Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/06/2009 G Issue 13404
الاربعاء 17 جمادىالآخرة 1430   العدد  13404
مطر الكلمات
من النضال بالدم إلى النضال بالقلم
سمر المقرن

 

كان هذا هو شعار الملتقى العربي الأول للكتابة النسوية وقضايا المرأة الذي عُقد الشهر الماضي في العاصمة الجزائرية، وحصلت على شرف الحضور والمشاركة بورقة تحت عنوان: (حقوق المرأة في الكتابة النسوية السعودية)، وكان يهمني التركيز على أن الكتابة النسوية هي التي تُعنى بطرح قضايا حقوق المرأة وليس شرطا أن تكتبها امرأة؛ فهناك رجال كتبوا روايات تدخل ضمن تصنيف الرواية النسوية، وقد استشهدت بورقتي برواية (القارورة) للزميل يوسف المحيميد، وكذلك برواية (حياة مؤجلة) للشاب المبدع بدر الإبراهيم. أما الرواية النسوية المكتوبة بقلم نسائي فقد استشهدت برواية (سقر) للزميلة عائشة الحشر.

ركزت في هذه الورقة على الكتابات الروائية الجديدة، ومدى اختلافها عن الكتابات القديمة؛ حيث إن التحوّلات الاجتماعية والانفتاح الإعلامي ساهما في ظهور روايات استطاعت أن تلفت أنظار العالم إلينا، بل إنه وبكل فخر صارت الروايات السعودية الأهم على مستوى العالم العربي رغم محاولات البعض التقليل منها ووصمها بالضعف، ولا أرفض هذا الرأي بل إني أرفض أن يتم التعميم على كل هذه الكتابات.

في هذا الملتقى النسائي تشرفت باكتساب الكثير من الخبرات، والتعرُّف على نماذج نسائية عربية مشرفة، فمن الجزائر سعدت بلقاء وزيرة الثقافة السيدة (خليدة تومي) التي رعت هذا المؤتمر، بل إنها كانت من المشجعات له بعد إعلانها استمراره وأنه سيقام سنويا لما له من أهمية، وكان من الطبيعي أن تشعر المرأة بهذا التجمع وأن تدعم وتساند بنات جنسها.

أيضا سُررت بالاقتراب من رئيسة جمعية المرأة في اتصال، ذات المشوار الطويل في هذا المجال، وهي السيدة (نفيسة لحرش) التي كانت تعمل جاهدة ليخرج هذا الملتقى بالشكل الذي يليق به، وبالفعل ما زال هذا الملتقى رغم مرور شهر عليه حديث الصحافة الجزائرية والعربية والعالمية، وهذا يدل على نجاح الملتقى وقوة الأوراق التي قُدّمت فيه.

من الأشياء الجميلة أيضاً هو لقائي بالروائية الجزائرية الرائعة (فضيلة الفاروق) التي كنت أتابعها باستمرار وكانت إحدى أمنياتي أن أتعرف عليها عن قرب، وهذا ما حدث حيث تتميز تلك المبدعة الرائعة بالبساطة والتواضع، وفي أخلاقها أعتبرها نموذجاً حقيقياً للمرأة الناجحة التي لم تغتر بأضواء الشهرة؛ فإنسانيتها هي سر محبة الناس لها، وقد شاهدت بعيني مدى شعور الجزائريات بالفخر؛ لأن هذه الكاتبة تنتمي لهن.

ولا يفوتني عندما أتذكر الجزائر التي زرتها سريعا وأحببتها منذ اللقاء الأول عندما عانقت عيناي أرضها من نافذة الطائرة أن أذكر الصحافية المتميزة (فتيحة بوروينة) مديرة مكتب صحيفة الرياض هناك، التي احتفت بي بشكل خاص، وساهمت بحفاوتها باقتراب قلبينا مع بداية التعارف.

لفت نظري اهتمام الصحافيات الجزائريات بهذا الحدث، وسباقهن للفوز بلقاءات صحافية مع المشاركات، كنّ بكامل النشاط والحيوية التي ينبغي أن تتميز بها المرأة العاملة في الصحافة، وجودهن أضفى على هذا الملتقى نكهة متميزة، ولا بد من الإشارة إلى وجود أربع وخمسين صحيفة يومية وأسبوعية في الجزائر.

ومن الجزائر إلى تونس الخضراء، حيث تشرفت بالتعرف على الدكتورة (أمال قرامي)، التي قدمت في هذا الملتقى ورقة قوية في محتواها ومضمونها بعنوان: (حقوق المرأة وواقعية الكتابة النسائية بتونس)، وكذلك الكاتبة الجميلة (رزان نعيم مغربي) من ليبيا، التي اقتربت منها كثيرا وتشرفت بأن يبقى تواصلنا مستمرا؛ فهذه الرائعة هي إنسانة لديها القدرة على دخول القلب منذ الوهلة الأولى.

وبعيدا عن المغرب العربي، التقيت بالكاتبة الصحافية (سوسن أبو ظهر)، التي جاءت من لبنان بلد الحب والجمال، ومن أرض فلسطين الحبيبة جاءت (نعمة خالد) تلك المرأة القوية الثابتة بقضيتها التي هي قضية الأمة العربية والإسلامية، جذبتني نعمة بكل تفاصيلها الفلسطينية الأصيلة.

أما من دول الخليج فقد جاءت الصديقة المتميزة الدكتورة (موزة المالكي) صاحبة الروح الخفيفة التي كانت تُطلق النكت من وقت لآخر؛ ما جعل الحاضرات منشدات لكل ما تقوله، رافقتها في هذه الرحلة صديقة قطرية بعيده عن الكتابة وهمومها، فهي تعمل في قطاع الأعمال الحرة، اسمها (شيخة الفاضل) وكانت شيخة بأخلاقها وكسبها لحب واحترام كل الحاضرات.

صحيح أن الأنظار في معظمها كانت تتركز عليّ شخصيا نظرا لحضوري من السعودية، ووجود الكثير من المعلومات المغلوطة حول المرأة السعودية، لكني ولله الحمد سعيدة بهذه الفرصة التي جعلتني أغير من النظرة السلبية التي حاكها ضدنا الإعلام الغربي المشبوه، لا أدعي الكمال ولكني أحاول.

وختاما، أقدم اعتذاري لكافة النساء الجميلات اللاتي التقيت بهن ولم أذكر أسماءهن في هذا المقال لضيق المساحة، وليتأكدن أنهن باقيات في القلب.

كاتبة سعودية


mogn_samar@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد