Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/05/2009 G Issue 13391
الخميس 04 جمادىالآخرة 1430   العدد  13391
شاشة توقف
شئون فضائية
عبد الباسط شاطرابي

 

نجا التلسكوب السابح في الفضاء (هابل) من آثار الارتطام بين قمرين صناعيين أمريكي وروسي، وتنفس الناس الصعداء ابتهاجاً بهذه النجاة. لكن (هابل) كان يعاني من خطر آخر، هو مخالب الشيخوخة ومخاطر ألزهايمر!

مهمة الماكوك الفضائي (أطلانطس) الذي طار قبل أسابيع، كانت، بالدرجة الأولى، السعي لإطالة عمر التلسكوب العجوز البالغ من العمر تسعة عشر عاماً!، وبالتحديد تركيب جهاز حاسوبي متطور في جسمه يمكنه من قراءة الفضاء بشكل أفضل، وتزويده بكاميرا للتصوير الرقمي تشكل آخر معطيات التقنية في هذا المجال، إضافة إلى معدات متطورة أخرى تتيح لهابل القدرة على الارتباط بالمركبات الفضائية التي سيتم إرسالها لاحقاً.

أطلقت (ناسا) مكوكها (أطلانطس) وعلى متنه رجالها الشجعان، وتمكن روادها من عمل المطلوب، وجددوا شباب هابل، ليصبح قادراً على الحياة والعطاء بشكل ممتاز حتى عام 2014 على الأقل.

طبعاً الأمريكان ليسوا (مهابيل) حتى يتركوا تلسكوبهم العملاق يهرم ويموت دون أن يكونوا قد احتاطوا للأمر، فبقاء الحياة والنفوذ والرفاهية على سطح الأرض أصبح، فيما يبدو، رهناً بما يكشفه الفضاء من أسرار، ولذلك أنفقوا أموالهم الطائلة لإطالة عمر (هابل) لخمس سنوات قادمة، وهي الفترة التي تكفيهم لتدشين تلسكوبهم (جيمس ويب) الأكثر عملقة وتطورا وتقنية.

الأوربيون، من جانبهم، تململوا من النشاط الفضائي الأمريكي اللاهث لمسح الكون بكاميراتهم الرقمية وحواسيبهم المتطورة، فأرسلوا قبل ثلاثة أسابيع تلسكوبين حديثين دفعة واحدة لسبر الفضاء على متن صاروخ إريان 5 والتلسكوب الآول هو (هيرشيل) وهو أكبر من (هابل) بل هو أكبر تلسكوب يوضع بمدار فضائي في تاريخ البشر، وسيتمكن بتقنياته وكاميراته الرقمية الهائلة من رؤية النجوم لحظة ولادتها، وهو ما سيعطي معلومات ثرية عن الكون ونشأته وتطوره. أما التلسكوب الثاني فهو (بلانك) الذي سيتابع أقدم أضواء الكون في الفضاء، بما يعني معرفة أعمق عن أسرار الكون الغائبة عن العلماء.

طبعاً الأخبار لا تحمل كل تفاصيل المهام التي تقوم بها الأقمار الاصطناعية والتلسكوبات الفضائية، ولكن الفطنة تقول إن هذه المعدات التقنية والرقمية المتطورة ترصد الكون، والأرض جزء من الكون، وهذا يعني أن دبيب النمل بات مرصوداً لهؤلاء.

رحم الله أيامك أيتها (الخصوصية)!!



Shatarabi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد