Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/06/2009 G Issue 13410
الثلاثاء 23 جمادىالآخرة 1430   العدد  13410
افتتح منتدى جدة التجاري بحضور وزير التجارة والصناعة
الأمير خالد الفيصل يؤكد ضرورة اضطلاع القطاع الخاص في توطين الاستثمارات

 

جدة - فهد المشهوري - صلاح مخارش - عبد الله الزهراني - عبد الله دماس

رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس حفل افتتاح فعاليات منتدى جدة التجاري بحضور معالي وزير التجارة والصناعة الأستاذ عبد الله بن أحمد زينل ورئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ورئيس غرفة جدة محمد عبد القادر الفضل.

وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدأ بالقرآن الكريم. عقب ذلك ألقت عضو الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيسة المنتدى نشوى عبدالهادي طاهر كلمة عبرت فيها عن شكرها لسمو أمير منطقة مكة المكرمة لرعايته لهذا الحدث التجاري الهام الذي يأتي في وقت حساس لما يشهده العالم من التغيرات الاقتصادية.

وتوقعت في كلمتها أن يحقق الحدث الأول من نوعه الذي يقام في جدة مردودًا كبيرًا في العلاقة بين القطاعين الخاص والحكومي.

وقدمت شكرها لكل المساهمين في نجاح أول منتدى تجاري مشيرة إلى أن هناك طموحات وآمالا كبيرة لتحويل توصيات المنتدى إلى قرارات فاعلة.

بعدها ألقى رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ورئيس غرفة جدة محمد عبد القادر الفضل كلمة أثنى خلالها على الأهداف الكبيرة التي يحملها المنتدى.

بعد ذلك شاهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز والحضور فيلماً وثائقياً يحكي مسيرة الغرفة التجارية الصناعية بجدة ونجاحاتها في خدمة مسيرة الاقتصاد في المملكة.

كلمة وزير التجارة

ثم ألقى معالي وزير التجارة والصناعة الأستاذ عبد الله بن أحمد زينل كلمة أكد فيها أهمية منتدى جدة التجاري التي تكمن في نوعية القضايا والموضوعات التي سيتم طرحها وتناولها والمتعلقة بالتمويل والأنظمة والإجراءات ذات الصلة بالعمل التجاري وكذلك مشاركة نخبة من المسؤولين ورجال الأعمال والمختصين لبحث هذه القضايا والموضوعات.

وقال (إن قطاع الأعمال في المملكة أصبح له خبرة ودراية واسعة في إدارة أعماله واستثماراته في الداخل والخارج وأصبحت إسهاماته في دفع مسيرة النمو الاقتصادي في المملكة بارزة لدى الجميع، لذا فإن حكومة المملكة العربية السعودية عولت عليه كثيرا عند وضع الآليات اللازمة لمعالجة الأزمة المالية العالمية، وما حصل من نقص في المنتجات الغذائية الذي شهده العالم، فمن الواجب على الأجهزة المعنية في المملكة بذل ما في وسعها لتسهيل عمل القطاع الخاص، ولاشك أن هذا المنتدى وما يصدر عنه من مقترحات تعتبر دليلا يستفاد منه للأجهزة الحكومية للوقوف على المشكلات والعقبات).

وقدم معالي وزير التجارة شكره إلى الوزراء الذين سبقوه في العمل التجاري والصناعي نظير الجهود المتميزة التي قاموا بها لمواكبة احتياجات النمو والتطوير التجاري في تلك الفترة، وأسهمت بشكل فاعل في تعديل الأنظمة واللوائح التجارية القائمة واقتراح الجديد منها لمواكبة ودفع مسيرة العمل التجاري، وتهيئة الجوانب التنظيمية والإدارية لمسايرة الطفرة الكبيرة التي عاشتها المملكة والتي ترتب عليها الزيادة الكبيرة في الطلبات على الخدمات التي تقدمها الوزارة واتخاذ الخطوات الاحترازية اللازمة لحماية المستهلك من الغش والتدليس التي قد تصاحب التوسع الكبير في الأعمال التجارية.

وأبان معاليه أن وزارة التجارة أطلقت مؤخرا البرنامج الوطني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وبرنامج عمل الشؤون القانونية لرفع كفاءة العمل فيها، وكذلك برنامج عمل التجارة الخارجية لتسريع إجراءات تسجيل الشركات، وبرنامج عمل مجلس المنافسة لنشر الوعي بأهمية المنافسة ودورها في مكافحة الممارسات الضارة وتشجيع المنافسة العادلة.

وأوضح معاليه أن وزارة التجارة قامت بإطلاق برنامج عمل وكالة الوزارة لشؤون الصناعة من أجل تقديم الرعاية والخدمة للمستفيدين، وبرنامج الإستراتيجية الوطنية للصناعة، وطورت قطاع المقاولات، وكذلك الخدمات الإلكترونية في الوزارة، وقامت برفع كفاءة موظفي الوزارة وإشاعة روح الفريق الواحد وخلق الثقة المتبادلة، إضافة إلى دعم الأسر المنتجة بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم والعمل والشؤون الاجتماعية من خلال منتدى الأسر المنتجة للسيدات بالتعاون مع مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية.

كلمة الأمير خالد الفيصل

عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة كلمة دعا خلالها القطاع الحكومي إلى التصدي لمعوقات قطاع المال والأعمال وبذل كل التسهيلات للمشروعات التي تحقق مصلحة الوطن ويواكب التطور الذي تفرضه تعهدات المملكة الدولية.

وشدد سموه على ضرورة اضطلاع القطاع الخاص بمسؤولياته في توطين الاستثمارات وتوظيف قدراته في خدمة بلده و القيام بدوره كاملا في مجالات الخدمة الاجتماعية.

وقال سمو أمير منطقة مكة المكرمة (يسعدني أن أكون معكم لافتتاح هذا المنتدى، في هذا المشهد الرائع للتعاون النموذجي بين القطاعين الحكومي والأهلي من أجل تطوير الاقتصاد الوطني في مواجهة تحديات العصر، فمن المعروف أن هذه المدينة التي تحظى باهتمام خاص منذ عهد الملك المؤسس (طيب الله ثراه) قد نهضت منذ عدة قرون على أيدي التجار الذين تواصلوا مع دول العالم عبر مينائها البحري، مستثمرين ما حباها الله من موقع مميز على ساحل البحر الأحمر، وكبوابة للحرمين الشريفين، حتى أصبحت جدة واحدة من أهم البوابات التجارية في المملكة ومركزا ماليا وتجاريا مرموقا في الشرق الأوسط، فلا غرو أن ينطلق منها اليوم أول منتدى تجاري لتساهم مع شقيقاتها من مدن المملكة في توظيف مقوماتها لخدمة المشروع التنموي الطموح الذي يقوده بكل العزم والتصميم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) من أجل رفاهية المواطن ولتأخذ المملكة استحقاقها على الساحة العالمية.

وأشار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل إلى أن هذا المنتدى يأتي تتويجا للجهود المشتركة المبذولة من قبل وزارة التجارة والصناعة والغرفة التجارية الصناعية بجدة، ليناقش القضايا التي تهم التاجر ورجل الأعمال، وتلامس في الوقت ذاته حاجة المواطن والمستهلك، على ضوء النظم والقوانين المترتبة على انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، ويعظم التلاحم بين القطاعين الخاص والعام بحيث يؤدي كل منهما على قدم المساواة دوره كاملا غير منقوص في صناعة المشروع النهضوي المأمول للبلاد.

وقال سموه إذا كان على القطاع الحكومي أن يتصدى لمعوقات قطاع المال والأعمال وأن يبذل التسهيلات لكل مشروع يحقق مصلحة الوطن، ويواكب التطور الذي تفرضه تعهداتنا الدولية فإن على القطاع الخاص في المقابل أن يوطن استثماراته ويوظف قدراته في خدمة بلاده، وأن ينهض بدوره كاملا في مجالات الخدمة المجتمعية والمشاريع التي لا تستهدف الربحية فحسب، بقدر ما تستهدف الخدمة العامة والوفاء باستحقاقات الوطن.

وأضاف قائلا: إذا كان الدخول إلى عالم الكيانات من أهم مقومات الوجود الآن، فإن رجال المال والأعمال مدعوون للعمل في إطار منظومة تكامل فيما بينهم، وبين مشاريع الدولة، حتى تتضافر كل الجهود للنهوض بمشروعاتنا الوطنية، ولا شك أن الجميع يتطلع إلى أن يسهم هذا المنتدى في ترسيخ هذا التوجه، والوصول إلى توصيات واقعية تخدم المجالات الحيوية في عالم المال والأعمال، الذي يمثل عصب التنمية السعودية المستدامة، على ضوء ارتباط المملكة بحركة تجارية واسعة مع جميع دول العالم، وتصاعد حجم التبادل التجاري السنوي إلى ما يقارب التريليون ريال، قابل للزيادة بحكم زيادة حجم السوق الاستهلاكي الناجم في منطقتنا خاصة عن زيادة أعداد ضيوف الرحمن، وقيام جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية ومدينته الاقتصادية مما يحتم علينا أن نسعى دائما لزيادة الناتج الوطني كماً وكيفاً وتنمية صادراتنا، ومواجهة المنافسة العالمية.

واختتم سموه كلمته قائلا: ها هي الفرصة أمامكم لطرح الأمور بكل موضوعية وشفافية واستخلاص الرؤى المشتركة ووضعها موضع التطبيق للوصول إلى الهدف.

وحيا سموه طموح المرأة السعودية التي اقتحمت بنجاح عالم المال والأعمال في أكثر من موقع ومجال، مقدما الشكر لكل الحضور والمنظمين والداعمين للمنتدى، ولكل رجال المال والأعمال الذين يسهمون بفاعلية في بناء وطنهم، إدراكا لحاجة الوطن لجهود كل أبنائه.

وفي الختام كرم سموه وزراء التجارة السابقين عرفانا لهم على جهودهم وهم معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم ومعالي الشيخ محمد محمد العوضي ومعالي الدكتور سليمان السليم ومعالي الأستاذ أسامة بن جعفر فقيه ومعالي الدكتور هاشم عبدالله يماني ومن ثم كرم سموه رئيسة المنتدى نشوى عبدالهادي طاهر.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد