Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/06/2009 G Issue 13410
الثلاثاء 23 جمادىالآخرة 1430   العدد  13410
ممر
اثنان + واحد= إنذار بالمواجهة..!
ناصر الصرامي

 

في العالم ثلاثة انتخابات تمت مؤخراً، وتهمنا عربياً وخليجياً وسعودياً تحديداً، حيث يتبعها تغيرات في القيادة السياسية، كما أنها تؤثر بأشكال عدة على علاقاتنا وعلى الاتجاهات السياسية والاقتصادية ومستقبل منطقتنا.

أولاها، الانتخابات الأمريكية التي أفرزت زعيماً عالمياً هو أوباما، انتخابات كانت أشبه بأحد برامج الواقع المتقنة والمثيرة، التي استدرت عطف المشاهدين من كل العالم، لتأتي بأوباما الرئيس ليغير وجه أمريكي خلال أربعة أشهر، ويقدم لتقارب خطابي غير مسبوق مع العالم العربي والإسلامي.

الثانية هي الانتخابات الإسرائيلية، المؤثرة في قضية ظلت الشاغل للمنطقة لعقود، ومحور تحركاتها وتحالفاتها السياسية، والانتخابات تلك أفرزت نتانياهو كرئيس لوزراء إسرائيل، وهو المعروف بتشدده وقوته وميله للمتطرف من الآراء في إسرائيل، لكن خصومه يقولون أيضاً إن قوته قد تسهم في تحقيق سلام، لكنه لن يتردد في تدمير مفاعلات إيران النووية إن واصلت التخصيب ووصلت إلى مرحلة الخطر.

فيما الانتخابات التي دخلت في دائرة اهتمامنا مؤخراً هي الانتخابات الإيرانية، انتخابات كان سقف توقعات التغير فيها عالياً، لكن هذا السقف سقط على رؤوس الإيرانيين فجأة أو عن عمد، وأُعيد انتخاب أحمدي نجاد طبقاً للإعلان الرسمي، وبالرغم من رفض معارضيه والإصلاحيين للنتائج، إلا أن المؤسسة العسكرية التي تقف خلفه حتى الآن وبقوة، تعتقد أن عليها واجب حماية نجاد وحقه في الولاية الجديدة، كعاشر رئيس لإيران.

من شاهد إيران منذ إطلاق إشارة الانتخابات إلى ما صاحب إعلان النتائج، يشعر بحجم المعلومات التي أتيحت لمعرفة إيران من الداخل، وهو ما أظهر لنا وجهاً متسمحاً ومتنوع الثقافات والأعراق لإيران، غير ولاية الفقيه وأحمدي نجاد والسلاح النووي، لكن الوجه الذي عشنا مع طموح نفوذه ومواجهاته لسنوات الماضية عاد وأعلن فوزه بالانتخابات رغم الاحتجاجات.

هذا الحديث ليس مريحاً للكثيرين في المنطقة، الذين يجدون أن وجود نتانياهو من جهة وأحمدي نجاد من جهة أخرى يشكل خطراً يحصر المنطقة في صراع متوقع، كمؤشر لمواجهة عسكرية محتملة.

وهذا الذي يحدث لا يخدم الاتجاهات الإيجابية المعلنة من قِبل الرئيس الأمريكي الذي يقدّم دعماً للسلام والدبلوماسية، والذي يبدو أن مهمته تتجه لتسجيل درجة تقترب من المستحيل أو غير ممكن، وهو ما يعني استبعاد أن يقوم بتحقيق إنجاز يذكر في هذا الملف الذي لا يبشر بشيء سوى المواجهة، وهو ما يخيف اليوم الجميع في المنطقة، بمن فيهم عقلاء إيران وإسرائيل.

إلى لقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد