لا نبحث عن الإطراء لنبرزه ونطرزه كما يفعل غيرنا في الدول الأخرى، إلا أنه لا يجوز أن نتجاهل شهادة حق، وتثبيت ما يراه الآخرون، خصوصاً إذا جاءت الشهادة من قوم عُرف عنهم المصداقية ولا يجاملون في توصيف الحالة التي يتحدثون عنها.

فقد تحدث سياسي أمريكي مسلم عن سياسة المملكة وعن الميزة التي وجدها عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ نبه السينتور كيث أليسون عضو مجلس الشيوخ الأمريكي في حديث مطول ل(الجزيرة) إلى خاصية ينفرد بها المليك عن بقية قادة الدول النامية والإسلامية بالذات، فالمليك كونه قائداً إسلامياً، فإنه مثالاً بالنسبة له كسياسي مسلم يحتذى به. وإنه ومن باب هذه الخاصية فقد عكف على دراسة فكر وسلوك هذا القائد المسلم، فوجد أن النزعة الإنسانية والحضارية العالية تدفعه وتحثه دائماً على العمل من أجل تحقيق التقارب بين شعوب العالم.

وإن ما لفت نظره مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ ففي الوقت الذي يثير أعداء الإسلام الكثير من اللغط الذي يزيد من مساحات سوء الفهم حول الدين الإسلامي والمسلمين فإن الملك عبدالله كقائد مسلم ورجل خبرة أطلق واحدة من أهم وأفضل المبادرات الفكرية لصالح الدين الإسلامي والأمة الإسلامية، بل من أجل البشرية جمعاء ولصالح أتباع الأديان المعاصرة، فالرجل من خلال إطلاقه مبادرات حوار أتباع الأديان والحضارات أكد عملياً أنه لا يخشى اللقاء والتحاور مع أصحاب المعتقدات الأخرى، وأنه وبهذه المبادرة يقدم المثال للمفكرين وقادة الدول لاعتماد الحوار واللقاءات وسيلة لبناء تقارب أوثق بين الشعوب لخير الإنسانية ورفد الحضارة بقيم المحبة والتسامح.

هذا القول من رجل صادق وسياسي واجه أباطرة الفكر اليميني المحافظ المتمثل بالمحافظين الجدد في أمريكا، عندما أصر على أن يقسم على القرآن الكريم كسيناتور أمريكي يعمل من أجل وطنه أمريكا ولصالح أمته، معززاً قسمه على كتابه المقدس (القرآن الكريم)، ليؤكد أن الإسلام كدين يلزمه بأن يكون مخلصاً لوطنه وصادقاً في عمله وخادماً لمن انتخبوه ووضعوا ثقتهم فيه.

مثل هذا الرجل ليس بحاجة إلى أن يتزلف أو يجامل، فهو يتكلم بما يشعر به ويزهو لأن عبدالله بن عبدالعزيز مثال لقادة المسلمين الذين يفخر بهم إخوانهم المسلمون في أمريكا وغيرها.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244