Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/04/2009 G Issue 13352
الأحد 23 ربيع الثاني 1430   العدد  13352
 
أفق
خطوطنا السعودية بنكهة تركية
سلطان بن محمد المالك

 

أن تقرر السفر على متن الخطوط السعودية لأي وجهة كانت، داخلية أو خارجية، وتفاجأ بأنّ الطائرة التي سوف تنقلك لوجهتك ليست من أسطولها، بل (مستأجرة)، فهذا أمر اعتدنا عليه في الآونة الأخيرة، وقبلناه على مضض ... وننتظر من خطوطنا العزيزة أن تفي بوعدها بأسرع وقت من أجل تأمين نقص أسطولها بطائرات جديدة تتواكب مع ما تقدمه غيرها من شركات طيران منافسة من طائرات جديدة وخدمات راقية جداً.

أما الشيء الذي لم نعتد عليه، أن تتم إدارة الطائرة (المستأجرة) بقائد ومساعد وطاقم من المضيفين من خارج الخطوط السعودية، وهذا الشيء وقفت عليه بنفسي يوم الخميس الماضي حيث كنت عائداً على رحلة للخطوط السعودية من تونس إلى جدة، فما شاهدته في الرحلة أمر مستغرب ومخجل في نفس الوقت، ولا نتمنى لخطوطنا العزيزة الاستمرار فيه، فهي في النهاية ستخسرنا كعملاء، حيث سنضطر للهجرة منها إلى خطوط أخرى نجد فيها المقابل الحقيقي لما ندفعه من مال. فعندما صعدنا للطائرة بعد تأخير دام ساعة على موعد الرحلة، وجلوسنا على المقاعد، فوجئنا بمن يقدم لنا القهوة العربية بطريقة جديدة لم نعتدها وبأسلوب (مضحك) من مضيف لا نلومه فهو يقدم خدمة لم يدرب عليها جيداً، حتى أنني شاهدت أحد الركاب (رحم حاله) فقام بتدريبه بكيفية تقديم القهوة العربية للركاب. قبل الإقلاع وكما هو المعتاد أن يبدأ أحد المضيفين بقراءة بعض تعليمات السلامة باللغتين العربية والإنجليزية، نفاجأ بأنّ من يقرأ التعليمات مضيف من الجنسية التركية، لا يجيد اللغة العربية إطلاقاً، وكانت طريقة قراءته للتعليمات محل إثارة للركاب وإرباك خصوصاً أن على متنها ضيوفاً قادمون لأداء العمرة، والمستغرب أن لا يكون من ضمن الطاقم شخص يتكلم اللغة العربية!! وعلى أسوأ الأحوال كان الأجدى أن يكون هناك تسجيل صوتي لمتحدث باللغة العربية كما هو حال دعاء السفر. وللأسف، حتى مجلة أهلاً وسهلاً الموجودة على ظهور المقاعد في الطائرة كانت لعدد الشهر الماضي (ربيع الأول)!!!

أتساءل، هل من ضمن شروط استئجار الطائرات أن يكون طاقم الطائرة ومضيفيها من قِبل الشركة المؤجرة للطائرات؟ وأن يكتفى فقط بطلاء الطائرة من الخارج بشعار الخطوط السعودية؟ و ماهو الانطباع المبدئي لمن يركب الخطوط السعودية لأول مرة ويشاهد رداءة نوعية الطائرات والخدمات المقدمة وكذلك اللغة المستخدمة داخل الطائرة؟ بكل تأكيد، لن يركبها مرة أخرى وسيبحث عن بديل آخر.

أقولها بصدق، إنني كلي أمل أن لا تلهي عملية الخصخصة التي تعمل عليها الخطوط السعودية عن الاهتمام بعملائها وبجودة طائراتها والخدمات المقدمة على متنها، فلا أعتقد أنّ أحداً منا كمواطنين غيورين على بلدنا سوف يقبل أن تضيع هوية خطوطنا العزيزة من خلال طائرات مستأجرة ومضيفين مستأجرين يقدمون خدمات (بدون نفس)، ولا أعتقد أنّ هذا الأمر يغيب عن ذهن المسؤولين في الخطوط السعودية. وأتمنى أن لا نجد أنفسنا مضطرين للهجرة إلى خطوط أجنبية أخرى تحترمنا وتقدم لنا خدمات راقية مقابل ما ندفعه من قيمة مالية لها, وأن لا نبدأ بالسؤال قبل الحجز هل الطائرة سعودية أم (سعودية بنكهة أجنبية).



Fax2325320@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7410 ثم إلى الكود 82244
التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد