Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/04/2009 G Issue 13351
السبت 22 ربيع الثاني 1430   العدد  13351
 
حديث المحبة
الصندوق الخيري الوطني .. والثقة المرتقبة
إبراهيم بن سعد الماجد

 

في أكثر من مناسبة وطنية يفاجئ الملك عبدالله المجتمع بمشاريع إنسانية ووطنية لا يسمع عنها ألبتة فيثلج صدور قوم مؤمنين، وقوم آمنوا بأن هذا الملك يحمل قلبا من أطيب القلوب وأرأفها، وعينا من أغزر المآقي ذرفا للدموع عندما يرى مأساة إنسان في هذا الوطن الذين هم وكما يردد دوما - حفظه الله - أبنائي وإخوتي.

من ثمرات الزيارات التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنشاء (الصندوق الخيري الوطني) هذا الصندوق الذي أنشئ بموجب الأمر السامي رقم خ - 41362 وتاريخ 25-10-1423هـ ليعمل على الحد من الفقر بأساليب غير تقليدية ملتزماً بأحكام الشريعة الإسلامية في جميع معاملاته، وكان ثمرة للزيارة التاريخية التي قام بها الملك لبعض الأحياء في مدينة الرياض، تلك الزيارة الإنسانية التي وضعت الملك أمام وضع إنساني صعب لفئة من أبناء هذا الوطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وكانت هذه اللفتة من مقامه الكريم لفتة إنسانية كبيرة.

ولذا كان وكما أسلفت إنشاء الصندوق الذي كان في بدايته تحت مسمى (الصندوق الخيري لمعالجة الفقر 9 وتحول فيما بعد إلى هذا المسمى الذي يتوافق مع سمو رسالة هذا الصندوق.

ويرأس مجلس إدارته معالي وزير الشؤون الاجتماعية بالإضافة إلى عشرة أعضاء، ومن أهدافه التي ربما تكون غائبة عن أذهان بعض الذي يسمعون عنه ولا يعرفونه حق المعرفة بل ربما التمس عليهم الأمر فذهب بهم تفكيرهم وهو أمر طبيعي ومنطقي إلى أنه يقوم بما تقوم به الجمعيات الخيرية من مساعدة مالية وعينية، والواقع أنه يختلف جملة وتفصيلا عن الجمعيات الخيرية والمؤسسات المشابهة لها في الأهداف.

وقد يكون من المناسب أن أورد أهداف الصندوق لعلي أزيل اللبس الحاصل لدى الكثير من الناس حول أهداف هذا الصندوق.

فمن أهدافه:

1- تقديم قروض حسنة للفقراء القادرين على العمل لإقامة مشروعات استثمارية صغيرة.

2- الإسهام في تنمية قدرات الفقير من خلال التوجيه والتدريب.

3- الإسهام في إيجاد فرص عمل للفقراء العاطلين عن العمل كلياً أو جزئياً.

4- تطوير برامج الأسر المنتجة الموجهة لفئات الفقراء ودعمها.

5- الإسهام في إيجاد حاضنات للأعمال الصغيرة.

6- رفع مستوى الوعي لدى الفقراء بالفرص التدريبية، والوظيفية المتاحة، والمناسبة لقدراتهم.

7- تنمية المشاركة الاجتماعية في مجال مكافحة الفقر.

8- مساعدة الجهات المختصة في التعرف على احتياجات الفقراء من الخدمات الصحية، والتعليمية، والإسكانية، والجتماعية.

9- تفعيل دور الجهات الخيرية في معالجة الفقر.

10- العمل مع الجهات المعنية لتيسير الإجراءات المتعلقة بمصالح الفقراء.

عشرة أهداف كلها تصب في مساعدة هذه الفئة التي حال بينها وبين أن تكون أسرا منتجة فاعلة ومتفاعلة مع نسيجها الاجتماعي عوامل عدة منها ضعف أو بالأصح فقدان رأس المال الذي يجعلها تعمل وكذا قلة الخبرات الفنية والحرفية والتعليمية التي تجعل منهم أيديًا عاملة منتجة، ومما لا شك فيه أن قلة الوعي في هذه المجتمعات التي حجزتها ظروفها المادية عن أن تكون ذات وعي بعدم اختلاطها بالفئات الأخرى من المجتمع له عامل مؤثر جدا، ولذا كان من أهداف الصندوق الرئيسة والمهمة، ومن وجهة نظري يجب على الصندوق أن يولي هذا لهدف عناية خاصة، فالمجتمع الذي لا يعي ما يريد مجتمعا هلاميا لا يمكنه البقاء ولو لفترة بسيطة.

كما أن للصندوق برامج يعمل على تنفيذها ليحقق من خلالها الأهداف السابقة وتتلخص فيما يلي:

1- برنامج التوعية والتوجيه.

2- برنامج المشروعات الصغيرة.

3- برنامج الأسر المنتجة.

4- برنامج المنح التعليمية والتدريبية.

5- البرنامج التنسيقي للتوظيف.

وقد حقق الصندوق بعض الإنجازات التي قد لا تصل إلى أن يطلق عليها إنجاز بما يعنيه مدلول هذه الكلمة، ولكنه سائر في الاتجاه الصحيح ويلقى عناية خاصة من معالي رئيس مجلس إدارته الدكتور يوسف العثيمين الذي أصدر قراره مؤخرا بتعيين الأستاذ عبدالملك السناني أمينا عاما للصندوق ولهذا الاختيار مدلولاته التي تعني انطلاق الصندوق بروح مهنية مختلفة كليا لكون الأمين الجديد قادما من القطاع الخاص حيث كان مساعدا لأمين الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وهذا يعني أننا سنرى نقلة نوعية كبيرة لهذا الصندوق الذي يكفيه فخرا أنه من فكرة ملك هذه البلاد عبدالله بن عبدالعزيز.

إن مجتمعنا في أمس الحاجة إلى مؤسسات المجتمع المدني التي تغوص في المجتمع وتستكشف مكامن الخلل وتحاول معالجة ذلك بكل الوسائل الممكنة دون الحاجة إلى أجهزة الدولة التي تنوء بأعباء كبيرة ولا يمكنها أن تفي بكل متطلبات المجتمع، وإن كانت هي في الأساس المسؤولة عن ذلك، ولكن يبقى أداء مؤسسات المجتمع أكثر نتاجا من المؤسسات الرسمية كما هو معروف في جميع الدول.

إن رسالتي التي أبعثها لمعالي الدكتور يوسف العثيمين وهو من يعي أهمية هذا الصندوق ويدرك عظم الفائدة التي يمكن للمجتمع أن يجنيها من برامجه أن يعطي الدعم الكافي لإيصال رسالته الصحيحة لكافة الجهات المستهدفة سواء جهات الدعم أو جهات الاستفادة بالشكل الصحيح.

وكل التمنيات أرجوها للأخ عبدالملك السناني الأمين الجديد الذي لا أشك في مقدرته في إدارته دفة هذه المؤسسة الخيرية الحضارية الهامة.



Almajd858@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5968 ثم إلى الكود 82244
التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد