Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/06/2009 G Issue 13404
الاربعاء 17 جمادىالآخرة 1430   العدد  13404
سمو مساعد وزير الثقافة والإعلام الأمير تركي بن سلطان لـ(الجزيرة):
الصحافة السعودية ذات حرية مطلقة تتعامل بشفافية ومهنية عاليتين

 

كتب - عبدالرحمن المصيبيح:

يحمل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام تخصصاً في مجال الإعلام، وخبرة تراكمية طويلة في الوزارة، تدرج في سلم الوظيفة وحمل مسؤوليات متعددة تلتقي مع اهتمامه الشخصي بالقضية الإعلامية على المستوى المحلي والدولي، وفي هذا اللقاء يتحدث سموه عن رؤيته للإعلام في ضوء ما يقوم به من مسؤوليات وما يراه في ظل التطورات على مستوى العالم ودور الإعلام في ذلك.. فإلى حديث سموه ل(الجزيرة)..

* كيف يرى سموكم وضع الإعلام السعودي خلال هذه المرحلة؟

- الإعلام السعودي يسير ولله الحمد بخطى راسخة ويشهد تطوراً في جميع وسائله (المرئية، المسموعة، المقروءة) وذلك وفق إستراتيجية تتوافق مع المرحلة الزمنية والظروف المحيطة بالمملكة العربية السعودية ووفق سياسة الدولة العامة.

* هل حقق إعلامنا السعودي آلية للوصول إلى أسلوب مناسب للتعامل مع الغير دون أسلوب التضخيم في المعلومة، مع التعامل بشفافية واضحة؟

- مسألة التضخيم أو عدم التضخيم في المعلومة والتعامل بشفافية واضحة لا بد لنا فيهما من أن نتحدث عن جانبي إعلامنا السعودي (المرئي والمسموع) وهو ما تشرف عليه الوزارة وتتعامل بمهنية واتزان وواقعية ووفق آليات محددة، أما الجانب الآخر وهو الإعلام المقروء الخاص بالصحافة السعودية فكما تعلمون بأن الصحافة السعودية صحافة تخضع لنظام المؤسسات الصحفية وهي ذات حرية مطلقة. وتعاون وزارة الثقافة والإعلام مع هذه المؤسسات تعاون يصب في المصلحة العامة وهي مصلحة البلاد والأمة.. وللأمانة أجد أن الصحافة السعودية على مستوى ممتاز من المهنية في تعاملها بشفافية ودون تضخيم، كما هي الإذاعة وكما هو التلفزيون.

* البعض يرى أن الإعلام السعودي إعلام ناضج ويراه الآخرون بأنه يتسم بالاتزان، أما الفئة الأخرى فهي التي تراه قليل التأثير.. ما رأي سموكم؟.

- الرؤيتان اللتان تريان بأن الإعلام السعودي ناضج وأنه يتسم بالاتزان هما في واقع الأمر رؤيتان محسوستان منذ زمن بعيد، وفي ذلك تأكيد على أن السياسة الإعلامية هي جزء لا يتجزأ من سياسة الدولة حفظها الله ورعاها.. أما الفئة التي ترى بأن الإعلام السعودي قليل التأثير فهي غير محقة فالإعلام السعودي إعلام مؤثر على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي في الداخل والخارج، ولكن هناك من يقيم الإعلام على مستوى التفكير السطحي لمخاطبة أعمار محددة والبحث عن الإثارة والطرح الإعلامي بأسلوب لا يتناسب مع مكانة المملكة العربية السعودية في العالمين العربي والإسلامي وبطريقة لا تتناسب مع هذا الزمن بجيله المتفتح وبوسائل اتصالاته المتطورة.

* كيف ترون الإستراتيجية الفعلية التي تسعى لتحقيقها وزارة الثقافة والإعلام من خلال تطلعات أولي الأمر والمسؤولين عن الإعلام؟

- الإستراتيجية الفعلية التي تسعى الوزارة لتحقيقها هي السياسة الإعلامية التي أقرتها الدولة وهي الإطار العام الرسمي الذي يحدد أهداف الإعلام، والسياسة الإعلامية جزء من السياسة العامة التي تنتهجها المملكة وتنبثق من الإسلام وتلتزم به وتستمد معانيها من شريعته.

* ما دور الوزارة في دعم وتنشيط الإنتاج الفني والثقافي المحلي من خلال التعاون مع شركات الإنتاج المحلية؟

- تسعى وزارة الثقافة والإعلام للقيام بمسؤوليتها على أكمل وجه ووفق الإمكانيات المالية المتاحة فهي حريصة على دعم وتنشيط الإنتاج الفني الخاص بالإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع الشركات السعودية الخاصة بالإنتاج الفني من البرامج والمسلسلات والأفلام الوثائقية وإنتاج المتميز من هذه المؤسسات.. أما الإنتاج الثقافي فإن الوزارة تسعى في تشجيع المطبوعة الإعلامية والكتاب والمؤلف والناشر ووفق الإمكانيات المالية المتوفرة وبناء على الجودة والنوعية للإنتاج الثقافي.

* يبقى التعريف بثقافاتنا وفنوننا المتميزة هاجس كل متابع سواء في الداخل أو في الخارج، هل هناك خطط ترون أنها في طور التطوير والتفعيل لتحقيق هذه الغاية؟

- دأبت الوزارة من خلال الجهات ذات الاختصاص على التعريف بثقافاتنا وفنوننا المتميزة داخلياً وخارجياً، وذلك من خلال المعارض المتخصصة مثل (المعارض الإعلامية التي ترعاها الوزارة، المعارض الثقافية، معرض الكتاب، معرض صنع في السعودية، المعارض التجارية، المعارض الاقتصادية، المعارض المصاحبة للمؤتمرات والندوات)، كما نجحت الوزارة بشكل ملفت للأنظار في المشاركات المعروفة بالأيام الثقافية السعودية في الخارج، وكذلك اللقاءات والنشاطات الأدبية والفنية على مستوى الأندية الأدبية، وفروع جمعيات الثقافة والفنون.

والوزارة تسعى إلى تطوير وتفعيل مثل هذه النشاطات واستثمارها الاستثمار الأمثل بما يعود على سمعة الثقافة السعودية بالإيجاب والثناء.

* حرية الرأي الممنوحة عبر إعلامنا السعودي التي أعطت الضوء الأخضر لتناول الأمور بوضوح أكثر.. كيف تتعامل الوزارة مع هذا الجانب؟

- الوزارة تتعامل مع الإعلام السعودي بأسلوب (الحرية المسؤولة) التي تعمل وفق سياسة المملكة القائمة على صيانة المصالح العليا للمواطنين وعرضها عرضاً موضوعياً مدعماً بالوثائق مؤيداً بالمواقف والحقائق بعيداً عن الإثارة والتشويش.

* الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. هل ترون أنها تقوم بدورها في تنشيط الثقافة والفنون مع وجود جمعيات في مجال المسرح والفن التشكيلي والفوتوغرافي؟

- نعم تقوم الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بدور كبير وهام في تنشيط أمور الثقافة والفنون وهناك تعاون وتفاهم بين الجمعية والجمعيات المتخصصة في مجال المسرح والفن التشكيلي والفوتوغرافي والمتابع لهذه النشاطات يعرف أهمية الدور التكاملي لهذه الجمعيات المتخصصة مع جمعية الثقافة والفنون.

* المناسبات الدينية كشهر رمضان وموسم الحج. هل تعتقدون أن دور الوزارة هو نقل وبث وتعريف الآخرين بالجهود التي تقوم بها قطاعات الخدمات للمعتمرين والحجاج أم أنها رسالة إيمانية ترتبط بها مشاعر المسلمين في كل بقاع الأرض؟

- تتشرف المملكة العربية السعودية بهذه المناسبات الدينية العظيمة التي تحل على المملكة والعالم الإسلامي وتقوم وزارة الثقافة والإعلام بإبراز شخصية المملكة العربية السعودية المتميزة والفريدة في هذا الشرف العظيم من خدمة مقدسات المسلمين وما تنهض به من أعباء كبار في هذا المجال وما حظيت به هذه الأرض المباركة من تقدم وتطور في شتى المجالات، وما حباها الله من نعمة الاستقرار والأمن باعتمادها الإسلام دستوراً للحكم وشريعة للحياة، مع الاهتمام بنقل وبث وتعريف الآخرين بالجهود الجبارة لخدمات الحجاج والمعتمرين والتأكيد على النقل بالصوت والصورة لهذه الرسالة الإيمانية التي تهم المسلمين في كل بقاع الأرض؟

* الكفاءات الفنية في الإذاعة والتلفزيون، هل لدى الوزارة خطط تطويرية لمواكبة العصر والتعامل أكثر مع التقنيات الحديثة من خلال الحاقهم بدراسات ودورات متخصصة في نفس المجال؟

- الوزارة لا تألو جهداً في تطوير كوادرها الفنية التي تعمل على إدارة العمل الفني في الإذاعة والتلفزيون فالدورات متواصلة منذ سنين طويلة ولم تتوقف، وقد نجحت الوزارة منذ سنوات في تأهيل وتطوير الكوادر الفنية السعودية التي أصبحت تتلقى العروض من الشركات والمؤسسات والقنوات الفضائية الخاصة، وتسعى الوزارة إلى انجاز الخطط التدريبية المتقدمة على التقنيات الحديثة.

* لا زالت أمور حفظ الحقوق للمبدعين مثار جدل مع انتشار وسائل الاتصال السريعة.. هل هناك آلية لتفعيل الدور الرقابي من قبل الوزارة ليكون أكثر تأثيراً؟

- حفظ الحقوق الأدبية والفكرية للمبدعين هو مشروع هام وحيوي ويعكس الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الثقافة والإعلام في مجال حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة له الصادر بالمرسوم الملكي في شهر رجب 1424هـ، وحماية الملكية الفكرية يتنامى أثرها في الجوانب الثقافية والاقتصادية والصناعية.

وتسعى الوزارة من خلال لجنة المخالفات إلى الحزم في تطبيق الجزاءات التي تنص عليها الأنظمة ومن ذلك العقوبات المالية وإغلاق المؤسسات المخالفة لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وشطب ترخيصها ورفع مستوى الوعي لدى العاملين بالمصنفات الفكرية من أجل ترسيخ الثقة بمؤسساتنا الإنتاجية، واستقطاب الاستثمار وتعزيز التعاون مع الاتحادات والمنظمات الإقليمية ذات المصالح النفعية لحماية الحقوق.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد