Al Jazirah NewsPaper Sunday  31/05/2009 G Issue 13394
الأحد 07 جمادىالآخرة 1430   العدد  13394
الشَّيْخان.. وأنا..؟!!
حمَّاد بن حامد السالمي

 

* يقول الشيخ عبدالله..

* لقد تلوت البارحة، ما تيسر لي من القرآن الكريم، ثم غفوت قليلاً في مكاني، فجاءني الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فأثنى عليك أنت يا (أخي في الله)، لكنه أخبرني بأمر مزعج للغاية، فلم أذق طعماً للنوم منذ أمس، حتى أخبرك يا أخي الكريم..!

* قلت: هات يا شيخ عبدالله. ما هذا الأمر الذي حال بينك وبين أن تتذوق طعم نومك منذ الأمس..؟

* قال الشيخ عبدالله وهو يحوقل ويسعل ويستغفر: أنت يا ولدي رجل طيب القلب، حسن النية، ولكن هناك من المحيطين بك، من يتربص بك شراً، ويكيد لك، ويجهد في الأعمال السحرية التي تؤذيك، وتسوّد عيشك، حسداً من عند نفسه لا أكثر..!

* قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ولكن ما ذنبي..؟ لم أسئ لأحد أيها الشيخ..! لماذا أنا مستهدف بهذا الشكل المخيف..؟

* قال الشيخ عبدالله: ألم أقل لك بأنك رجل طيب. أنت لا تعرف هؤلاء المؤذين، ولكي تصرفهم عنك، وجب أن تتصرف بسرعة قبل فوات الأوان.

* قلت: ما العمل يا شيخ..؟

* قال: أستطيع مساعدتك فوراً، كل ما عليك هو أن تودع بعض المال الذي أحدده لك في حساب باسم أحد الوسطاء المصلحين في بلدكم، ثم تذبح ثلاث شياه، وتوزع لحمها على الفقراء، وتنتظر النتيجة.

* قلت: وماذا تفعل أنت بالمال الذي يصلك..؟

* قال: مثلي يا ولدي ممنوع من أخذ شيء من أموال كهذه، لأننا وسطاء خير بين المبتلين مثلك، وبين من بيدهم فك الأسحار من الجان في أقطار الأرض، وسوف أشتري أربع من النوق، وأربع من البقر، وأربع من الغنم، أذبحها جميعاً وأوزعها على فقراء البلد عندنا، والشفاء من عندالله.

* قلت: أطلب مهلة يومين للتفكير في الأمر يا شيخ عبدالله.

* قال: لك ذلك، ولكن لا تستهن بالأمر. هناك جملة أسحار معمولة لك وليس سحراً واحداً.

* بعد يومين، وفي موعده بعد المغرب كعادته، هاتفني الشيخ عبدالله ليعرف رأيي فقلت له ساخراً: اسمع يا شيخ عبدالله. قال: تفضل يا ولدي. قلت: لقد غفوت البارحة بعد أن قرأت ما تيسر لي من القرآن الكريم، فجاءني الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فحملني رسالة لك وقال: بأنك رجل طيب، وأنك مريض للغاية، وأن سبب مرضك أسحار من أناس محيطين بك، و.. و.. فقاطعني فضيلته وهو يقول: قف.. قف.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. أنا من يداوي أمثالك ولست أنت يا ولدي. قلت: ولكن الذي حدث معك حدث معي فأنا.. و.. و.. ولم يدعني أكمل، بل سمعته قبل أن يقفل السماعة، وهو يتمتم ويحوقل ويستغفر، وأنا أضحك.

* بالمناسبة.. كانت هذه آخر مرة يتصل بي الشيخ عبدالله قبل شهر تقريباً، وهي مرة من مرات كثيرة خلال ثلاثة أعوام، كان يطلبني على جوالي دون كلل أو ملل، بنفس الطريقة والأسلوب والطلب، مرة يقول هو من الشام، ومرة من السنغال، وأخرى من موريتانيا، ورابعة من شمال إفريقيا، وهو بكل تأكيد، هاتف مئات الناس مثلي بطريقة عشوائية، ولعله نجح في مسعاه مرة أو أكثر، ولهذا لم ييأس ولم يسأم، وظل على صبره وجلده، وربما هو على طريقته حتى اليوم، ما يعني أن على الجميع أن يكونوا على علم بمعرفة خداع هذا الدجال.

* أما الشيخ أحمد، فله قصة أخرى، وطريقة أخرى، إنه يكتب أحلامه ومناماته ونذره وحذره، على شكل رسائل سنوية تقريباً. كانت تصل إلينا فيما مضى، عبر صناديق البريد، ثم تطورت لتصل عبر الفاكس، ثم ما لبثت أن أصبحت مؤرنتة، وهي رسائل غريبة عجيبة ظريفة، قد يصدقها بعض السذج من الناس، ولهذا نجد اليوم، من يتطوع لرصدها في مجاميع دينية بريدية، فتصل إلى آلاف الناس، وكأنها من الحقائق لا الأكاذيب التي لا تقبل الجدل.

* قبل أسبوع فقط، وصلتني رسالة الشيخ أحمد للمرة العشرين تقريباً، وكنت أتلقاها منذ عدة سنوات، بنفس الصيغة، وهاهي تأتي هذه المرة تحت عنوان: (يوم القيامة قريب وها هو الدليل)، يقول المرسل المتطوع بمثل هذه الأكاذيب عبر مجاميعه:

* رسالة.. اقرأها كاملة ولا تهملها وإلا ستأثم.. ستأخذ دقائق قليلة من وقتك.. وصية الرسول عليه السلام في منام الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أقسم أن الرسالة استقبلتها اليوم، فأرجوا أن تقرؤوها كاملة وتعلموا ما بها.. هذه الوصية من المدينة المنورة من الشيخ أحمد إلى المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها وإليكم الوصية.. يقول الشيخ أحمد: أنه كان في ليلة يقرأ فيها القرآن الكريم وهو في حرم المدينة الشريف... وفي تلك الليلة.. يقول: غلبني النعاس، ورأيت في منامي الرسول الكريم وأتى إليّ وقال: إنه قد مات في هذا الأسبوع (40 ألف) على غير إيمانهم، وأنهم ماتوا ميتة الجاهلية، وأن النساء لا يطعن أزواجهنَّ، ويظهرن أمام الرجال بزينتهن من غير ستر ولا حجاب، وعاريات الجسد، ويخرجن من بيوتهن من غير علم أزواجهن، وأن الأغنياء من الناس، لا يؤدون الزكاة ولا يحجون إلى بيت الله الحرام، ولا يساعدون الفقراء، ولا ينهون عن المنكر، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أبلغ الناس أن يوم القيامة قريب، وقريباً ستظهر في السماء نجمة واضحة، وتقترب الشمس من رؤوسكم قاب قوسين أو أدنى، وبعد ذلك لا يقبل الله التوبة من أحد، وستقفل أبواب السماء، ويرفع القرآن من الأرض إلى السماء. ويقول الشيخ أحمد: إنه قد قال له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في منامه: أنه إذا قام أحد الناس بنشر هذه (الوصية) بين المسلمين، فإنه سيحظى بشفاعتي يوم القيامة، ويحصل على الخير الكثير والرزق الوفير، ومن اطلع عليها ولم يعطها اهتماماً ؛ بمعنى أن يقوم بتمزيقها أو إلقائها أو تجاهلها فقد أثم إثماً كبيراً، ومن اطلع عليها ولم ينشرها، فإنه يُرمى من رحمة الله يوم القيامة، ولهذا طلب مني المصطفى عليه الصلاة والسلام في المنام، أن أبلغ أحد المسؤولين من خدم الحرم الشريف، أن القيامة قريبة، فاستغفروا الله وتوبوا إليه، وحلمت يوم الاثنين - والكلام للشيخ أحمد - أنه من قام بنشر ثلاثين ورقة من هذه الوصية بين المسلمين، فإن الله يزيل عنه الهم والغم ويوسع عليه رزقه، ويحل له مشاكله، ويرزقه خلال (40 يوماً) تقريباً. ثم يقول الشيخ أحمد: وقد علمت أن أحدهم قام بنشرها في ثلاثين ورقة، فرزقه الله (25 ألفاً من المال)، كما قام شخص آخر بنشرها، فرزق الله تعالى (96 ألفاً من المال)، وأخبرت أن شخصاً كذّبَ الوصية، ففقد ولده في نفس اليوم، وهذه (معلومة لا شك فيها)..! فآمنوا بالله، واعملوا صالحاً، حتى يوفقنا الله في آمالنا، ويصلح لنا شأننا في الدنيا والآخرة، ويرحمنا برحمته، قال تعالى: (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون). الأعراف. وقال تعالى:(لهم البشرى في الدنيا والآخرة) يونس، وقال تعالى: ( ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء). إبراهيم، علماً أن الأمر ليس لعباً ولهواً، أن ترسل هذه الوصية بعد (96 ساعة) من قراءتك لها، وسبق أن وصلت هذه الوصية أحد رجال الأعمال، فوزعها فوراً، ومن ثم جاء له خبر نجاح صفقته التجارية ب (تسعين ألف) زيادة عما كان يتوقعه، كما وصلت أحد الأطباء فأهملها، فلقي مصرعه في حادث سيارة، فأصبح جثة هامدة تحدث عنها الجميع. وأغفلها أحد المقاولين، فتوفى ابنه الكبير في (بلد عربي شقيق). يرجى إرسال (25 نسخة) منها، وبشر المرسل بما يحصل له في اليوم الرابع، وحيث إن الوصية مهمة ل (الطواف حول العالم كله)، فيجب إرسال نسخة متطابقة إلى أحد أصدقائك، وبعد أيام ستفاجأ بما سبق ذكره. فآمنوا بالله واعملوا الخير، واعملوا ما أنا عملته ووضعته بين يديكم.

* انتهت الوصية المنامية الأحمدية السنوية، التي تتلبس بالقرآن الكريم، وبالنبي المصطفى الأمين - صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه- فهل ما زال بيننا في هذا الزمان، من يصدق الشيخين الدجالين، (عبدالله وأحمد)، وأمثالهما، ومن سار على نهجهما، ليمارسوا علينا، المزيد من الألاعيب والأكاذيب والتدليس والدجل، باسم الدين الحنيف، والقرآن الكريم، ونبي الهداية المختار للناس أجمعين وهم منها براء..؟



assahm@maktoob.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد