Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/04/2009 G Issue 13352
الأحد 23 ربيع الثاني 1430   العدد  13352
 
المطلوب أكثر من تصريحات

 

التصريحات التي يدلي بها مسؤولو الإدارة الأمريكية الحالية حول ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط إيجابية ومشجعة، إلا أن المطلوب حقيقة أكثر من مجرد تصريحات. فإسرائيل لن تعبأ بها، وستستمر في تطرفها ورفضها لما سبق أن التزمت به وخاصة في مؤتمر أنابوليس في 2007م الذي أكد على ضرورة حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنبا إلى جنب.

ومن يرصد السياسات الإسرائيلية وطريقة تعاملها مع القضية يكتشف بكل سهولة أن هذه الدولة لا يعنيها السلام في شيء، وأنها تقتات على الحرب والصراع!.

إدارة الرئيس باراك أوباما يجب أن تكون ملتزمة بما صرحت به، وإلا فإنها بذلك لن تختلف عن الإدارات الأمريكية السابقة، بما فيها إدارة جورج بوش التي رعت اتفاق أنابوليس وأطلق بوش نفسه وعدا بألا ينتهي عام 2008م إلا بوجود دولة فلسطينية قابلة للحياة! فالتصريحات السياسية سهلة، لكن تطبيقها على أرض الواقع هو المحك الحقيقي، وخاصة أننا أمام حكومة يمينية أشد تطرفاً من الحكومة اليسارية السابقة التي أشعلت حربين في أقل من ثلاث سنوات!

المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل يقول إن السلام في الشرق الأوسط تقتضيه المصلحة القومية الأمريكية، وإن حل الدولتين هو الحل الوحيد.

وهذا يعني أمرين: الأول أن استمرار الصراع بسبب إسرائيل سيعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر.

والأمر الثاني، أنه لا حل آخر بديل عن حل الدولتين، وأية مراوغة ستبديها إسرائيل، أو حلول أخرى ستعرضها فإنها تعتبر أمرا مرفوضا من قبل أمريكا!.

فماذا يعني هذا التصريح الأمريكي الذي أطلقه مبعوث أعطي كل الصلاحيات من قبل الرئيس الأمريكي للقيام بمهمته على أفضل وجه؟.

فهل يعني ذلك أن أمريكا ستضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرف بنيامين نتنياهو، حتى لو وصل ذلك إلى الاصطدام بين أمريكا وإسرائيل؟. أم ستتراجع أمريكا أمام الإصرار والتعنت الإسرائيلي؟.

فإن وصلت العلاقات بين الحليفين إلى اصطدام فإننا سنشهد أمرا لا سابق له في تاريخ العلاقات بين أمريكا وإسرائيل وقد تكون النقطة البيضاء الوحيدة في سجل تعامل أمريكا مع القضية.

وأما إذا رضخت أمريكا للتعنت الإسرائيلي فإن أمريكا ستظل أمريكا التي نعرفها بغض النظر عن تغير رؤسائها، وأن أوباما لم يأت بجديد.

بقي أن ترضخ إسرائيل لسياسة أوباما وهذا أمر وارد ولكنه بعيد دون أن تمارس أمريكا ضغوطا حقيقية على الدولة العبرية لتترجم بذلك تصريحاتها ترجمة فعالة على أرض الواقع.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد