Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/06/2009 G Issue 13410
الثلاثاء 23 جمادىالآخرة 1430   العدد  13410
أضواء
نتنياهو يخادع أوباما
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

كعادة الإسرائيليين، عندما يحاصَرون يتلاعبون بالألفاظ، ويظهرون موافقة للمطالب الأمريكية إلا أنهم يغلِّفون هذه الموافقة بمجموعة من (اللاءات) التي تفرغ الموافقات من أي معنى.

وهكذا كان نتنياهو في خطابه أمام جامعة بارأيلان، يحاول خداع الأمريكيين وأوباما بالذات، بادعائه الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية....!! ولكن عن أي دولة كان يتحدث نتنياهو..؟ دولة فلسطينية لا تمت لفلسطين بصلة سوى أسمها..!!

فالدولة التي يعرضها نتنياهو دولة منزوعة السلاح، ويجب أن يعترف الفلسطينيون قبل ذلك بأن إسرائيل (دولة يهودية)، وأنه لا يحق للاجئين العودة إلى أراضيهم ووطنهم الذي أُبعدوا منه، وأن تحل مشكلتهم خارج حدود فلسطين، وأن تبقى المستوطنات الإسرائيلية بل وأن يُسمح لهذه المستوطنات بالتوسع لمتطلبات النمو.

دولة نتنياهو هذه لا تعدو عن كونها (محمية) إسرائيلية لا معنى لها ولا قيمة، فنتنياهو لم يذكر شيئاً عن القدس الشرقية، ولا عن حدود هذه الدولة التي يقول إنها سيكون لها عَلَم.. ونشيد وطني.. أما العاصمة فلم يتحدث عنها نتنياهو لأنه يعلم أن الفلسطينيين لا يريدون بديلاً عن القدس عاصمة لدولتهم..!!

قول نتنياهو هذا أراد به إرضاء الرئيس أوباما الذي طالبه بالموافقة على حل (الدولتين)، وهو قول إن (خدع أوباما) فإنه لم ينطلِ على الفلسطينيين والعرب الذين يريد الرئيس الأمريكي منهم تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل وخصوصاً العرب..!! الذين يُراد منهم أن يفعِّلوا علاقاتهم مع إسرائيل لتحسين اقتصادها، وأن يتعاملوا معها كدولة صديقة وهي التي تحرم أشقاءهم الفلسطينيين من أبسط حقوقهم!

أما الفلسطينيون فيُراد منهم أن يعاودوا التفاوض مع الإسرائيليين، وهو ما تضمنه خطاب نتنياهو الذي يقول (أدعوا جيراننا الفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات فوراً ومن دون شروط مسبقة!!).

دون شروط مسبقة! وهو الذي يشترط دولة لهم من دون سلاح وعدم عودة اللاجئين، وأن تظل المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية مع إمكانية توسعها..!

كل هذا ويطالب باستئناف المفاوضات.. ومن دون شروط..!! ولا ندري أين سيجد نتنياهو مفاوضاً فلسطينياً يقبل بهذا.. وأي عربي يقبل أن يطبع مع كيانه الذي يريد فرض استيلائه على أغلب أرض فلسطين.. ولا يترك لهم سوى (كونتونات) في الضفة الغربية, وساحل قطاع غزة.

محمية إسرائيلية تحمل اسم دولة فلسطين.. لا تملك سوى علم.. ونشيد، مقابل تطبيع مع العرب وحصة في أسواق العرب وتجارتهم!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد