Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/04/2009 G Issue 13354
الثلاثاء 25 ربيع الثاني 1430   العدد  13354
أضواء
الصدام القادم بين أوباما ونتنياهو
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

ليس فقط الإسرائيليون والفلسطينيون الذين يراقبون المواجهة شبه المعلنة بين باراك أوباما وبنيامين نتنياهو والتي تنذر باندلاع مواجهة عنيفة بين الشخصين وفريقيهما الحكاميين. فالأمريكيون والعرب بدورهم ينتظرون ما ستسفر عنه محاولات (جس النبض) التي تقوم بها فرق الاستطلاع السياسي وجماعات البحث سواء في واشنطن وتل أبيب أو في العواصم ذات العلاقة بالصراع العربي الإسرائيلي. أوباما الذي وصل إلى البيت الأبيض وهو مسلح برؤية وتوجه فكري وإنساني يتوافق مع نهج الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه.. فهذا الحزب يعتمد الليبرالية ونصرة الضعفاء وإذا كان اليهود الذين يشكلون النصيب الأكبر من قياداته قد أفلحوا في تنحية (إنسانية) الحزب عن رؤية الظلم الذي أوقع على الفلسطينيين طوال 60 عاماً، فإن أوباما الذي عاش وترعرع في بيئة تعلم منها معنى أن يظلم المرء ويحرم من حقوقه المشروعة، وكونه أستاذاً يعلم المحامين والحقوقيين مساعدة الآخرين على نيل حقوقهم، فإنه الأكثر فهماً ورغبة في تعديل موازين العدل التي ظلت مائلة طوال ستة عقود ولذلك فإنه يردد بأنه يجعل من تحقيق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين همه الأساسي بأن يضع نصب عينيه إقامة الدولة الفلسطينية خلال ثلاث سنوات.

هذا الإصرار والذي دعمه بتعيين دبلوماسي خبير هو جورج ميتشل، أثار القلق لدى اليهود الأمريكيين الداعمين لإسرائيل والذين كثيراً ما فرضوا (غمامة) على عين سيد البيت الأبيض حتى لا يرى الحقيقة بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي ولذلك فلقد تحركت قياداتهم لثني أوباما عن إصراره، أو على الأقل تخفيف حدة مواجهته لرئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد نتنياهو الذي على طرف نقيض من فكر أوباما ورغبة في إحلال السلام. فالرئيس أوباما يعمل من أجل تسوية سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تنهي النزاع وتعيد الحقوق مع الحفاظ على أمن إسرائيل، وأن تكون هذه المساعي الذي تعهد أوباما بإنجازها في فترة حكمه الأولى أساس المساعي الأمريكية لترتيب الأوضاع في المنطقة العربية التي تكاد تفقدها أمريكا نتيجة انحيازها الأعمى لإسرائيل طوال الفترة الماضية.

توجه أوباما وتحرك مبعوثيه ميتشل وهيرلبوك، ودينس روس يتم ضمن مخطط أمريكي متكامل لإعادة (السمعة الطيبة) لأمريكا وهذا لا يتم إلا بتحقيق شيء ملموس يقنع العرب والمسلمين في أفغانستان والمنطقة ويوقف استغلال إيران، وهو مخطط وإن كان توجيه أوباما وتأثيره حاضراً، إلا أنه صيغ ووضع من قبل ساسة الحزب الديمقراطي الذين لا يبخلون على أوباما بالنصيحة ومنهم مستشارون يرون أن إقامة دولة فلسطينية ليس من مصلحة أمريكا فقط، بل أيضاً من مصلحة بقاء إسرائيل كدولة مقبولة في المنطقة العربية.

هذا المناخ السياسي السائد في واشنطن يختلف كلياً عما هو حاصل الآن في تل أبيب، إذ تتداول الأوساط الداعمة والمحيطة بنتنياهو أفكاراً غير ناضجة للتعامل مع القضية الفلسطينية فكبيرهم نتنياهو يطرح الخيار الاقتصادي كبديل للخيار السياسي، ويروج لفكرة تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين بديلاً عن الدولة الفلسطينية، وأنه وجماعته من الأحزاب الإسرائيلية المتحالفة معه في الحكومة الحالية بما فيها حزب العمل، ليسوا بعجلة من أمرهم ويعطون (سنتين) حتى تتبلور خططهم السياسية لبدء التفاوض مع الفلسطينيين لتحقيق التسوية.

هذا التسويف مرفوض تماماً من قبل أوباما وإدارته، وهو ما أبلغه مبعوثه ميتشل لمن التقاهم في تل أبيب، وما أسمعه أوباما لزعيم اليهود الأمريكي الذي اجتمع معه قبل أيام ولمدة خمس وأربعين دقيقة.. ولهذا فإن الرئيس الأمريكي ليس لديه رغبة في لقاء نتنياهو في الوقت الحاضر مغلقاً البيت الأبيض في وجهه حتى يحزم أمره ويقنع بأهمية السعي لتحقيق السلام الذي يحقق مصالح الأمريكيين والإسرائيليين ويعيد الحقوق للفلسطينيين.

** الأخ ناصر السويدي.. سؤالك يختلج في صدري وصدور كل العرب الشرفاء.. إلا أنه يحتاج إلى دراسة تضع النقاط على الحروف.. وهو ما سوف أقوم به.. انتظره.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد