Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/04/2009 G Issue 13351
السبت 22 ربيع الثاني 1430   العدد  13351
 
برامج الإعداد والتطوير الطريق لخلق المهارات الضرورية.. دراسة:
نقص المديرين الموهوبين يهدد مشاريع خليجية بالتوقف

 

الجزيرة - الرياض

إعداد- بندر الأيداء

أكدت دراسة أن النقص في توافر المديرين المؤهلين المتخصصين في إدارة المشاريع والبرامج ليس من شأنه أن يساهم في زيادة ارتفاع الرواتب بالنسبة لأصحاب المهن الفنية في قطاع المشاريع فحسب وانما سيزيد ايضا من مخاطر صعوبة تنفيذ الكثير من المشاريع.

وقال رائد حداد كبير نواب الرئيس في اي اس اي (الجهة التي أصدرت الدراسة) لبرامج العملاء: ربما تشكل الاستدامة التحدي الأكبر الذي يواجهه الجميع وببساطة فإن قادة القطاع في الشرق الأوسط لا يستطيعون الحصول على الخبرات التي يحتاجونها وللإبقاء على وتيرة التنمية الحالية فإن خلق المهارات الضرورية يجب أن يتم من الداخل من خلال برامج الإعداد والتطوير.

وتبدو المشكلة أكثر وضوحا في الكويت حسبما يؤكد الخبير الإداري عثمان العتال حيث تواجه الشركات الكويتية صعوبات شديدة في تلبية مطالبها من كوادر الادارة ومديري العموم غير التقليديين حتى أضحت عملية البحث عن مدير ناجح صاحب كفاءة عالية ورؤية ثاقبة قادر على التطور أمرا صعبا.

وتنذر الأزمة بكارثة حقيقية تواجه المؤسسات والشركات الكويتية على المديين القصير والطويل، خصوصا عندما تكون بعض الشركات الناجحة التي أثبتت نفسها على الصعيد الخليجي والعالمي عاجزة عن إيجاد بدلاء لمديريها الحاليين.

وقال العتال إن بعض المديرين الجدد ذوي الكفاءة يواجهون أزمة قيادة في البداية خصوصا مع (الهيمنة المركزية للقائد الاعظم مما دفع بهذا البعض للسفر والبحث عن فرص أفضل في بلدان أخرى وان عددا من المديرين في الكويت ينفذون أوامر المدير أو رئيس مجلس الادارة دون نقاش أو اعتراض خوفا على مناصبهم).

وأضاف: في ظل المنافسة القوية قد تجد شركات نفسها دون قادة كفوئين في الكثير من الاحيان أو حتى دون تأمين العدد الكافي من المديرين وذلك مع تزايد عدد الشركات والمؤسسات سواء الفردية أو المساهمة بشكل مطرد، الأمر الذي يلعب دورا مباشرا في خلق الفجوة بين العرض والطلب.

وحول الاستعانة بمديرين من الخارج قال العتال: إن القاعدة الإدارية تكون على مستوى الشركات وليس الجهات الحكومية ويستطيع المدير الناجح عالميا أن ينجح محليا كما أن المدير الناجح محليا يستطيع ايضا ان ينجح عالميا فالمدير الناجح يبقى ناجحا في كل زمان ومكان.

وأشار العتال إلى أن الموضوع بات يشبه إلى حد كبير سوق العقارات حيث يرتفع الطلب فيما يتراجع المعروض موضحا وجود نقص في عدد المديرين الناجحين مع ارتفاع عدد الشركات فالقادة الناجحون اليوم غير كافيين لتلبية حاجة السوق المحلية في المنطقة اذ يفوق طلب الشركات العرض لذا تلجأ بعض هذه الشركات إلى التعاقد مع مديرين أجانب مؤكدا مرونة المدير المحلي أكثر من نظيره الاجنبي في التعاطي مع ملفات الشركة بينما يكون المدير غير المواطن أكثر تقيدا بالأنظمة وهو بعيد عن وطنه ويفتقر لمركز القوة لكن لو وضع المدير المحلي في وضع المدير الاجنبي نفسه أو العكس فهما سيتصرفان بالاسلوب نفسه.

وإذا كانت الكويت الاقوى في الاحتياج فإن الامارات هي الأخرى باتت تواجه المشاكل نفسها بحسب تأكيد سحر العمار مديرة التسويق بإحدى الشركات السعودية مشيرة إلى أن العجز في الموارد البشرية والكفاءات في منطقة الخليج بلغ حدا دفع 217 مؤسسة حكومية وخاصة بينها مصارف ومؤسسسات عالمية مثل (مويتشه بنك) الألماني و(مركز دبي المالي العالمي) و(أبراج كابيتال) إلى المشاركة في معرض الإمارات للوظائف الذي عقد مؤخراً في دبي كما عقد أيضا المنتدى العالمي للموارد البشرية في قرية دبي للمعرفة وتزامن مع حدث آخر مشابه هو الملتقى العالمي للمؤسسات الرائدة بمشاركة الامم المتحدة وكذلك مؤتمر الهوية الوطنية وشارك فيه مسؤولون بارزون وفرضت قضية الموارد البشرية نفسها على محاورة الرئيسية في ظل طلب قياسي على الوظائف في دول الخليج التي تعاني فراغا سكانيا ما يجعل هويتها الوطنية في خطر ما لم تتخذ الاجراءات الاحترازية القوية.

وأشارت العمار إلى نتائج دراسة اعدتها شركة ماكينزي العالمية الامريكية الاستشارية أكدت مفهوم (حرب المواهب) ظهر جراء التنافس العالمي على استقطاب المديرين الموهوبين والقادرين على قيادة منظمات وشركات عالمية بصورة فعالة في ظل تعزز ظاهرة العولمة وما يصاحبها من تنافسية شديدة. كما أوضح استطلاع أجرتة الشركة الامريكية شمل نحو الف من رؤساء الشركات العالمية أن (أكبر تحد يواجه هؤلاء الرؤساء هو وجود مديرين موهوبين) وقالت العمار إن المشكلة إذا لم تواجه بحزم فإنها ستؤدي إلى حصول خسائر وانحسار في الارباح التي يمكن ان تجنيها المنطقة والمؤسسسات العاملة فيها نتيجة العجز في الموارد البشرية مطالبة بإيجاد نظم تعليمية تواكب احتياجات المنطقة عبر ربط متين بين اختصاصات التعليم العالي ومتطلبات عملية التنمية على أن يبدا الربط من مراحل التعليم الأولى وليس في التعليم الجامعي فقط.



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد