Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/06/2009 G Issue 13401
الأحد 14 جمادىالآخرة 1430   العدد  13401
انتخابات لبنان

 

تشكل بعض التواريخ محطات مفصلية في تاريخ الشعوب؛ لأن في هذه التواريخ يكون ذلك الشعب وهذا البلد قد أسس مرحلة جديدة تُقيَّم على أنها مرحلة مصيرية.

وهكذا هو اليوم السابع من حزيران من عام 2009م الذي يشهد إجراء الانتخابات النيابية اللبنانية، والتي يعتبرها اللبنانيون كل اللبنانيين مرحلة مهمة في تاريخ بلادهم، وهذه الانتخابات تجري في يوم واحد ولمدة اثنتي عشرة ساعة (من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة السابعة مساءً) بعد أن كانت تجري بحسب القوانين الانتخابية السابقة على مراحل، بفاصل أسبوع عن كل محافظة، لتستغرق الانتخابات شهراً كاملاً يظل اللبنانيون خلاله منتظرين اكتمال تشكيل مجلس النواب.

الآن -حسب التعديل الذي أقره مجلس النواب- ستجري الانتخابات في غضون 12 ساعة، وبعدها بقليل تُعرف النتائج التي يكتمل إعلانها في زمن قصير، وقصير جداً، قياساً بما كان عليه، وعندها سيعرض مصير لبنان في السنوات الأربعة القادمة...!!

المتابعون لهذه الانتخابات وحتى أصحاب الشأن يصفونها بأنها الأقسى في تاريخ لبنان الحديث، فجماعة الأكثرية البرلمانية -أي جبهة قوى 14 آذار- ترى بأن نتائج الانتخابات ستحدد مصير لبنان، في المقابل ترى المعارضة البرلمانية -أي قوى 8 آذار- من أنها انتخابات عادية، ثم أتتها الإشارات من طهران وبخاصة بعد ادعاء أحمدي نجاد رئيس النظام الإيراني بأن فوز جماعة 8 آذار سيغيِّر وجه المنطقة...!! وهذه الإشارة جعلت رموز هذه القوى يصعِّدون من لهجاتهم واعتبار الانتخابات معركة مصير، لتغير وجه لبنان وتغير وجه المنطقة لإسقاطها في الفخ الإيراني، رغم أن الانتخابات اللبنانية هي شأن لبناني وأن ما تفرزه سيؤثر على حياة الإنسان في لبنان، فإما يتم دعم توجه إعادة الاستقرار واستئناف مسيرة التنمية وتشجيع القوى الدولية لمساعدة ودعم لبنان وتمكينه من التعافي من خلال مساندة النواب الذين يعملون من أجل لبنان واستقراره وصيانة استقلاله، أو تنفير الداعمين الذين ظلوا يعملون من أجل عافية لبنان، واختيار أشخاص يلحقون لبنان بالجهات التي تتلقى أوامر من خارج لبنان، ليصبح هذا البلد رقماً آخر من الأرقام المعزولة دولياً والمتكئة على وعود أحلام ليالي الصيف التي يرددها الساعون لتغير وجه المنطقة العربية.. من أجل إحلال الغرباء وتمكينهم من الهيمنة على هذا البلد العربي.

***








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد