويرية.. الأول عن غروب الشمس باختلاف أشكاله وتعدد مواقعه وثبات زمانه.. والثاني أسماه (شروق).. احتوى على الصور الشخصية والخاصة جداً بالملك عبدالله.. فكان الكتاب الذي ألقى الضوء وبشكل أقرب من أي كتاب آخر على شخصية خادم الحرمين الشريفين.

عُيِّن وكيلاً للحرس الوطني في المنطقة الغربية.. وكان التساؤل الذي ردده هو قبل غيره كيف أقود جهازاً عسكرياً وأنا الداعي للفن والحب والجمال؟.. وقرر أن يغرس ساق وردة طويل في فوهة أول بندقية يراها في عمله الجديد.

ولأنه الفنان المبدع المثقف فإنه عمل بقرب وبنشاط مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.. وأنتج كتباً عن الخيل أستطيع أن أؤكد بحكم عملي في النشر أنه لا يوجد كتب كثيرة بمستواها تأليفاً وتصميماً ومضموناً وطباعة وتجليداً.. ليس على المستوى المحلي فقط بل العالمي.

حقيقة كنا ننتظر انتقاله إلى جهة ثقافية لكننا فوجئنا بانتقاله إلى الاستخبارات العامة.. وشاهدنا كيف عمل على وضع أول استراتيجية مكتوبة لرئاسة الاستخبارات.. نفذت وفق منهجية وآليات إعداد الاستراتيجيات المعتمدة عالمياً.. واليوم يأتي الأمير فيصل بن عبدالله وزيراً للتربية والتعليم.. فماذا نريد منه؟

أول ما يخطر على البال هو أن يقود صياغة أول استراتيجية مكتوبة للتربية والتعليم في بلادي.. حتى يقفز بالتعليم قفزة تماثل ما كان يطمح إليه بخصوص المعرفة.. أما الخواطر الأخرى فلها حديث آخر.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد