Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/04/2009 G Issue 13351
السبت 22 ربيع الثاني 1430   العدد  13351
 
مكتبة التفيذي...
إدارة منظمات البحوث والتطوير
إدارة المستحيل

 

تأليف - جين وترايندس

تعتبر الساعة أم الآلات جميعاً أو أم الصناعة، وقد تطلب صنع أول ساعة في التاريخ تعاونا حثيثا بين العلماء ذوي العلم والمعرفة والفنيين الحرفيين ذوي المهارة، ويمكننا الآن اعتبار هذا التعاون صورة مصغرة لمنظمات البحوث والتطوير. وبسبب التقدم التكنولوجي تعقدت إدارات البحوث والتطوير، وامتلأت بالمئات من العاملين، والعديد من التخصصات التي يجب التنسيق بينها، وعلى مديري هذه الإدارات أن يوفقوا بين تلك الأجزاء لكي تؤدي عملها بفاعلية. وحتى هذه اللحظة، لا يمكن أن نحقق أي تقدم بدون تعاون. فلكي ننجح في إدارة مشروعات البحث والتطوير، يجب أن نعمل كالساعة.

إدارة البحوث والتطوير أو (بت) كما سنسميها اختصاراً، هي فن تحقيق التكامل بين مكونات مختلفة للوصول إلى أهداف منشودة، بالإضافة إلى تحقيق قدر من النظام وبعد النظر والقدرة على التعامل مع ظروف عدم التأكد التي تحيط دائما بنشاطات البحوث والتطوير(بت). تركز جهود البحوث على ثلاثة محاور أساسية هي:

- البحوث الأساسية: تهدف إلى المعرفة أو الفهم التام لوضع البحث، دون البحث عن تطبيقات محددة، وفي مجال الصناعة تستهدف تحقيق تقدم للمعرفة العلمية دون أن تكون وراء ذلك أهداف تجارية آنية.

- البحوث التطبيقية: تهدف إلى اكتساب معرفة أو فهم يساعد على تحديد الوسائل التي يمكن تلبية حاجة من خلالها، وتوجه في مجال الصناعة إلى اكتشاف معرفة علمية تكون لها أهداف تجارية محددة مرتبطة بمنتج أو خدمة معينة.

بحوث تطوير المنتجات: التطوير هو الاستخدام المنظم للمعرفة التي يتم التوصل إليها من خلال البحوث الموجهة لإنتاج مواد أو ابتكارات أو نظم أو طرق وتشتمل على تصميم وتطوير نموذج أولي.

وعلى المدير الناجح أن يقيم نوعاً من التوازن بين هذه الأنشطة، فلا يركز على أحدها متجاهلاً بقيتها. غياب هذا التوازن عن بعض مشروعات البحث والتطوير (بت)، أدى إلى انتقاد إدارات البحوث ووصمها بالعقم، لأنها تهتم بالنظريات والاكتشافات المجردة أكثر مما تهتم بحاجات العملاء. لكن دعنا نفترض أن إدارة البحوث والتطوير تهتم بالحاجات الآنية بالإضافة إلى حل مشكلات الماضي، ولو صح هذا الافتراض غير الدقيق إبان الحرب العالمية الثانية لكانت الجهود تركزت على إنتاج نظارات مكبرة لرؤية طائرات الأعداء بدلا من ابتكار الرادار.

إدارة البحوث والتطوير تهدف إدارة (بت) إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق التميز. ولأن إدارة العلماء من أصعب المهام التي يمكن أن يتولاها أي مدير، فليس هناك أسلوب واضح للتخطيط أو لتوقع الابتكارات الخارقة. ولهذا السبب، يجب أن تتوافر في مدير إدارة (بت) المعرفة العلمية إلى جانب المهارة الإدارية، ومن ثم يفضل أن يدير تلك الإدارات علماء على درجة عالية من المهارة الإدارية والفنية. مجالات البحوث ومحدداتها تتأثر موضوعات بحوثنا بما يقوم به منافسونا من بحوث. يرجع السبب في ذلك إلى أن ما نقدمه من خدمة أو منتج يعتمد إلى حد كبير على قدراتنا وقدرات منافسينا، كما تتأثر اتجاهات (بت) بحاجات العملاء ومتطلباتهم، وعموما، هناك خمسة مجالات متفق عليها للموضوعات التي تجري البحوث في إطارها وهي:

موضوعات أساسية.

استكشافية مرتبطة بالأسواق والتكنولوجيا.

تطوير الأنشطة القائمة.

تطوير أنشطة جديدة.

بحوث متعلقة بالخدمات الفنية.

* * *

عدد الصفحات

316 pages

الرقم الدولي للكتاب : ISBN: 0-471-14613-7



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد