Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/05/2009 G Issue 13366
الأحد 08 جمادى الأول 1430   العدد  13366

الآثار التاريخية في مدينة الدلم

 

مدينة الدلم بمحافظة الخرج قديمة جداً، ويدل على قدمها آثار الأجداد والحضارات التي قامت على أرضها، فهي أقدم مدن الخرج وعاصمة الخرج في السابق، بل كانت تُعنى بالخرج في كتب التاريخ، ونورد نماذج من تلك الآثار التي تدل على عراقتها وقدمها. وبقيت شاهداً على أصالة هذه المدينة الجميلة:

1- سور الدِّلَم

وهو سور من الطين يقع في البلدة القديمة بل يحيط بها، وله ثلاثة أبواب تُسمى المرابيع في جهات الشمال والجنوب والغرب إذا أُغلقت هذه المداخل الثلاثة لا أحد يستطيع الدخول أو الخروج حيث السور الحصين على مساحة 250000م2. وقد أمر الإمام فيصل بن تركي ببنائه وحفر خندق وكان ذلك آخر شهر شعبان عام 1253هـ - وذلك عندما غزا الأتراك الدلم ضمن بلاد نجد، فلما وصل عسكر الترك وليس معهم مؤنة لم يستطيعوا الدخول للدلم، بسبب هذا الحصن فحدث لهم جوع، قاموا بقطع النخيل وأكل الجمار وأكلوا رواحلهم.

وما زالت بعض الشواهد لهذا السور قائمة ويبلغ طول السور من الشرق إلى الغرب 65م وارتفاعه 10م وطوله من الشمال إلى الجنوب 13م وارتفاعه 3م أما البرج فيبلغ ارتفاعه 12م ملاصقاً السور.

2- برقة الرُّوحان

والبرقة الأرض السهلة المختلطة بالحجارة، وجمعها بُرق وأبارق، برْقة (بالضم) من نواحي اليمامة، وتقع قرب كوبري السيل لوادي الدلم عند التقائه بطريق الجنوب، وفيها كان يوماً من أيام العرب، أسر فيه شهاب فارس هبُّود من بني تميم، أسره يزيد بن حُرثه أو برد الشكري، فمَّن عليه، وفي ذلك قال شاعرهم:

وفارس طرفه هبُّود نلنا

ببُرقة بعد عزِّ واقتدارِ

وكانت برقة الروحان روضة تنبت الرمث في اليمامة.

عن الحفصي قال عبيد الأبرص:

لمن الديار ببرقة الروُّحان

درست لطول تقادم الأزمان

فوقفت فيها ناقتي لسؤالها

وصرفتُ العينان تبتدران

وقال أوفى المازني:

أبلغ أُسيَد والهجيم ومازنا

ما أحدث عُكلٌ من الحدثان

إن الذي يحمي ذمار أبيكما

أمسى يميد ببرقة الرُّحان

يا قوم إني لو خشيت مجمعا

روّيت منه صعدتي وسناني

وقال جرير:

يا حبذا الخرج بين الدام والأدمي

فالرمث من برقة الروحان فالغرف

وهذا تحديد لمدينة الدلم عندما كانت تعنى بالخرج آنذاك.

3- مدافن عين الضلعة

تقع هذه المدافن بالقرب من عين الضلعة، فوق السلاسل الجبلية من جبل الدام والذي يحد الدلم من الشرق، ويبلغ عدد المدافن (500 مدفن) وتشبه الرجوم الحجرية والمقبرة من الداخل مصممة على شكل مستطيل من أربعة ألواح حجرية جيرية. وتحاط المقبرة برجم حجري كبير يغطي المستطيل السفلي. ويقال إنها لبني الأصفر (بني هلال).

وتحاط هذه المدافن بسور من الشبك بطول 8كم. وهي مسورة من قِبل الإدارة العامة للآثار والمتاحف سابقاً.

4- قصور آل زامل

تقع في وادي ماوان غرب الدلم، عندما قدموا آل زامل رؤساء الدلم سابقاً من أُثيثيه سكنوا في ماوان وبنوا لهم قصوراً شاهقة من الحجارة ما زالت آثارها شاهدة لهم، حيث تحينوا الفرصة للاستيلاء على الدلم عندما كانت تسمى الخرج، وحكموها مدة طويلة حسب ما ورد في كتب التاريخ، وقد سجل التاريخ ذكرهم أيام الدولة السعودية الأولى والثانية، ويعودون إلى قبيلة عائذ القحطانية.

5- غار الإمام تركي في عليَّه

هو الغار الذي التجأ إليه الإمام تركي بن عبدالله آل سعود في هضبة عليَّه غرب الدلم وذلك خوفاً من بطش القائد التركي (غبُّوش آغا) حين نفوذهم المتسلط على نجد. وفي هذه الهضبة تزوج الإمام تركي من المرأة الشامرية. وكانت هذه المرأة تقوم برعي الأغنام حول هذا الغار وكان الإمام تركي يخرج من الغار ويقوم بحلب بعض من هذه الأغنام. دون أن تراهُ المرأة. وقد تكرر ذلك كلما ذهبت المرأة بأغنامها حول الغار. ولكن في إحدى المرات اكتشفته المرأة وهو يحاول حلب الأغنام. فلما علم بكشف أمره ذهب إلى والدها وخطبها منه وتزوجها وولدت له جلوياً بن تركي جد سلالة (آل جلوي) وسمي جلوياً لأن والده قد جلا في هذه الهضبة بتحين فرصته المواتية. ويعد هذا الغار من الآثار التاريخية التي تفتخر به مدينة الدلم.

6- أطلال خفس دغرة

والخفس فيه قصص وعبر سطرها التاريخ وحفظها الرجال.

ومعناه: الانكسار في قشرة الأرض العليا. وهو غني بالمياه وكان به عين وبجوارها قرية حيث كانت تعج بالحركة والنشاط ولم يبق منها سوى معالمها التي اندثرت وتشتهر بروضتها وروضة المرداسية وهجلة الكدن. وتقع جنوب الدلم.

ويعد خفس دغرة في القديم محطة استراحة للجيوش المارة جهتها.

7- بئر الخُبَيْ

ويقع داخل شعيب روضة الخُبي قرب ماوان غرب الدلم وكانت في السابق تغذي البادية وما زالت قائمة محاطة بسور من الحجر يراها المار داخل الشعيب.

8- الآثار المدفونة في مخينق

تقع جنوب الدلم حيث عُثر على قصور متهالكة مدفونة داخل الرمال ومساجد باتجاه الأقصى وكذلك أوانٍ فخارية ترجع إلى ما قبل البعثة. وكانت عبارة عن آثار حضارات سادت ثم بادت. وتحولت إلى مزارع في الوقت الحاضر، ففقدت أهميتها.

9- قصر هيئة

ويقع بحي الناصرية بالدلم، وقد وقعت فيه معركة شهيرة عام 1253هـ بعد وقعة سمحة (نخل آل زامل) بين أهالي الدلم بقيادة فيصل بن تركي وعساكر الباشا الترك دارت على ثلاث مراحل حيث دخلها الأتراك وهدموه.

10- قصر موافق

ويقع في الدلم، وقد عقد فيه الصلح بين فيصل بن تركي والباشا، وذلك على دماء أهل الدلم وأموالهم وعلى من تابعه، فلبى الباشا طلبه واشترط بأن يسافر الإمام فيصل معه إلى محمد علي باشا في مصر ويبقى مع عشيرته هناك وكان ذلك في العشر الأواخر من رمضان عام 1254هـ.

11- قصر الخراب

ويقع بين بلدتي العزار وزميقة، جنوب الدلم، وقد وقعت فيه معركة مشهورة دونتها كتب التاريخ، وذلك في 12 شعبان عام 1253هـ بين الإمام فيصل بن تركي والباشا وجنوده، ونزل الباشا التركي في الخراب بعسكره.

12- قصر فيهق

وهذا القصر تزامن إقامته مع سابقيه، ولا وجود له الآن، ولعل كبار السن يدركون تحديد مواقعه وحبذا استعين بهم في إعادة وتخطيط تلك القصور الأثرية فهي شاهدة لعراقة الدلم، وأنها كانت مطمع لكل طامع آنذاك، عندما كانت الخرج كالفردوس المنثور، وبها جميع الخيرات ومستقراً للسيول وكثرة المياه وصلاحية الثمار ومناسبة الموقع.

13- آثار الرَّيان

وهذه آثار قرب الضاحي (رملة المغسل) شرق الدلم، تدل على عراقة الأجداد وقوة الحضارات السابقة ولا يزال مسماه قائماً حتى الآن.

14- الدِّلم القديمة

والتي تُعد رمزاً من رموز الآثار الأصيلة الجذور، حيث كانت عبارة عن مدينة بأحيائها الصغيرة كالفرحة وفريق الجامع والنصَّاري ومزيودة والمسعدي والحوشة، وخلال التطور الذي شهد المدينة، هدم أغلبها، وبقيت بعض الأزقة والمباني كدليل واضح وعلامة مضيئة بأن مدينة الدلم ذات بُعد تاريخي وحضارات متلاحقة سادت ثم بادت ثم عادت من جديد في ظل العهد الزاهر والنهضة المباركة.

* إنها دعوة إلى استثمار سياحي في مدينة التاريخ والآثار.

حمد بن عبدالله بن خنين

المستشار الشرعي والباحث الإعلامي - الدلم


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد