Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/04/2009 G Issue 13355
الاربعاء 26 ربيع الثاني 1430   العدد  13355
قرار حكيم.. من ملك الإنسانية والحكمة
د. عبدالله بن حمد الخلف

 

استقبل وبكل الترحاب والاعتزاز أبناء الوطن الغالي القرار الحكيم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهو في الحقيقة قرار أثلج صدور الجميع، لأن فيه استثمار طاقات خلاقة، وقدرات إبداعية، ورصيد ضخم من العطاء حققه سموه في خدمة هذا الوطن، والدفاع عن حياضه، والسهر على أمنه واستقراره، والحفاظ على مكتسباته، وهو إضافة خيرة للوطن، ومن غير شك فإن سموه سيكون عوناً وسنداً لأخيه خادم الحرمين الشريفين وأخيه سمو ولي العهد أعاده الله للوطن في أتم الصحة والعافية.

منظومة نايف الأمنية، منظومة جديرة بأن تكون قانوناً ودستورا دوليا يتوزع على شكل آليات قابلة للتنفيذ والتفعيل وفق خصوصيات واعتبارات كل دولة أو جهة تعمل من خلالها على تنظيم وترتيب الأمن الداخلي في كل الدول، منظومة علمية بحتة، تجمع بين كل ما هو جديد وتقني حديث، تسير وفق منهج علمي مدروس، وقفت وتقف وبكل عزم وقوة أمام كل ما يمس دولتنا الغالية المباركة، متسلحة بالشريعة الإسلامية.

كما أنه - حفظه الله - صاحب تجربة وطنية طويلة ثرية جعلت ذكره على لسان كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، فالجميع يعرفه، والجميع يكن له كل الحب والوفاء، لأنهم يتابعون رحلة سموه في خدمة مصالح وقضايا الوطن منذ سنوات عديدة.. نايف الأمير المدافع عن الحق والمحارب من أجله وفق حكمة صائبة وقوة لا يفلها أي عزم.

وقد نشأت علاقة ود وحب وترابط وثيق بين سموه وجميع من يعيش على ثرى هذه البلاد المباركة من أبنائها والمقيمين فيها وهم يعهدون إلى سموه مسؤولية أمنهم وأمن الجبهة الداخلية، طيلة مسيرة تقرب من (34) عاماً قضاها سموه وما زال وزيراً للداخلية - أعانه الله - متصدياً لقضايا تعزيز سياج أمن الوطن والسهر على سلامته ضد العابثين بمقدرات وأمن المملكة العربية السعودية.

ولصاحب السمو المكي الأمير نايف - حفظه الله - اهتمام خاص ببرامج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المختلفة وأنشطتها العلمية البحثية المتعددة، وتفضل سموه الكريم برعاية وافتتاح الكثير من مناسباتها العلمية والبحثية والاجتماعية، ورئاسته لمجلس الجامعة، وكان من هذا الاهتمام المتمثل في الدعم المتواصل لكراسي البحث العلمية، وبتمويل خاص من سموه أن أنشئ في الجامعة (كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية)، وبدأت هذه المكرمة العلمية نشاطها العلمي اعتبارً من جمادى الثانية 1429هـ؛ إضافة إلى توجيهاته المستمرة إلى القائمين على الجامعة بمزيد من العمل والنجاح والاستمرار في خدمة الوطن عبر الجامعة التي تمثل سلاحاً مهماً من أهم أسلحة العلم في بلادنا الغالية، وقد تشرفت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمنح سموه الكريم الدكتوراه الفخرية؛ تقديرا لجهوده المباركة في خدمة السنة ونشرها.

ومع أن الأمن في بلادنا الغالية يحتاج إلى تفرغ تام ومهمة ينوء بها كاهل من يشرف عليه، إلا أن همة سموه وقدراته البالغة هيأت له بعد توفيق الله فسحة من الوقت تتيح له اهتماماً خاصاً بالسنة والسيرة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وتُعد جائزة (صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة والسيرة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة (من أبرز معالم خدمة السنة في هذا العصر بما تدعو إليه من أبحاث، تحفز من خلاها الباحثين، وتستدعي هممهم لتقديم المزيد من العطاء في الموضوعات ذات الطبيعة الشائكة، التي تحتاج إلى مزيد من البحث والتحقيق، وتتطلبها ظروف العصر، يضاف إلى ذلك ما تقدمه من مسابقات ومحاضرات وندوات؛ تزيد من ثقافة المجتمع، وتشجع النشء على العناية بالسنة النبوية، وهذه الجائزة واحدة من جهود سموه - حفظه الله - في خدمة السنة النبوية، وهو يراها - حفظه الله - واجباً شرعياً.

ولا ننسى في هذا المقام الرفيع رئاسة سموه للجنة الحج العليا التي تهتم بشعيرة من شعائر الإسلام العظيمة، وركن من أركانه المهمة الذي سعى سموه لمتابعتها من خلال رئاسته للجنة ومتابعة أعمال الجهات المشرفة عليه وتقويم الأخطاء ومعالجة السلبيات واقتراح الحلول.

أسأل الله العلي القدير أن يحفظ عزها وأمنها ورخاءها، وأن يعز ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني، وأن يعز بهم دينه ويعلي كلمته، وأن يحفظهم من كل سوء ومكروه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد