Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/04/2009 G Issue 13341
الاربعاء 12 ربيع الثاني 1430   العدد  13341
لما هو آت
المؤثرات غير الكلمة!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

تطرقنا من الصديقات بعض الرسائل البريدية الإلكترونية بأساليب العرض الحديثة فتدخلنا في تأمل ما وراءها من المغازي، وما تحمله من الدلالات نحو فكرتها، حيث لم تعد الكلمة المقروءة المؤثر الأوحد في استلهام القناعات، أو لفت الانتباه، أو الاستحواذ على الاهتمام، بل دخلت الثقافة البصرية والسمعية بأساليبها التقنية الخاضعة للتطوير المتلاحق في عرض الفكرة بالصورة واللون والصوت ومؤثراته، وكلها مع الكلمة المرسومة تشكل قوى مؤثرة للقارئ, ما كانت في أدوات الكتَّاب حتى وقت قريب، لذا مع تسارع الاستحداث تسارعت أساليب العرض للأفكار بما فيها الفكرة العادية، جنباً إلى جنب مع الأفكار العميقة ودالاتها الرمزية، ومؤشراتها نحو المعاني العديدة، في مجالات تعايش الإنسان، بدءاً بتعليمه ومتعته، ووصولاً لتحذيره وإغراءاته، فيما يفيده أو فيما يمر به دون ذلك..

فأكثر ما يرد في هذا الأسلوب القرائي المشوق ويفيد الإنسان ما يتعلق بأمور حياته ومدى نفعية منجزاتها، مثل الرسائل التي تعرض للمنتجات الطبية أو الغذائية، وتلك التي تحفز أفكارها نحو قيمية أساليب تطوير مهارات المرء في مجالات اهتمامه أو عمله أو هواياته، ومنها ما يحذره من منتجات استهلاكية أو يدعوه للتجريب فيما يخفى عنه ولا يقع ضمن مجال خبراته، أو تلك التي تنقل له أخباراً بالجديد النافع أو المبتكر المضاف لخدمة الإنسان, ناهيك عن تلك الناقلة لتجارب الآخرين في مجالات العلم والعمل..

الشاهد فيما أقول إن طرقات الصديقات برسائلهن التي يكتظ بها صندوق الوارد لدي يومياً دعاني ذات يوم لإغلاق بريدي الإلكتروني الرسمي لكثرة ما يدهمه من أعدادها حتى ضاق الوقت بقدرتي على فرز ما يخص الباحثات والطالبات وما هو عابر من الصديقات، إذ وجدت إحالاتهن قد عممت بريدي فانهالت علي رسائل لا علم لي بمصادرها، ولا معرفة لي بجهات إرسالها فأغلقته وقد خسرت الكثير من متع الفائدة من تلك المتضمنة معلومة وخبرة بأساليب عرض مؤثرة ومبهجة، من شأنها تخفيف جفاف الجدية التي تحيط بالمنخرطين في أعمال التعلم والتعليم والبحث والتفكير، وتشغر أوقاتهم, فاستبدلت بريدي بآخر, وقصرت الجديد على ستة عناوين للخاصة من صديقاتي، لكنه عاد يكتظ بمثل هذه الرسائل بمؤثراتها (الكلمة، الصوت، الصورة) ولعلي سأشرككم في أجملها سعياً وراء دلالاتها, وما تتضمنه من أبعاد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد