Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/05/2009 G Issue 13373
الأحد 15 جمادى الأول 1430   العدد  13373
المنشود
تمثيلية الدروس التطبيقية!
رقية سليمان الهويريني

 

تسعى وزارة التربية والتعليم لتطوير مهارات معلماتها من خلال عدّة أساليب أحدها التدريب أو الدروس التطبيقية، أو التطبيقية التي هي بالواقع دروس مثالية من اسمها، ويصعب تطبيقها. فقد تحوّلت إلى مشاهد تمثيلية أقرب ما تكون إلى (مجاكر) بين المشرفات، لعرض القدرات الخارقة لبعض المعلمات، أمام مجموعة من المشرفات والمعلمات! وفيها يتم استدعاء المعلمات المتمرِّدات على مشرفاتهن اللاتي يتعاملن أمام المشرفة بطبيعتهن أثناء الشرح لا بما يليق بحضورها الدرس! مما يتطلّب تلقينهن التطبيقية في الشرح والتمثيل! وتضطر هؤلاء المعلمات لترك طالباتهن دون دروس طيلة اليوم أو نصفه أو زد عليه قليلاً! وتُحشد الجهود بطلب تنفيذ درس تطبيقي من معلمة مطيعة لمشرفتها تكون قد نفخت فيها حتى وافقت! لتقوم المعلمة بالتجهيز للدرس التطبيقي على مدى شهر كامل، يبدأ بإحضار اللوحات المكلفة مادياً والاستعانة بالخطاطين والرسامين لإخراجها بطريقة مميّزة! وتجهيز سبورة مناسبة وأقلام جديدة وأجهزة عرض منوّعة وهدايا متنوّعة، وتنظيف فصلها ومقاعد الطالبات وطاولاتهن .. واختيار ما لا يتعدّى عشرين طالبة نجيبة تشرح لهن الدرس عدّة مرات حتى الاستيعاب والحفظ والاستظهار، لضمان دعم مشاركتهن لها، بينما تحوّل الضعيفات لفصلٍ آخر حتى انتهاء المهمة! وتصطف المعلمات بمؤخرة الفصل والمشرفات في مقدمته، لمشاهدة تمثيلية الدرس التطبيقي المعروضة على مدى ثلاث حصص متتابعة بما يزيد عن شوطي مباراة وشوطٍ إضافي! وقد تحتاج المعلمة التطبيقية لركلات ترجيح بعد أن أمضت ساعتين لشرح درس يحتاج لأربعين دقيقة! ولستُ أعلم كيف لأسماء الإشارة أو صفة التيمم أن يستغرق كل هذا الوقت من الشرح؟! وأستعجب كيف لم تصبح لدينا طالبات نابغاتٌ بالفعل!

إنّ ما نشاهده ونسمعه عن مهزلة الدروس النموذجية التي تُظهِر المعلمة في وضع غير حقيقي بشرحها ولطفها مع التلميذات، والإلمام بالمنهج والسعي لتوصيل المعلومة بطريقة غاية في التمثيل، لهو أمر مؤسف! وكان ينبغي مراعاة ردود فعل الطالبات اللاتي يتم استغلالهن وسيلة لهدف غير نبيل، لا يليق بالمعلمة والمشرفة ولا بالتربية والتعليم! في الوقت الذي يتطلّب الدرس التطبيقي الواقعية السامية!

وإنْ كان الهدف عرض قدرات معلمة متمكنة فعلاً، وهن كثيرات ولله الحمد، فليطلب منها شرح درس من المنهج دون تخصيص له، حيث يتوقع استعدادها التام لجميع الدروس .. والالتزام بالوقت المخصص 45 دقيقة فقط، دون تحديد لعدد الطالبات أو الإمكانيات المتاحة في المبنى المدرسي؛ ليظهر تمكنها الفعلي مع الظروف المتاحة. وإنْ كانت قادرة فلن يشعر أحدٌ بنقص الإمكانيات المادية والبيئية، حيث ستغطي النقص أو الخلل بأسلوبها وثقتها وانطلاقها وتمكنها من مادتها. فالحاجة لمعلِّم أكبر من الحاجة لمقاول يلزمه تجهيز معدّاته للحفر والبناء. فالمعلم فكرٌ، معدّاته وآلياته وأهدافه في عقله وفكره، وشعوره أنه معلِّم لديه معلومة مهمة يناضل لتوصيلها لطلابه بأمانة!

فيا أيتها المشرفات، اتركن المزايدات في الشكل وركِّزن على المضمون، وإنْ لم يكن! فإنه قد آن للمعلمات الحاضرات أن يدخلن في سبات عميق لحين انتهاء تمثيلية الدرس التطبيقي، فرغم براعة الممثلة؛ إلاّ أنّ السيناريو ثقيل والإخراج سيئ!

rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض11342



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد