Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/05/2009 G Issue 13366
الأحد 08 جمادى الأول 1430   العدد  13366
«الجزيرة»تقدم كشف (عتاب) للدراما السعودية: التغيير المطلوب

 

كتب - عبدالله الهاجري

حتى هذه اللحظة وربما لأيام قادمة لا يزال منسوبو الدراما في السعودية يجهزون للأعمال الرمضانية من داخل مكاتبهم بين اجتماعات لورش عمل كتابة النصوص أو الاتفاق على اسم المخرج وبين اختيار أسماء العاملين وأخيراً اختيار مواقع التصوير وبعضهم شرع في التصوير (فعلياً).

هذا هو حال العمل الدرامي السعودي، سبات سنوي طويل ثم (هبة) واحدة قبل دخول رمضان بأربعة أشهر ثم يبدأ الجد، وأقصد بالجد هنا بدء تصوير مسلسلاتهم وفي أثناء الأوقات الضيقة تخرج الأعمال الدرامية السعودية حُبلى بالأخطاء الإخراجية وبالركاكة في النص والمونتاج وأحياناً في اختيار أبطال العمل والممثلين وعودة إلى المربع الأول ونقطة الصفر وهكذا دواليك في كل عام.

لا أريد أن أشبه الدراما السعودية بالمصرية مثلاً أو السورية أو حتى الخليجية التي بدأت منذ الأيام الماضية في تسويق أعمالها بعد أن أنهت أكثر من 50% من تصوير أعمالها وبعضها أنهت بالكامل تصوير أعمالها وهي الآن في مرحلة المونتاج النهائي والاستعداد للتسويق.

ولا أريد في هذه العجالة أن أستعرض الأخطاء الفادحة التي حدثت في الأعمال السعودية في رمضان الماضي بعضها بدأ مونتاجها في شهر رمضان وبعضها حملت أخطاء في الإخراج والمونتاج كما حدث في أحد المشاهد التي صورت في النهار والمساء في وقت واحد وكيف حدث هذا لا أعلم إلا أنني أتذكر أن المشرف على العمل خرج ليضع اللائمة على عاتقه ولا أريد استذكار حين قام مسلسل بتصوير بعض مشاهده في أبها في وقت الصيف حيث واجهوا الكثير من الصعاب سواء من حجز السكن أو الوصول جوا بسبب عدم توفر مقاعد حجز الطيران أو بسبب زحمة الصيف حتى أنهم ضاعفوا أيام عملهم بسبب المشكلات التي واجهتهم، وأيضا والأهم لن أتحدث عن خروج الأعمال بشكل ضعيف لم تستثمر أبدا ما تشهده الدراما السعودية من تطور في ظل تراجع ملحوظ للدراما المصرية والتي سيطرت على الأعمال التلفزيونية في أعوام ماضية مع نشاط ملحوظ للدراما الشامية.

لن أتحدث كيف ينتظر المعلن الأعمال الدرامية السعودية والقنوات التي ستبث فيها بقصد الإعلان فيها كونه يعلم -المعلن- أن هذه الأعمال مشاهدة بشكل واسع وهذا ما يبحث عنه، وللأسف حتى اللحظة لم يتفهم الكثير من منسوبي الدراما لهذه النقطة إلا من الناحية التجارية ولم يستثمروا تهافت المعلنين ليقدموا دراما حقيقة تتماشى بصدق مع تطور الدراما الخليجية.

سأترك الحديث والحكم للقارئ ليقول رأيه حول أعمالنا الدرامية التي ورغم متابعتها -الرمضانية - إلا أنه ومع آخر يوم من رمضان ينتهي تعلق المشاهد بها وينساها تماما.

ما أريد أن أصل إليه هنا وهي رسالة إلى منسوبي الدراما السعودية وشركات الإنتاج فيها بسرعة العمل على بداية تصوير الأعمال الرمضانية علهم يستفيدوا مما جاء في أعلى هذا الموضوع والبعد كل البعد عن الإسفاف في التصوير وحضور بعض الكلمات الخارجة عن طبيعتنا والتي اضطرت معها إحدى القنوات العام الماضي لتفادي ذلك (متأخرة) بعد وقوع الفأس من ألفاظ خادشة بعيدة تماما عن المألوف الفضائي وقريبة من مصطلحات (الشوارع).

وما أريده هو تذكير منسوبي الدراما السعودية مما جاء في أعمال سابقة من إظهار التدخين بشكل (فاضح) من خلال أبطال هذه الأعمال والذين ظهروا بشكل (غريب) والتدخين بشراهة في أعمال كانت بالفعل هي الأكثر مشاهدة، ولم يكن هذا الأمر الخطير فمسلسل آخر قدم وبشكل أخطر كيفية تصنيع المسكر (العرق) وكأننا تحولنا من خلال هذه الأعمال إلى مجتمع همّه الأول التدخين وشرب المسكر، ولم أرى مثلا عملا مصريا أو سوريا وحتى خليجيا يأتي بمثل هذه الأفكار التي تضر العمل وتحجب المشاهد عنه وتضر أيضا باسم وسمعة من يعمل فيها، وإن حدث فهذا شأنهم ولا أدعي (ملائكيتنا) ولكن للدراما سحرها ووقعها وخطابها للآخرين بكيفية حياتنا وعلاقتنا بالأشياء.

نريد دراما في رمضان القادم بشكل تحترم فيه عقولنا وطبيعتنا وليعلم منسوبو الدراما أن هناك نساء وأطفالاً ومراهقين يتابعون أعمالهم ويتسمرون أمام الشاشات بحثا عن مشهد كوميدي وتراجيدي يعكس فيه واقع مجتمعنا بكل أريحية، أريد من المشرفين على هذه الأعمال استثمار الانفتاح الشعبي والتحدث بلسان المجتمع واستغلال إبداء الرأي بكل شفافية.

ما أريده هنا هو كل ما يريده أي مشاهد سعودي وعربي من الدراما المحلية تقدم واقعنا ومشكلاتنا بشفافية واسعة وبأعمال هادفة لاسيما وأن الدراما أثبتت أنها ذات تأثير مباشر على بناء هيكلة المجتمع بشكل أو بآخر.

وما نريده كذلك الابتعاد عن استهلاك الأفكار بل المطلوب التنقيب عن أفكار جديدة وهي كثيرة، إلى جانب الالتفات إلى نجوم الدراما في السعودية وجمعهم في عمل واحد وأن لا تكون الأعمال الدرامية محصورة على عدة أشخاص فقط. وأخيراً ما أريده هو أن نثبت للعالم أن لدينا دراما حقيقية وأن تطورنا شمل كل شيء حتى الدراما.



starabha@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد