Al Jazirah NewsPaper Sunday  31/05/2009 G Issue 13394
الأحد 07 جمادىالآخرة 1430   العدد  13394
أوباما والقضية الفلسطينية

 

ربما أمكننا القول إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو أصدق الرؤساء الأمريكيين وأكثرهم وضوحاً على الرغم من أن عالم السياسة يفرض أحياناً على السياسيين ألا يفصحوا كثيراً، وأن يكونوا أكثر عمومية وبخاصة عند معالجتهم لقضية معقدة وخطيرة كالقضية الفلسطينية!.

فأوباما أبدى عزمه الأكيد على تحقيق هدف إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنباً إلى جنب وذلك في لقاءاته بالقادة العرب الذين التقاهم، أو برئيس الحكومة الإسرائيلية المتشدد بنيامين نتنياهو. ولم تثنه التصريحات التي أطلقها نتنياهو أو وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، أو القرار الذي صوت لصالحه الكنيست الإسرائيلي بجعل الأردن دولة للفلسطينيين!. بل إن أوباما واجه هذه التصريحات بتصريحات قوية تؤكد أنه ماض في سياسته الرامية إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط مهما كانت ردة فعل إسرائيل التي ستستفيد هي أيضاً من السلام!.

والإدارة الأمريكية لديها مستشارون يعلمون بما لديهم من دراية وخبرة بأن الوقت ليس في صالح إسرائيل، وأن مصلحتها تكمن في رفع الظلم الواقع على الفلسطينيين. فأمنها لا يمكن أن يتحقق عبر القنابل والصواريخ، وإنما يمكن تحقيقه عبر إعطاء الآخرين حقوقهم المسلوبة.

كما أن الولايات المتحدة ستستفيد أيضاً من إقامة الدولة الفلسطينية. فالرئيس الأمريكي الحالي يدرك تماماً أن صورة بلاده تشوهت كثيراً بسبب انحيازها الأعمى لإسرائيل على حساب العرب والفلسطينيين. ولا يمكنه تصحيح هذه الصورة إلا بتحقيق الحيادية، والبعد عن سياسة الكيل بمكيالين.

وفرصة الرئيس أوباما سانحة في هذا الوقت كونه سيقوم بزيارة أهم دولتين في العالمين العربي والإسلامي وهما السعودية ومصر؛ إذ يمكن أن يضيف جهوده إلى جهود قادة هاتين الدولتين الكبيرتين من أجل تحقيق السلام، ولا سيما وأنه سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب الرؤية الثاقبة والمواقف الحازمة والذي يمتلك خطة واضحة وعملية لتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، هذه الخطة التي تبناها العرب في قمتهم في بيروت عام 2002م، ولاقت استحساناً وقبولاً دولياً كبيراً.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد