Al Jazirah NewsPaper Friday  29/05/2009 G Issue 13392
الجمعة 05 جمادىالآخرة 1430   العدد  13392
الحرس الشاب في إيران
بيجان خاجيبور

 

في الثاني عشر من يونيو - حزيران سوف يتوافد الإيرانيون على صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد.. وفي حين يزعم البعض أن إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد أمر مفروغ منه، فإن نتيجة الانتخابات في الواقع ليست واضحة على الإطلاق.

كان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي قد أكَّد في أكثر من مناسبة عامة أنه لن يعلن عن تفضيلاته من بين المرشحين.. والواقع أنه قال في مدينة مشهد في الحادي والعشرين من مارس - آذار: (لقد سَرَت بعض شائعات مفادها أنني أؤيد مرشحاً بعينه للانتخابات الرئاسية.. غير أنني لا أحمل سوى صوت واحد، ولن أحدد مرشحاً معيناً لأن الناس أنفسهم هم من ينبغي عليهم أن يختاروا مرشحيهم استناداً إلى معرفتهم الشخصية).

كيف يزن الشعب الإيراني أصواته إذن؟ للإجابة على هذا التساؤل يتعيَّن علينا أولاً أن نفهم تركيبة الجمهور الانتخابي الإيراني.. مع تحديد السن الأدنى للتصويت في الانتخاب بستة عشر عاماً فقط أصبح في إيران نحو 48 مليون ناخب قادر على الإدلاء بصوته.. ومتوسط الإقبال على الانتخابات الرئاسية في إيران يتراوح ما بين 60 إلى 65%، وهو ما يعني ضمناً أن حوالي 29 مليون ناخب من المرجح أن يدلوا بأصواتهم.

يشير المحللون إلى العديد من الانشقاقات الانتخابية، وبخاصة الانقسام بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية، إلى جانب الحالة الاقتصادية الاجتماعية.. فضلاً عن ذلك فمن المرجح أن يكون العامل الرئيس المحدد للسلوك الانتخابي في الانتخابات المقبلة مرتبطاً باختلاف الأجيال.. إن نحو 46% من الجمهور الانتخابي في إيران تقل أعمارهم عن ثلاثين عاماً.. وفي الانتخابات السابقة كان إقبال الناخبين الشباب بأعداد أكبر من أعداد الناخبين من المتقدمين في السن، الأمر الذي أدى إلى توقع البعض بأن تتراوح أعمار نصف الناخبين في الانتخابات الرئاسية المقبلة بين ستة عشر إلى تسعة وعشرين عاماً.. ومن المتوقع أن يصل عدد الشباب المشاركين في الانتخابات لأول مرة (من ستة عشر إلى تسعة عشر عاماً) إلى ستة ملايين.

هناك عدة عوامل تميز أعضاء هذه المجموعة عن غيرها من فئات الجمهور الانتخابي الإيراني، فهم أكثر تعليماً، وأكثر تحضراً، وأكثر ميلاً إلى النزعة الدولية من غيرهم من الأجيال السابقة.. والعديد منهم يتلقون تعليمهم في الجامعات، والأغلبية بين أفراد هذه المجموعة من الإناث.. ولقد تشعبوا إلى خطوط جديدة من العمل والمشاركة الاجتماعية، كمخترعين ورجال أعمال وأصحاب مدونات على شبكة الإنترنت.

حتى وقت كتابة هذا المقال كان اثنان فقط من المرشحين الرئاسيين قد أعلنوا عن ترشحهما: رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي إضافة إلى أحمدي نجاد، فإن هذا الصف المتاح من المرشحين يفتقر إلى أي مرشح يتمتع بجاذبية واضحة بين الناخبين الشباب.. ونظراً لسخط الشباب فمن الطبيعي أن يفرغوا إحباطهم بالانتقام من أحمدي نجاد بعدم التصويت له.

هناك حدث قد يبدو بعيد الصلة عن موضوعنا هذا ولكنه يستحق المتابعة: ففي الأسبوع السابق للانتخابات سوف تخوض إيران مباراتين حاسمتين في كرة القدم في إطار الدورة المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم لعام 2010.. وإذا فشلت إيران في التأهل فقد يؤلب هذا بعض الناخبين الشباب على حاكمهم الحالي.

ولكن مَن مِن بين الناخبين الآخرين سوف يستفيد من هذه الفرصة؟

إن موسوي، رئيس وزراء إيران أثناء الفترة بين عامي 1981 و1989، يكاد لا يكون معروفاً بين الناخبين الشباب.. غير أنه أشار في حملته الانتخابية إلى رغبته في تخفيف بعض القيود الاجتماعية والثقافية إذا ما انتُخِب.

كروبي أيضاً لا يتمتع بشعبية بين الشباب الذين ينظرون إليه باعتباره رجل دين كبير السن عتيق التفكير ولا يهتم بمشاغلهم.. أما الرئيس السابق محمود خاتمي، الذي فكر صراحة في ترشيح نفسه للمنصب مرة أخرى، فكان ليصبح مرشحاً قوياً بين الناخبين الشباب.. إلا أن قراره بعدم ترشيح نفسه كان مخيباً لآمال العديد من الشباب.

وفي جانب المسرح يقف مرشح محتمل قد يسير على خطى خاتمي فيكمل ما بدأه ويعمل على معالجة الهموم الاقتصادية والثقافية التي تشغل الشباب الإيراني.. ورغم أنه لم يعلن عن ترشحه حتى الآن إلا أن محمد باقر قاليباف، الذي يشغل حالياً منصب رئيس بلدية طهران والذي شغل منصب رئيس الشرطة الإيرانية سابقاً، يتمتع بسجل معتدل نسبياً ويحمل هيئة الشخص القادر على إنجاز الأمور.

بيد أن قاليباف لم يقرر خوض الانتخابات بعد.. وإذا لم يفعل، وإذا لم يظهر مرشح أحدث سناً، فقد لا تجد كتلة الشباب بين الجمهور الانتخابي الإيراني ملاذاً تلجأ إليه.. فبدون صوت يعبر عن همومهم ومشاغلهم سوف يجد الشباب الإيراني نفسه في مواجهة المزيد من الإحباط أياً كان ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية المقبلة.

مستشار إستراتيجي مقيم في طهران
خاص «الجزيرة»



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد