سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على الاستطلاع الذي نُشر في صفحة تحقيقات ليوم الخميس 12 جمادى الأولى 1430هـ العدد 13370 الذي كان يدور حول ظاهرة التسول وما الأسباب التي ساعدت على انتشارها وما الحلول الممكنة للقضاء عليها.. وفي الحقيقة أن ظاهرة التسول أو ما يسميها بعضهم (الشحاذة) ظاهرة مزعجة وظاهرة منتشرة خاصة ببيوت الله - المساجد - التي لم تبن لمثل هذه الأمور وإنما بنيت لإقامة ذكر الله والصلاة.. من هنا أوجه هذه الطرق والآراء إلى مكاتب مكافحة التسول بصفتها الجهة المسؤولة عن هذا الأمر إن طبقت فإن هذه الظاهرة ستختفي - بإذن الله - خصوصاً عند المساجد ومنها:
1 - طباعة عدد كبير من الملصقات فيها عبارات موجزة تحث على محاربة هذه الظاهرة والتعاون بالإبلاغ عن المتسولين مثل (ساهم معنا بالقضاء على المتسولين - لنجعل بلادنا خالية من المتسولين) أو غيرها من العبارات المناسبة مع ضرورة كتابة أرقام هواتف لاستقبال البلاغات ويفضل أن يكون هناك رقم خاص لاستقبال البلاغات على مدار 24 ساعة وتوزع هذه الملصقات في المساجد والأماكن العامة.
2 - وضع مراقبين للتجول على المساجد ومتابعتها، وذلك بأن يكون لكل حي مراقب خاصة بالمدن الكبيرة ويكون هذا المراقب مسؤولاً عن المكان المخصص له مراقبته بحيث يصلي في جميع مساجده وفي أوقات مختلفة وعندما يجد أحد المتسولين بهذه المساجد يقوم بتسليمه إلى مكتب مكافحة التسول.
3 - في مكتب مكافحة التسول يُفتح ملف خاص بمن يحضره هؤلاء المراقبون ويسأل عن الأسباب التي دفعته إلى سلوك هذا العمل وهل هو حقيقة محتاج أم أنه أخذ ذلك عادة وهل له عائل يرعاه وهل له عمل يعمله.. إلخ فإذا تبين أنه محتاج وبحاجة إلى العون والمساعدة لا يستطيع العمل لكبر سن أو إعاقة فترسل أوراقه إلى جمعيات البر الخيرية أو مكاتب الضمان الاجتماعي لتتولى أمره مع ضرورة متابعة أوراقه أولاً بأول حتى تنتهي ويكون في عداد الذين تصرف لهم المساعدات.. أما إذا كان شاباً ولديه القدرة على العمل فترسل أوراقه إلى مكتب العمل ليتولى البحث له عن عمل يناسبه مع متابعة أمره حتى يصبح في عداد العاملين.
4 - إذا لم تستطع مكاتب مكافحة التسول توفير هؤلاء المراقبين لسبب أو آخر بإمكانها الاستفادة من الأئمة أو المؤذنين التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية، وذلك بالتنسيق معها ووضع الخطة المناسبة لذلك.
وبهذا نستطيع القضاء على هذه الظاهرة بأفضل الطرق حيث نقلنا المتسول القادر على العمل من مهنة التسول المقيتة إلى مهنة شريفة تجعله يأكل من عمل يده ويكون لبنة صالحة بمجتمعه وأما المتسول غير القادر على العمل فوجهناه إلى جهات خيرية موثوقة تقدم له المساعدة وتنتشله من هذه الظاهرة وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
إبراهيم بن يحيى الحماد – الدمام