Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/04/2009 G Issue 13355
الاربعاء 26 ربيع الثاني 1430   العدد  13355
إلى سمو النائب الثاني وزير الداخلية.. مع الاحترام
صلاح بن سعيد الزهراني

 

خلق الله الأرض وأودع فيها أرزاقها، إلى أن جاء المؤسس رحمه الله وجمعنا على كلمة سواء، كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فوحد البلاد وأمن العباد، وأمر الله بين الكاف والنون، أظهر الله النعم على يدي أبي تركي - يرحمه الله - ليجزي الشاكرين، وعاد أبناء البلاد الذين هاجروا إلى خارج طلبا للرزق، عادوا إلى أرض الوطن لينعموا بالرزق الوفير والخير الكثير، تفجرت الخيرات من باطن الأرض، وظهرت الثروات، فوظفها أولو الأمر في بناء نهضة عمرانية وتنموية يشهد بها العدو قبل الصديق، وإيمانا منهم بعبقرية الإنسان قبل عبقرية المكان، أمروا ببناء المدارس والجامعات لإعداد القيادات التي تنهض بالبلاد، فكانت النهضة التعليمية، وها هم أبناء البلاد يحملون على أكتافهم مسؤوليات التخطيط للمستقبل، يصنعون مستقبل الأمة ومستقبل أبنائهم وأحفادهم، ومن أكثر حرصاً من أبناء البلاد على بناء النهضة الشاملة.

تركنا المؤسس يرحمه الله وترك فينا أبناؤه البررة الذي يسيرون على خطاه، يبذلون الجهد حتى أصبحت بلادنا تضاهي كبريات دول العالم في كل النواحي.

ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عرش البلاد، وهو يضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فاختار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الملقب بسلطان الخير ولياً لعهده، وها هو يختار نائباً ثانياً وضع فيه كل ثقته وشرفه بحمل لواء المسؤولية هو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله الجميع ووفقهم إلى ما يحبه ويرضاه، إلى خدمة البلاد والعباد، ورفع راية الإسلام عالية إن شاء الله.

والاختيار لا ينبع من فراغ، وقد صح الاختيار، فإن عبقرية هذا الرجل تنبع من إيمانه وصلابة عوده وذكائه في التعامل مع الأحداث ورباطة جأشه في المواقف الصعبة، ولقد سبق لي الكتابة عن سموه الكريم في موضوع لجنة الإصلاح والمناصحة التي وظفها لمعالجة قضية المتورطين في الإرهاب، الذي تم التعزيز بهم وغسل أدمغتهم فأصبحوا مثل الخلايا السرطانية التي تهاجم نفس الجسم الذي تعيش فيه، ومن توفيق الله عز وجل نجاح هذه اللجنة في عودة الأبناء المغرر بهم إلى المجتمع والإقبال على القيام بدورهم في البناء والنهضة، فحفظ لهم بذلك حياتهم وحقن دماء الأبرياء من المواطنين والمقيمين.

إن رجلا يفكر بهذا المنطق وهذه المنهجية لهو جدير بثقة ولاة الأمر وثقة المواطنين.

إنني عبر هذه السطور أبارك لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز - وفقه الله - الثقة الملكية الغالية التي هو أهلها بتعيينه نائباً ثانياً وثقة هذا الشعب الطيب في مقدرة سموه على القيام بأعباء هذه المسؤولية وثقته في الأسرة المالكة على الإطلاق، وشعب هذا الوفاء يستحق دائما نائباً ثانياً بصفات هذا الرجل الوفي الذي أمن المواطن والمقيم في حله وترحاله في البادية والحضر، وأتمنى لسموه الكريم المزيد من الثقة والتوفيق، أعانه الله على مسؤولياته الجسام ووفقه إلى ما فيه خير البلاد والعباد.

وانتهز الفرصة لأعبر عن فرحتي بهذا الاختيار وتلك الثقة الملكية الغالية، داعياً الله عز وجل أن يعيد سلطان الخير إلى البلاد سالماً غانماً بإذنه معافى بقدرته، سلطان الذي نفتديه وإخوانه بالنفس والمال والولد، بارك الله فيكم جميعاً يا أبناء عبدالعزيز ففيكم وجدنا الأمن والأمان وعلى أيديكم ويد أبيكم يرحمه الله تنزل الخير فعم البلاد والعباد، والعرفان لله أولاً ثم لكم ثانياً هو ديدننا ومن العرفان رد الجميل لأهله، وأنتم أهل الريادة في الخير والكرم.

وأختم مقالتي بخير ختام، بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } سورة النساء (59).

* الرياض


alkatbz@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد