Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/05/2009 G Issue 13375
الثلاثاء 17 جمادى الأول 1430   العدد  13375
أضواء
وقف استغلال قميص فلسطين
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

ليس العرب وحدهم الذين يشتكون من تأخير حل القضية الفلسطينية التي جلبت الكثير من المشاكل للمنطقة العربية، وفرضت أزمات، بل وأكثر من ذلك سمحت للغرباء والقوى الأجنبية والإقليمية أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بزعم المساعدة، بل والعمل على حل القضية الفلسطينية ومساعدة الفلسطينيين، حتى أصبح (تعليق قميص فلسطين) عنواناً للنقاء والوطنية، فالانقلابيون العسكريون من الخمسينيات استولوا على الحكم مدعين بأنهم سيحررون فلسطين، هكذا زعم انقلابيو سورية ومصر والعراق وليبيا، فخرَّبوا بلدانهم وبقيت فلسطين محتلة حتى الآن، ليتلقى الإيرانيون المهمة ويزيدوا من سارية رفع قميص فلسطين، وأخذوا يزايدون حتى على الفلسطينيين ويعطوهم دروساً عن كيفية تحرير فلسطين..!!

وهكذا فقد عاد الحكماء والوسطاء الصادقون لتحقيق السلام في المنطقة العربية إلى الحديث عن العمل الصادق والجاد لحل القضية الفلسطينية، حلاً عادلاً ومشرفاً يعيد الحقوق الفلسطينية المشروعة ويحقق الأمن للإسرائيليين والسلام لكل الدول في المنطقة العربية.

الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة باراك أوباما توصلت إلى هذا الفهم بعد أن لاحظ مستشارو الإدارة الأمريكية الجديدة ارتباط كل الأزمات والقضايا التي تعاني منها المنطقة العربية بالقضية الفلسطينية وتأخر حلها حلاً عادلاً، فالجنرال جيم جونس مستشار الأمن القومي الأمريكي يقول إنه يوجد تخوف إسرائيلي من التهديد الإيراني، ونحن نتفق معهم بأنه تهديد وجودي، إلا أن هناك الكثير من الاختلاف لتخفيف مستويات هذا التهديد ومن أهمها العمل القوي والجاد لتحقيق فكرة الدولتين.

الجنرال جيم جونس أوضح بأن الدول العربية والأوروبيين يطالبون الولايات المتحدة الأمريكية وينتظرون منها التدخل الفاعل وعلى كل المستويات، وعلينا أن ندفع هذه القضية من حالة التقدم التدريجي إلى التقدم الحقيقي، وأن هذه الإدارة ستتدخل بشكل كامل وبكافة أذرعتها في عملية السلام حتى تضمن عدم المس بأمن إسرائيل وأن يكون للسيادة الفلسطينية مكان حول الطاولة، وأن هذا الموضوع هو بالنسبة لنا قضية إستراتيجية.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي: نحن ننتظر قدوم أطراف النزاع إلى واشنطن، حيث سيصل في الأيام القليلة القادمة الإسرائيليون والفلسطينيون والمصريون لبحث هذه القضية التي تعد من أهم أولوياتنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد