Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/06/2009 G Issue 13403
الثلاثاء 16 جمادىالآخرة 1430   العدد  13403
ممر
الإخوان والفرصة الضائعة..
ناصر الصرامي

 

ويبرز اليوم نموذج الإخوان المسلمين كصوت نشاز محاولا قيادة حملة بين أنصاره - من أجل الوقوف في واجهت مساعي واتجاهات أوباما السياسية الجديدة والتواصل مع العالم الإسلامي وحضارته، بالرغم من التوجهات الإيجابية والتعاطف الظاهر الذي يقدمه الرئيس الأمريكي للعالم الإسلامي، وللثقافة الإسلامية تحديدا، حيث أول رئيس أمريكي يأتي بخلفية ثقافية إسلامية، وبقدرة على مد جسور تقارب تطلق لفرص تاريخية وحقيقية لمسلمي العالم.

إلا أن الإسلام السياسي الذي لا يجد في أوباما عدو للأنظمة الحاكمة كما يرغب، بحث في أساليب بسيطة من أجل تفريغ أهم خطاب سياسي أممي موجه للعالم الإسلامي من مضمونه، وتقديم خطاب أوباما التاريخي على أنه حالة مؤقتة، أو حملة علاقات عامة طارئة، وهو نفس التنظيم الذي كان يرحب على استحياء بالتفاوض مع إدارة بوش التصادمية بسبب معادتها للأنظمة تحت ظل نشر الديمقراطية.

قصورا مستمرا في اغتنام الفرص التاريخية واغتنامها بسبب التيارات الإسلامية المتشددة وسياساتها التثويرية ومصالحها الضيقة، التي تقود الشارع العربي وتوجهه باسم الدين نحو المزيد من التشدد والممانعة في الإيجابية والمشاركة السياسية والسلم الدوليين.

هذا التيار الذي وجد أنه خرج خاسرا من خطاب أوباما التصالحي مع العالم الإسلامي، يريد أن يفوت فرصة التفاهم الحضاري بين الشعوب، فهو لم يجد في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي إلى العالم الإسلامي، جديدًا يُذكر بالنسبة إلى الإستراتيجية الأمريكية -على حد تعبيره.

ويحمل بيان الإخوان المسلمين تعليقا على خطاب أوباما تجسيد واضح لهذا الالتباس الإخواني حيث يعلق البيان على خطاب الرئيس الأمريكي بالتالي (..الحديث المقتضب والسطحي عن الديمقراطية ولمز الشعوب التي تطالب بها في العالم العربي والإسلامي، في الوقت الذي غضَّ فيه الطرف عن الديكتاتوريات القائمة والأنظمة الفاسدة الظالمة التي تقهر شعوبها وتهمش دورها..).

خطاب الإخوان المسلمين التصادمي مع الأنظمة وزرع العداوة معروف سلفا، لكن دخولهم على الخط أمام خطاب أوباما ونوايا إدارته الإيجابية - حتى الآن على الأقل- اتجاه الأمة الإسلامية، هو دخول مريب في توقيته، من جهة رفض هذه المصارحة العلنية مع الشعوب وليس الحكام، والدليل أن الخطاب موجه للأمة الإسلامية ولم يحضره أي رئيس دولة.

وضمن نقاط عدة لبيانهم تظهر الانتقائية والتكرار لأحاديث عامة لهدف التشويش على قيمة الخطاب الأوبامي التاريخ باتجاه العالم الإسلامي وشعوبه، وهذا أمر يظهر حالة تأزم جديدة لتنظيمات الإسلام السياسي الذي اعتاد أن يعيش على الصراعات ويتغذى عليها، ليقدم نفسه الحل الشرعي، والبديل التالي للمؤسسات والحكومات القائمة، حيث هدف (الوصول) للسلطة بأي شكل، والقبض عليها إلى الأبد، وإلغاء المدنية والدولة والقانون.

إلى لقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد