Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/05/2009 G Issue 13376
الاربعاء 18 جمادى الأول 1430   العدد  13376
إما السلام أو الحرب

 

البديل للسلام هو الحرب، والحرب عندما تندلع فلن توفر أحدا، كما أنه لا يمكن التنبؤ بمدتها أو بحجم الدمار الذي ستخلفه!. هذا ينطبق تماما على الحالة في منطقتنا. فلا يمكن الحديث للأبد عن عملية السلام، فإما أن تنتهي بسلام حقيقي، أو حرب. والعرب قد ملوا من المماطلة الإسرائيلية، ولذلك توقع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أنه إذا لم يتحقق السلام الآن، فإن المنطقة ستشهد حربا جديدة العام المقبل!.

ومن قبل أكد خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت العربية الاقتصادية أن عملية السلام العربية لن تظل على الطاولة إلى الأبد، كما أنها لن تتغير، فإما القبول بها، أو لا سلام. وحتى تكون الأمور أوضح فإنه لا سلام بلا ضغط أمريكي فعَّال على إسرائيل.

فلا يمكن للرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يتحدث عن ضرورة حل الدولتين، وأهمية تحقيق السلام وما إلى ذلك من العبارات السياسية التي تتكرر في مختلف المناسبات دون تحرك فعلي على أرض الواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإدارة الأمريكية عازمة على تحقيق السلام في المنطقة.

أما إطلاق العبارات من هذا النوع فقد أطلقها من قبل الرؤساء الأمريكيون السابقون. ولكن حتى نكون منصفين أيضا، فإن ردة فعل الرئيس أوباما على تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمال كانت حازمة.

ولكن يبقى أن يكون أوباما حازما على أرض الواقع أيضا، وألا يقف حزمه عند حدود الأقوال.

هناك أمر آخر في غاية الأهمية، وهو أنه لا يمكن أن نتوقع سلاما في ظل انشقاق داخل البيت الفلسطيني. لأن النزاع بين الإخوة الفلسطينيين وخاصة بين حركتي فتح وحماس، قد يعطي المبرر لإسرائيل بأن تتنصل من أي التزام سابق، بحجة أنها لا تملك شريكا للسلام، بل قد يعطي إسرائيل مبررا لشن عدوان جديد على الشعب الفلسطيني تحت أي حجة واهية.

ولذلك ندعو الإخوة الفلسطينيين إلى أن يتوحدوا، وألا يغرقوا في تفاصيل الخلافات فيما بينهم، وأن يحققوا الحد الأدنى من التوافق على المسائل الكبرى من أجل استعادة حقوقهم المسلوبة.

وعليه، فإننا في سباق مع الزمن، إذ إن الأمور لن تبقى جامدة؛ فإما الاتجاه إلى سلام واضح وبالتالي، استقرار، أو الاتجاه نحو التصعيد والحرب!

***










 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد