Al Jazirah NewsPaper Friday  22/05/2009 G Issue 13385
الجمعة 27 جمادى الأول 1430   العدد  13385
الإعاقة ليست عائقاً..!
د. فهد بن علي العليان

 

تقدم إذاعة القرآن الكريم بكل تميز صباح كل يوم برنامجها الرائع (بك أصبحنا) الذي يعد أحد أهم وأبرز البرامج التي تجذب المستعمين؛ حيث يستمع إليه آلاف الناس عند خروجهم للعمل أو الدراسة أو غيرها؛ وذلك نظراً لما يقدمه من فقرات متميزة ونقاشات حول موضوعات هامة ومهمة. وقد كنت -قبل فترة وجيزة- أستمع لهذا البرنامج وكان الموضوع محل النقاش هو فئة المعاقين في المجتمع ...

بالإضافة إلى الإعاقة وانعكاساتها المختلفة على المعاق وأسرته؛ حيث كان نقاشاً علمياً رائعاً شارك فيه أفراد مختلفون بوجهات نظر متعددة.

وهنا أريد أن أتوقف عند مشاركة أحد الذين تفوقوا على الإعاقة وواصلوا طريقهم بنجاح وهو عضو مجلس الشورى حالياً الدكتور ماجد الخياط، الذي يعمل في المستشفى التخصصي وأحد المبرزين في مجال علم الوراثة. لقد ذكر الدكتور ماجد في تلك الحلقة أنه تعرض لحادث في آخر سنة دراسية له في كلية الطب؛ مما جعله يمكث في المستشفى أربعة أشهر، ومن ثم يقدر الله عليه الإصابة في أسفل الظهر، لكنه لم ييأس بل واصل دراسته حتى أنهى كلية الطب ثم ذهب إلى أستراليا وبريطانيا وحصل على العديد من الدورات في مجال تخصصه الدقيق، ليحظى أخيراً بثقة قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ليكون أحد أعضاء مجلس الشورى في الدورة الحالية.

وأقول: إن الإعاقة أياً كان نوعها يجب ألا تكون حجر عثرة في طريق الفرد للمساهمة الفاعلة في المجتمع والتعايش بثقة مع الآخرين، ثم إن على المجتمع أن يساعد الذين يتعرضون لمثل هذه الإعاقات للمشاركة والاندماج في المجتمع والمساهمة في بناء الوطن في المجالات والتخصصات المختلفة. إن ما فعله الدكتور (ماجد) وغيره ممن تعرضوا لمثل هذه الأقدار يجعلنا جميعاً نقف احتراماً وتقديراً لهم؛ لأنهم صبروا وثابروا حتى تحقق لهم ما يريدون على المستوى العلمي والعملي. ثم إن هذا يمثل نداء لكل من تعرض لمثل هذه الإعاقات ألا يقف متردداً حائراً، بل يجب عليه أن يعزم ويتوكل على الله ويجد ويجتهد، وسيجد -بإذن الله تعالى- دروب الخير مفتوحة في وجهه. وبما أن الحديث عن الإعاقة والمعاقين، فإنه لا بد من ذكر جهود الدولة -وفقها الله- في سبيل إيجاد المراكز التأهيلية لهذه الفئة، إلا إنه لا بد من التوسع في هذا نظراً للطلب عليها في مختلف الإعاقات؛ مما يحتم مشاركة رجال الأعمال والموسرين في إنشاء مثل هذه المراكز في مختلف مناطق المملكة؛ لأننا بحاجة جد ماسة إلى وجود العشرات ممن هم في مثل كفاح وقوة عزيمة وكفاءة الدكتور (ماجد).

وأخيراً، تحية شكر وتقدير ورسالة إكبار لسعادة الدكتور ماجد الخياط عضو مجلس الشورى الذي صارع الإعاقة وصرعها حتى أصبح أستاذاً متخصصاً في مجاله، وعضواً فاعلاً في مجتمعه.





alelayan@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد