Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/04/2009 G Issue 13355
الاربعاء 26 ربيع الثاني 1430   العدد  13355
أخلاقيات العمل الصحفي

 

يقول خبراء الإعلام إن الرصاصة الإعلامية أشد فتكا من رصاصة البندقية! لأن رصاصة البندقية قد تقتل أو تصيب شخصا واحدا، أما الرصاصة الإعلامية فإنها تصيب شعوبا بأكملها!. فالإعلام يرتبط بمئات الملايين بل وحتى المليارات من الناس، فلا أحد اليوم على وجه البسيطة إلا ما ندر لا يتعرض لوسيلة إعلامية؛ فالناس بمختلف جنسياتهم وأعراقهم وثقافاتهم ودياناتهم وحتى مستوياتهم التعليمية يتابعون وسائل الإعلام بمختلف أنواعها.

ومنها جاء التأكيد على أهمية التمسك بأخلاقيات العمل الصحفي؛ لأن أي تعدّ عليها يعتبر تعديا على هؤلاء الناس.

وفي تونس ينعقد غدا الخميس ملتقى دولي مهم تشارك فيه المملكة حول أخلاقيات الممارسة الصحفية في العالم العربي وليته يشمل أيضا العالم الغربي!.

ومشكلة هذه الأخلاقيات أنه لا يوجد اتفاق دولي واضح حول ماهيتها وحدودها، فما يعتبر تعديا على مقدسات في مجتمع ما على سبيل المثال تراه مجتمعات أخرى تعبيرا حرا عن الرأي!.

في حين أن هذه المجتمعات تقدس حرية التعبير في مواضيع دون أخرى في تحيز واضح وتشويه تام لمفهوم الحرية.

ففي فرنسا على سبيل المثال حوكم المفكر الفرنسي الراحل روجيه غارودي لأنه عبّر عن رأيه بحرية في إسرائيل والصهيونية، فوجهت إليه تهمة معاداة السامية!.

لكن العالم الإسلامي ورموزه مواضيع مستباحة لمن شاء أن يشتم ويعبر عن أحقاده تحت عنوان حرية التعبير!.

وهذا يجرنا إلى قيمة مهمة من قيم العمل الصحفي، وهي قيمة الحيادية في نقل الأخبار.

فمن الواضح أن الإعلام الغربي الذي يعلي من شأن الحيادية والموضوعية ويتغنى بها يعاني من تحيز واضح ضد الإسلام وكل ما يمت إليه من صلة سواء الشعوب الإسلامية أو الشخصيات والمنظمات الإسلامية أو حتى رموزه التاريخية.

وهذا لا نقوله نحن وإنما موثق في دراسة دولية نشرته في عام 2005م منظمة هلسنكي الدولية لحقوق الإنسان.

فالدراسة حملت عنوان (التعصب والتحيز ضد المسلمين في أوروبا) التي شملت 11 دولة أوروبية، أكدت أن الإعلام في هذه الدول وضع العالم الإسلامي ومن ينتمي إليه في قوالب جامدة مشوهة، تعطي انطباعا سيئاً عن المسلمين.

ومن هنا نؤكد أن أخلاقيات الإعلام كافة، بما فيها الحيادية والموضوعية، بحاجة إلى إعادة تأكيد من أجل ترسيخها في ضمير المؤسسات الإعلامية المختلفة، وندعو المؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة إلى أن تقوم بإعداد دراسة دورية عن درجة تمسُّك وسائل الإعلام بأخلاقيات العمل الصحفي، وكشف مختلف صور التعدي على هذه الأخلاقيات؛ حتى يكون الجمهور على وعي تمام بهذه التعديات!.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد