Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/05/2009 G Issue 13375
الثلاثاء 17 جمادى الأول 1430   العدد  13375
تفاهم عالمي في المملكة

 

دلالات عدة يؤكدها اجتماع عالمي افتتحت فعالياته أمس في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ. هذا الاجتماع الذي يستضيف 25 رئيس دولة ورئيس حكومة سابقين، وعدداً كبيراً من الخبراء والقياديين في الاقتصاد والسياسة، يهدف إلى مناقشة قضايا عالمية في إطار الدورة السابعة والعشرين لمجلس التفاهم العالمي.

فمن الدلالات أن المملكة تحظى بمكانة سياسية واقتصادية كبيرة أهّلتها لاستضافة مثل هذا الاجتماع العالمي المهم؛ فالمملكة دولة تتمتع بمقومات كبيرة تجعلها قادرة على أن تكون فعّالة دولياً، وخاصة فيما يتعلق بالاستقرار السياسي والاقتصادي الدوليين.

فعلى سبيل المثال نجد أن المملكة، بما أنها أكبر دولة مصدّرة للنفط، تعلب دوراً كبيراً في استقرار أسعار النفط وحماية الأسواق من الهزات الاقتصادية العنيفة. وهذه سياسة انتهجتها المملكة، وأكد عليها خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مناسبة. فعندما ترتفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية فإن المملكة وبشعور من المسؤولية تسعى إلى أن تكون الأسعار عادلة ومناسبة للمصدرين والمستوردين على حد سواء؛ فتقوم المملكة وفي إطار منظمة الأوبك بضخ المزيد من النفط لحماية الأسعار من التقلبات الكبيرة، ولتوفير النفط بكميات تكفي المستوردين.

وعلى الرغم من أن هذه السياسة لا تعجب عدداً من الدول التي تطمع في كسب المزيد من الدخل حتى لو كان ذلك على حساب المستوردين إلا أن المملكة تسير وفق هذا النهج الذي يجعل الأسواق مطمئنة ومستقرة، انطلاقاً من قناعتها بدورها المهم في استقرار المجتمع الدولي وحمايته من الهزات الاقتصادية.

كذلك فإن المملكة تتمتع بثقل ديني كبير بحكم تشرفها بخدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهذا منحها كلمة مسموعة في العالم الإسلامي، وبالتالي فإن المملكة وانطلاقاً من هذه المكانة تتبنى القضايا الإسلامية وتدافع عنها في المحافل الدولية، وتقدم المبادرات التي ترى أنها في صالح العالم الإسلامي؛ ولذلك فإن أية دولة في العالم تريد مخاطبة المسلمين فإنها تفكر أولا في المملكة؛ كونها القائد الروحي للعالم الإسلامي وقلبه الروحي.

ولذلك فإن عقد اجتماع دولي يهدف إلى تحقيق التفاهم العالمي عبر تقديم المقترحات من قِبل رؤساء دول وحكومات سابقين ومفكرين واقتصاديين عالميين حدث في غاية الأهمية؛ كون هذه المقترحات تخرج من ذوي خبرة عملية في السياسة والاقتصاد، ولكن الأهم من ذلك بالنسبة إلينا حقيقة هو أن هذا الاجتماع يعقد على أرض المملكة، وفي ذلك رسالة واضحة بأهمية هذه الدولة رعاها الله.
















 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد