Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/05/2009 G Issue 13375
الثلاثاء 17 جمادى الأول 1430   العدد  13375
ممر
إعلام الخمسة نجوم!
ناصر الصرامي

 

تستضيف دبي في ملتقاها الإعلامي عدداً كبيراً من أبرز الفعاليات الإعلامية العربية غالبهم المكرر، وقليل جداً منها حديث أو متجدد.

والحقيقة أن الإمارات تبهرك بكثافة الوسائل الإعلامية الموجودة،حيث تزدحم مدينة دبي الإعلامية وحدها بمئات المحطات والصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، فيما تشيد الإمارة العاصمة أبوظبي مدينة إعلامية حديثة، إلا أن هذا الإعلام القادم من الخارج للعمل من دبي وأبو ظبي لم ينقل عدوى الاحترافية والنجاح لوسائل الإعلام المحلية في الإمارات، أو دبي حاضنة الإعلام، ولم تتمكن وسائلها المحلية من تحقيق اختراقات في الفضاء العربي.

صحيح أن هناك أكثر من محاولة تمت لإحداث تغيير في القيادات الإعلامية وإنشاء مؤسسات جديدة، مؤسسات نجح البعض منها إبان النمو الاقتصادي المتسارع، الذي انعكس (مادياً) على وسائل الإعلام المحلية، نتيجة زيادة الإنفاق الإعلاني في الإمارات بشكل عام، إلا أن الأزمة المالية التي ضربت العالم، ضربت اقتصادات المنطقة، وتحديداً اقتصاد دبي الأكثر انفتاحاً، هذه الأزمة أظهرت أن الإعلام في هذه الإمارة - غير النفطية - لم يرق بأي حال من الأحوال إلى أن يكون صناعة راسخة فقد كان هو أول من واجه هزات نتج عنها التخلي عن مهنيين ومسوّقين وإداريين.

وأظهر إعلام دبي عجزاً واضحاً في مواجهة أزمته المستمرة والأزمة الاقتصادية، وهو ما يذكِّرنا بأكبر استفهامات إعلام دبي، والمتمثلة في إلغاء أهم وسيلة إعلامية حملت مبكراً سمة دبي، وأعني بذلك قناة دبي الاقتصادية سابقاً؟

ليس سراً أن نقاش الإعلاميين وهمسهم هنا، في أحدث منتجع بحري على نخلة جميرا الصناعية، يركز سراً على فشل دبي تحديداً والإمارات بشكل عام في خلق إعلام قوي، قادر على الوصول بشكل لائق، وفي ظل توفر بيئة ملائمة في الإمارات، بيئة تساهم في الإبداع وتستقطب وسائل إعلام عربية وأجنبية وإقليمية بشكل ظاهر.

فهل حظ دبي أو الإمارات مع الإعلام حظ سيئ دائماً؟ كما يبسط ذلك أحد الزملاء!

أم أنها مرتاحة لدورها الحاضن فقط للمؤسسات الإعلامية الناجحة عربياً ودولياً؟ كما يعتقد زميل آخر!

أم أن الإعلام المحلي لم يكن هماً مستحقاً لدى المعنيين بالقرار، المنشغلين بالاقتصاد؟ والمكتفين بالإعلام الوافد؟ كما يعلق ثالث؟

الحقيقة هي في جميع ما سبق، وفي غياب خطط إعلامية محلية مندمجة أولاً، أو طويلة النفس تستجيب لروح صناعة الإعلام الطويلة الأمد ثانياً، كما حظ عاثر في الخبرات الأجنبية واختيارها ثالثاً. وصولاً إلى الاحتفاء بدور المضيف الدائم، حيث تتحرك مكينة العلاقات العامة الذكية، التي اعتاد الإعلاميون العرب على الاستمتاع بعزفها، كما الاستمتاع والإقامة في فنادق دبي الفخمة مجاناً!

إلى لقاء..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد