Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/05/2009 G Issue 13375
الثلاثاء 17 جمادى الأول 1430   العدد  13375
كشفتها عدسة «الجزيرة» والإمام يوقف العمل حتى إشعار آخر
ظهور جماجم وعظام أموات بعد نبش معدات حفريات التقوية الكهربائية قبورا قديمة شرق جامع العباس بالطائف

 

الطائف - متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي

نبشت معدات إحدى الشركات الخاصة بأعمال التمديدات والتقوية الكهربائية بمحافظة الطائف قبوراً قديمة من الناحية الشرقية لجامع عبد الله بن العباس رضي الله عنهما فيما خرجت مع الأتربة كمية كبيرة من العظام المتكسرة من قاطع المعدات وجماجم وغيرها من الرفاة للأموات الذي دفنوا بهذا الموقع والذي هو أصلاً كان من ضمن القبور الممتدة مع مقبرة الشهداء وموقعها في زاوية الجامع من الناحية الشرقية المسورة إلا أن هذه القبور قديمة جداً وجاءت عليها الطرق.

وكانت إحدى المؤسسات المتعاقدة مع البلدية قد بدأت تنفيذ مشروع لتقوية الكهرباء بالطائف عن طريق أعمال الحفريات التي اشتقت عددا من الأحياء والشوارع بالمحافظة لحين وصولها قبل أربعة أيام للجهة الشرقية من جامع العباس عن طريق بعض الوافدين التابعين للمؤسسة بغية دفن تمديدات كهربائية إضافية إلا أنهم وأثناء الحفر بواسطة المعدات كان مجموعة من المصلين بعد خروجهم من الجامع شاهدوا مجموعة من العظام منتثرة حول هذه الحفريات لحين التأكد بأن المعدات أجرت أعمال الحفر على قبور قديمة ويعني ذلك نبشها فيما ذكر العاملون بأنهم أبلغوا المؤسسة التي تشغلهم عن ذلك ولكن طلبوا منهم مواصلة العمل دون اللجوء لجهة إفتاء أو على الأقل الرجوع للجهة المسؤولة أو إمام الجامع وسؤاله عن ذلك أو إبلاغه لحين حضور المشرف على المقابر الخاصة بالجامع والذي شاهد بنفسه تلك الرفاة المنتشرة ومنها ما كان عالقاً بجوانب الحفريات من الداخل بخلاف الحجارة التي توضع على القبور والتي وجدت أثناء الحفر كذلك تحول لون التراب من الداخل للون الأسود وذلك دليل على عملية تحلل الميت بعد دفنه لحين أن أبلغ إمام وخطيب الجامع والذي بدوره طلب إيقاف العمالة من مواصلة أعمال الحفر لحين التوصل لفتوى وإبلاغ الجهة المسؤولة عن ذلك وبعدها سيتم اتخاذ قرار بذلك على الرغم من أن الفتاوى جاءت في مجملها إلى عدم جواز نبش القبور.

هذا وأبدى عدد من المصلين ممن شهدوا تناثر هذه الرفات جراء أعمال الحفريات أن تكون الطرق أصلاً جاءت على هذه القبور بعد أن أبلغ أحد العمالة بأنه كان قد قام بإجراء حفريات في زمن فائت بالساحة المقابلة للجامع من الناحية الشرقية والتي تحولت الآن موقفا لمكة وجدة وشاهد مثل هذه الرفات للأموات مما يعني امتداد القبور على مساحة كبيرة والتي اعتلتها الطرق في الوقت الحالي.

(الجزيرة) شهدت الحالة والتقطت مجموعة من الصور لرفات الأموات من جماجم وعظام متنوعة وغيرها من رفات الجثث المدفونة كذلك الأحجار التي كانت توضع على القبور وتغلقها قبل تسويته بالتراب كما تمت ملاحظة بعض القبور التي كانت أقل من مستوى وعلو الحفريات واتضحت من جوانب الحفر من الداخل فيما كان العمالة يواصلون أعمالهم دون أي توقف أو مبالاة على الرغم من أنهم اكتشفوا القبور وشاهدوا العظام بعد أن طحنتها وكسرتها المعدات الخاصة بالمؤسسة.

وكان سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين قد أجاب في فتوى صدرت عنه في حكم نبش القبور أو البناء عليها بقوله: إذا كانت قبور مسلمين لم يجز نبشها، ولا فتح طريق إليها، ولزم تسويرها والحفاظ عليها من الامتهان والمرور معها؛ حيث إن لها حرمة لاحترام أموات المسلمين. وكذا لا يجوز مرور السيارات عليها، فعلى هذا متى سورت بسور منيع فعلى أهل المساكن التماس طريق لا يمر عليها، ولو من فوق الجبال بأن يفتح طريق في أصل الجبال. فإن لم يمكن لزم أهل الدور تركها والتوسعة بمواضعها كمقابر للموتى حتى لا تمتهن جثث المسلمين. ولا يجوز نبشها ولا البناء عليها إذا كانت معلومة معروفًا أنها مقابر للأموات المسلمين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد