Al Jazirah NewsPaper Thursday  09/04/2009 G Issue 13342
الخميس 13 ربيع الثاني 1430   العدد  13342
الأمير نايف: ناصر السنّة
د. محمد بن أحمد الجوير

 

من نعم الله على هذه البلاد المباركة أن جعلها مهبطاً للوحي ومأوى أفئدة المسلمين في أرجاء المعمورة، وخصّها بمسجد نبيّه صلى الله عليه وسلم، وبفضل منه - جلّ وعلا - هيأ لها رجالاً أوفياء حريصين على خدمة الإسلام والمحافظة على ثوابت الدين، يبذلون جهدهم ومالهم في إحياء سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم والمحافظة عليها من تأويل المبطلين وتشويه الغالين مدركين ما لها من مكانة عظيمة في نفوس المسلمين، وأهمية اتباعها امتثالاً لقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ..}, واستجابة للتوجيه النبوي الشريف عليه الصلاة والسلام عندما قال: (.. عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ). لقد اهتمت مملكتنا الغالية منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - بالسنّة النبوية، ومن بعده توارث أبناؤه البررة الكرام هذا الإرث العظيم، وظهر ذلك جلياً من خلال الدعم المادي والمعنوي غير المحدود للعلم والعلماء والباحثين سواء داخل المملكة أو خارجها، حتى أصبحت بلادنا من أكبر الدول التي تدعم البحث العلمي المتخصص لهذا الدين العظيم قرآناً عظيماً وسنّة مطهرة، وربما كانت الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تقوم بهذا الدور الجليل.

ومن أبرز هؤلاء الرجال المخلصين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي نذر نفسه لهذا الجانب المهم والشريف في حياة المسلمين وأنشأ جائزة عالمية تعنى بالسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وسخّر السبل لدعمها والدفاع عنها وتأصيل جذورها، وتوالت اهتمامات سموه الكريم لخدمة السنّة المطهرة وعلومها، من خلال تبنيه لهذه الجائزة العالمية التي تمنح بصفة دورية، بهدف تشجيع البحث العلمي وتحقيق كتب التراث في السنة وعلومها من ماله الخاص حتى أصبحت هذه الجائزة العالمية أفضل مسابقة بعد مسابقة القرآن الكريم العالمية التي تتميز بها بلادنا ولله الحمد، ولا غرابة في ذلك، فالسنّة المطهرة تشكل المصدر التشريعي الثاني الذي يقوم عليه دستور المملكة العربية السعودية وهذه الجائزة تشكل باباً من أبواب الخير بما تحققه من تلبية حاجات الأمة الإسلامية للاستزادة من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، انطلاقاً من أن نشر السنّة النبوية وخدمة العلم مما يرفع قدر الأمة ويعلي مكانتها ويكسب صاحب الجائزة وراعيها أجراً وقربه عند الله عزّ وجلّ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

والمملكة العربية السعودية وهي تحتفي بهذه المناسبة العالمية في دورتها الرابعة لهذا العام في النصف من شهر ربيع الآخر في طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، إنما تقدم للعالم أجمع صورة واضحة عن الإسلام كدين عالمي يدعو إلى التسامح والوسطية والمحبة، ونبذ التشدد والتفرقة والإرهاب والغلو، مدركة دورها الريادي في نشر الخير وتبصير المسلمين في أمور دينهم ودنياهم، وتصحيح ما قد يلعق بأفكارهم عن هذا الدين الحنيف من مفاهيم خاطئة، عبثت بها أيدي الفرق والمذاهب الباطنية والمبتدعة المنتسبة للإسلام.

إن جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية لها أهمية بالغة وآثار ظاهرة لكونها تتسم بالشمولية والتنوع في مجالاتها، وتتم بحضور جمع كبير من علماء الأمة ومفكريها في الداخل والخارج، وهذه الجائزة العظيمة تثري المكتبة الإسلامية بالبحوث المؤصلة التي تبرز محاسن الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، ومقدرته على إيجاد الحلول المناسبة لكل متطلبات العصر وحاجات الإنسان، والجهود التي يبذلها سموه لهذه الجائزة لا تقتصر على تكريم هذه النخبة من المرشحين، وإنما هناك ثلاث جوائز سنوية في ثلاثة مجالات علمية كلّها تشكل روافد علمية تصب في خدمة السنّة النبوية الشريفة، إذ بالإضافة إلى هذه الجائزة للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة هناك جائزة الأمير نايف التقديرية لخدمة السنّة النبوية، ومسابقة الأمير نايف لحفظ الحديث النبوي، وكلّها تهدف إلى تشجيع البحث العلمي في مجال السنّة النبوية وعلومها وإذكاء روح التنافس بين الباحثين في كافة أنحاء العالم لإثراء الساحة الإسلامية بالعلم النافع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد