Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/05/2009 G Issue 13369
الاربعاء 11 جمادى الأول 1430   العدد  13369
من أجل مكافحة فعَّالة للمخدرات

 

مكافحة المخدرات حتى تكون فعَّالة لابد أن تكون مبنية على عدة أسس علمية تبدأ أولا بدراسة ظاهرة تعاطي المخدرات دراسة علمية شاملة، وبخاصة دراسة أسباب الوقوع في مستنقع الإدمان وتكوين سجل معلومات شاملة عن المتعاطين تستخدم لأغراض البحث العلمي للوصول إلى نتائج علمية تتعلق بالظاهرة محل الدراسة، وبالتالي، تنبني عليها طرق مكافحتها، لأن مكافحة المخدرات لا يمكن أن تنطلق من فراغ وإلا فإنها ستكون عديمة الجدوى ومضيعة للجهد والمال.

فعلى سبيل المثال يوجد في المملكة140ألف مدمن ! وهؤلاء ينفقون ما يصل إلى 9 مليارات ريال سنويا لتعاطي هذه السموم! هؤلاء، لابد من دراسة حالاتهم الاجتماعاية والاقتصادية والفكرية ومعرفة أسباب وقوعهم فريسة لهذه الآفة، من أجل رسم خطة وقائية فعَّالة؛ لأن عدم معالجة الأسباب سيعمل على استمرار هذه الظاهرة، مهما كانت وسائل مكافحتها صارمة، وبخاصة الوسائل الأمنية.

الأساس الثاني يتعلَّق بطرق التوعية بمخاطر المخدرات إذ لوحظ أن بعض حملات التوعية كانت سببا في حالات تعاط لأشخاص لم يكونوا على علم بها! كما صرح مسؤول في لجنة مكافحة المخدرات.

وهذا، بسبب سوء التخطيط لهذه الحملات، والعشوائية في إطلاقها دون تنسيق بين الجهات المختلفة، وبدلا من أن تكون هذه الحملات حملات توعية أصبحت حملات إعلانية!. ولذلك، فإن من الأهمية بمكان أن يكون مصدر هذه الحملات واحداً، تخطيطا وإشرافا، لمنع العبثية التي تصاحب هذه الحملات وهو ما شبهها أحد المسؤولين بأنها (سيرك إعلامي)!. وللأسف أصبحت ظاهرة المخدرات بوابة إعلامية لبعض المؤسسات للترويج عن اسمها، فيكفي أن تكتب عبارة (لا للمخدرات) ثم تطبع اسم مؤسستها بالخط العريض على اللوحة التي تعلق في ركن ما على قارعة الطريق!.

والأساس الثالث، وهو الأساس الأمني، إذ من الضروري جدا استمرار اليقظة الأمنية وبخاصة على الحدود، وإذا علمنا أنه يقبض سنويا على 37 ألف متعاط ندرك حجم الجهد المبذول من الجهات الأمنية، لكن القبض على المتعاطين، ليس هو الأساس، وإنما الأساس هو ضبط الحدود لأن تجارة المخدرات مرتبطة بعصابات دولية تحاول باستمرار اختراق الحدود من أجل تهريب هذه السموم، ومن المناسب هنا التذكير بالإنجاز الأمني الذي أعلن عنه في مارس الماضي عندما ضبط رجال الأمن البواسل 35 مجرما، بحوزتهم 406 ملايين ريال، وكانوا يتأهبون لترويج طن و700 كيلو حشيش، والملايين من حبات الكبتاجون المخدرة!. وهذه الأرقام تؤكد شراسة العدو الذي نجابهه وإصراره على الإضرار بنا من أجل أطماعه المادية!.










 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد