Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/06/2009 G Issue 13404
الاربعاء 17 جمادىالآخرة 1430   العدد  13404
فيلم سعودي
محمد الدبيسي

 

يخوض الفيلم السعودي(مناحي) منازلة مع مجموعة من(الفضلاء) الذين يرون في السينما شراً مستطيراً..يقوّض ما يعدونه فضيلة ووقاراً اجتماعيين..يخشون المساس بهما.. وكعادة (الناس) في التوجس من الجديد والخوف من التغيير.. يجد (هؤلاء) لمواقفهم -تصرفاتهم-ما يبررها..!

** وهم بالمناسبة (قوة شعبية) لا يُستهان بها.. تتكئ على موروث راسخ من القناعات والأفكار المتراكمة.. التي يصعب مجابهتها.. في حين تعمل (فئة أخرى) على مناهضة هكذا موقف.. وتعتد بحقها في مسايرة الانفتاح الاجتماعي والثقافي على الفنون..

** وتبحث عن منافذ للترفية والترويح.. وتوطين استحقاقات المعاصرة.. ومواكبة حركة العالم والحياة والثقافة والفنون.. حتى وإن كان سبيلها إلى ذلك.. (عمل) سقيم فارغ القيمة.. استنسخ نموذجه مرات.. حتى أضحى بلا هوية أو ملامح أو طعم..فمن مشاهد كوميدية تلفزيونية بائسة.. إلى مسلسل كرتوني.. إلى آخر تلفزيوني إلى ذروة المجد وأبهة الحضور: (فيلم سعودي:مناحي).. من تأليف سوري وإخراج مصري.. وبطولة سورية أردنية كويتية..وكومبارس محلي.. استثمر البطل المحلي (فاقع الجودة)مناحي.. وجودهم لتمرير نكاته السمجة..وإسقاطاته المعيبة..!

وهو (عمل) مرتجل لا يعوَّل فيه على معالجة درامية أو سيناريو وإخراج يعتد بهما..

** ولكن الجمهور المسكين الباحث عن منفذ للفرجة.. لا يجد بديلاً عن (مناحي) الذي يحسب له وللشركة المنتجة موقفهما الإنساني في تخصيص ريع الفيلم لصالح مرضى السرطان، وربما يكون ذلك الموقف هوالرافعة الأخلاقية والقيمة الوحيدة.. ل(مناحي) الذي سيكون من سوء طالع الحركة السينمائية المحلية.. أن تستأنف مسيرتها به.. بعد غياب طويل..!

** ولأنه ليست ثمة رعاية أو حاضنة أكاديمية أو ثقافية مؤسسية لمنشط ثقافي حيوي عصري كالسينما في بلادنا..

فهي ساحة مشاعة ومجانية لكل من أراد أن يجرِّب حظه في النجومية.. وأن يستثمر مخزونه من قاموس وأدبيات الشوارع..وخفة دم وإمكانات مفترضة..

** والنجومية لدينا حقل واسع ومغرٍ..وشديد الجاذبية.. بلا معايير..أو اشتراطات تأهيل.. وبلا مسئولية.. فيها (الكل يسلك)-كما يقول الباحث النفسي الدكتور نايف المرواني- فالشركة المنتجة للعمل سبق وأن أتحفتنا ب(كيف الحال).. وهو لا يقل ترخصاً وتهافتاً وانعدام قيمة عن (مناحي)- وبذات الديباجة الدعائية المُضلِلَة..(أول فيلم سعودي)؟!.. وكان بطله تشكيلة غريبة تم تجميعها وإعادة تدويرها وإخراجها في أكثر من نسق..فمن مطرب (سوبر ستاري) إلى بطل سينمائي..إلى منظِّر فني.. إلى مقدم برامج.. فسواق تاكسي.. ومن ثم إلى رصيف النسيان..! وذاتها الشركة اليوم توهمنا بمناحي.. (ثاني أول فيلم سعودي).!

** قضية (مناحي)..تفضي إلى السؤال عن إمكانية تنظيم ورعاية حركة سينمائية محلية يُخطط لها بوعي ومسئولية وتُنشأ لها معاهد وأكاديميات أو حتى أقسام في مؤسسات التعليم العالي.. وتُصان مناشطها بجدية نظام وحماية توجهات وتوجيهات وتعليمات..وإلا توالد من سلالة (مناحي) كائنات بذات الوعي والمستوى.. من المُخجل أن تكون هي الواجهة السينمائية الوليدة لهذا الفن في بلادنا..!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد