Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/05/2009 G Issue 13366
الأحد 08 جمادى الأول 1430   العدد  13366
اليوم العالمي للصحافة

 

اليوم العالمي لحرية الصحافة وهو الذي يصادف يومنا هذا سيناقش موضوعاً اهتمت به المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وهو موضوع الحوار بين الشعوب. فمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) ستكرس احتفالها بهذا اليوم لدراسة إمكانيات وسائل الإعلام في تعزيز التفاهم بين مختلف الثقافات والشعوب. وهذا يتماشى مع رسالة المنظمة منذ تأسيسها والتي تهدف إلى تعزيز التعارف بين الشعوب وضمان انتقال الكلمة والصورة المعبرة فيما بينها.

ولا يمكن لوسائل الإعلام أن تعزز الحوار والتفاهم بين الشعوب إلا إذا استطاعت أن تقوم بدورها الأساسي المتمثل في نقل الحقيقة، لأن أية عرقلة لهذا الدور سيجعل وسائل الإعلام مشلولة عن القيام بأي دور آخر!، إذ كيف لوسيلة إعلامية أن تعزز التفاهم بين الشعوب أو الجماعات في حين أنها تنقل أخباراً مغلوطة أو مبتورة، وتشوه الحقائق..؟!.

وهناك عدة أمور قد تعرقل هذا الهدف الإعلامي الهام المتمثل في نقل الحقيقة، وأولها غياب التوازن في تدفق المعلومات والأخبار بين الدول. فالدول التي تتمتع بالإمكانيات المالية والتقنية العالية وكذلك الخبرة تتحكم في نقل الأخبار الدولية، ولا يسمح تقنيّاً للدول النامية بأن تنقل أخبارها للعالم، وبالتالي، فإن الدول القوية إعلاميّاً تتحكم بالحقائق، وقد تعيد تشكيلها وفقما تقتضيه مصالحها، لا وفقما تقتضيه الحقيقة!.. وقد يكون في ذلك تجن على الدول النامية، وربما أساءت الأخبار المشوهة لصورة هذه الدول والشعوب، ووضعتها في قوالب جامدة لا تسمح للآخرين بتقبلها، والتفكير في بناء جسور تفاهم وحوار معها..!.

ومن الأمور التي تعرقل نقل الحقائق استهداف حياة الصحفيين، إذ يمكن القول: إن من أكثر المهن المدنية التي يتعرض أصحابها لجرائم القتل هي مهنة الصحافة، ومع ذلك لا يتم توفير الحماية اللازمة للصحفيين وخاصة في مواقع الاشتباكات والمعارك. وقد ذكرت لجنة حماية الصحافيين أن 41 صحافياً قتلوا في 2008 بينما كانوا يقومون بعملهم، وأن 11 قتلوا منذ بداية هذه السنة، وهذا ما دعا أمين عام الأمم المتحدة إلى القول: (إن عدد الهجمات على الصحافيين ما زال مستقراً عند مستوى يثير القلق). فاغتيال الصحفيين يستهدف بالأساس اغتيال الحقيقة، وعدم نقلها كما هي للعالم، وبالتالي، التلاعب بها لحساب المصالح على حساب الحقائق!.

***








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد