Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/05/2009 G Issue 13366
الأحد 08 جمادى الأول 1430   العدد  13366

في الوقت الأصلي
ثقافة الشماتة؟!
محمد الشهري

 

لا يوجد ما هو أيسر وأسهل من تتبع عورات وزلات الآخرين ومن ثم العمل على الشماتة بهم وبأحوالهم حد التشنيع.

** وبما أن دوام الحال من المحال كما هو معلوم.. بمعنى أن من جُبل على تصيد أخطاء وعثرات عباد الله، وبالتالي اتخاذها وسيلة ومتكأ للنيل منهم والانتقاص من كفاءاتهم وتحقيرهم.. لا بد أن يأتي اليوم الذي يكون هو في ذات الموضع والموقف.. طال الزمان أو قصر، وذلك تمشياً مع حقيقة (يوم لك ويوم عليك).

** المقدمة أعلاه كان لا بد منها كتوطئة للحديث عن حملة الشماتة والتشنيعات التي طالت الفريق الأهلاوي من لدن بعض الأقلام على خلفية خروجه من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، ومن قبلها مسابقة سمو ولي العهد(؟!)

** ذلك أن الكثير من التناولات الصحافية التي جاءت في أعقاب الإخفاق الأهلاوي.. إنما جاءت كما لو أنها كانت تنتظر مناسبة بهذا الحجم والمستوى لكي تعبّر عن حجم (السواد) الذي تختزنه أنفس أصحابها(؟!!).

** تلك التناولات (البليدة) التي لم تطرح وجهة نظر فنية أو نقدية، أو حتى قراءة تحليلية مفترضة.

** وإنما جاءت (قافزة) كأرخص ما يكون استغلال المواقف لتقزيم الكيان الأهلاوي الكبير، والحط من قدره ومكانته كأحد ثوابت الرياضة السعودية وأركانها الراسخة على مر التاريخ (!!!).

** (المعيب) في الأمر حقيقة هو: أن الكثيرين ممن تطاولوا على الأهلي في تناولاتهم التشنيعية.. هم ممن عايشوا الحقبة التاريخية التي شهدت التسيّد الأهلاوي للساحة.. حاملاً صولجان الأفضلية المطلقة، والحضور المدهش على مستوى ديربي الغربية.. بكل تفاصيلها.

** أي عندما كان الأهلي يعتلي المنصات الموسمية على مدى أكثر من عشرين سنة.. كان خلالها الطرف الآخر في معادلة الديربي لا يتجاوز مناطق الوسط الدافئة في أي مسابقة يشارك فيها (؟!).

** تلك المرحلة التي عُرفت وما تزال تعرف حتى اليوم لدى الأوساط الرياضية بالسنوات الصفراء العجاف (؟!).

** هذا النوع من الطرح والثقافات المتخلفة شكلاً وموضوعاً.. لا شك في أنها نتاج فكر أكثر تخلفاً وبالتالي فهو لا يؤمن بأن الأيام (دول)؟!!.

** وأن مثل هذا التعاطي مع الأحداث الرياضية..إنما يؤكد على مدى حاجة هؤلاء إلى عملية (تدوير) وليس (تأهيل) وذلك بالنظر إلى كونه قد ثبت بالدليل القاطع استحالة النجاح في تأهيلهم على اعتبار أن عقارب الزمن لا يمكن أن تعود إلى الخلف.

** وأن هذا النمط من البشر لا يمكن أن يستوعب ويتكيف مع الأمور بشكلها الطبيعي والموضوعي.

** من هنا أعتقد بأن أقرب تعريف مناسب لهذا النوع من الطرح هو: (رياضة التزلج على الورق).

يسألونك عن الهلال؟!

** أن يحتل الهلال نقطة المركز وسط بؤرة الضوء.. فذاك هو الأمر الطبيعي الذي لا جدال فيه أو حوله.. على اعتبار أن ذلك يأتي في سباق منطق إعطاء كل ذي حق حقه.. أو ليس هو زعيم أكبر قارات المعمورة.

** غير أن التساؤلات المتداولة بين الأوساط الهلالية هذه الأيام هي تلك التي تتمحور حول وضع ناديها في منطقة العمق من بؤرة التقصد بكافة أشكاله إلى حد الذين يتقصدونه بالإيذاء.. لم يعودوا بحاجة إلى التخفي والعمل من خلف الجدران.. خصوصاً بعدما أضحى تقصده من ضمن الأعمال التي تدعو للزهو والتفاخر، ولنا في هتافات المدرجات والعجز عن ردعها أصدق الأمثلة (؟!!).

* على أن أكثر ما يقلق الجماهير الزرقاء حقيقة هو تتالي بعض الممارسات والأحداث الغريبة التي بدأت اعتباراً من نهائي كأس سمو ولي العهد حتى الآن.. من مدرب يعلم تمام العلم بأن العيون عليه، ترقب حركاته وسكناته.. ثم يتجاهل كل هذا ويمنح الفرصة للذين يتربصون به على طبق من ذهب(!!!).

** إلى لاعب (مستهتر) يتعمد ارتكاب حماقة أدت إلى طرده خلال العشرين دقيقة الأولى من الشوط الأول، من مباراة مصيرية ترتب عليه منح الطرف المقابل الضوء الأخضر لانتزاع اللقب (الحلم) لأول مرة في تاريخه (؟!!).

** بالمناسبة: منذ ذلك الحين وحتى اللحظة.. لم أجد من المبررات والأعذار ما يمكن التماسه لذلك اللاعب سوى مبرر واحد أحتفط به لنفسي (؟؟!!).

** لتأتي ثالثة الأثافي ممثلة بما أقدم عليه أفضل لاعب آسيوي من حماقة أدت إلى إيقافه آسيوياً عن مباراتين في غاية الأهمية، وفي وقت الفريق في أمس الحاجة إلى خدماته (؟!).

** العجيب أن يحدث مثل ذلك التصرف منه رغم علمه وإدراكه بكل ما يحاك ضده وضد فريقه من تدابير، وأن ما يتعرض له داخل الملعب وعبر المدرجات.. ما هو إلاّ جزء أو فصل من حكاية طويلة، وليعيد ذكرى مشهد المدرب(؟!).

من التراث الجنوبي

(قوم بلا عُقّال توخذ حقوقها

وقوم بلا شجعان قوم مذلَّة)


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد