Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/06/2009 G Issue 13415
الأحد 28 جمادىالآخرة 1430   العدد  13415
ممر
مليشيا رجال الدين (حزب ثكناتي)
ناصر الصرامي

 

تجمع عدد من أعضاء التعبئة الطلابية أمام سفارة المملكة في طهران، حاملين لافتات معدة مسبقاً، مرددين شعارات تتكرر باستمرار، وبحضور قوات أمن خاصة، اتضح أنها على علم مسبق بالتظاهرة، وتولت حراسة المتظاهرين المنظمين من جهة، والتحكم والمراقبة في حالة خروج بعض المتظاهرين المتطوعين عن السيطرة، وهي نفس الطريقة التي ينظم بها اليوم جهاز التعبئة (البسيج) مظاهرات مضادة لأنصار موسوي، ومواجهة الاحتجاجات الضخمة.

ما يحدث في إيران يتجاوز الصورة العامة لصراع بين إصلاحيين ومحافظين، والحقيقة أن إصلاحيي إيران هم محافظون أيضاً، لكن ما يحدث هو أن تنظيماً حزبياً له مليشياته الخاصة تفرد بالسلطة وقبض بتشدد على مفاصل مؤسسات الثورة الإسلامية التي خرج الإصلاحيون من رحمها، هذا التنظيم غير المرئي لعب دوراً مهماً في الانتخابات الرئاسية قبل أربع سنوات، وعاد في الانتخابات الأخيرة بعد توسعه اللافت ليستغل سلطاته وتنظيمه العسكري والمدني دافعاً بكل طاقته ونفوذه بنجاد لرئاسة ثانية، بشكل وصف بأنه انقلاب على الجمهورية الإسلامية في إيران وتأسيس للحكومة الإسلامية.

وبحسب زميل صحفي إيراني مطلع، فإن (الحزب الثكناتي)، منفصل عن الحرس الثوري والجيش وقوات الأمن، وهو حزب قوي ونافذ ولا يتردد في استخدام العنف، والمؤسسون له تأثروا تنظيمياً بالحزب القومي الاشتراكي الألماني، النازي، ومن بين المنتمين له مستشارون ومساعدون للرئيس نجاد.

والتقديرات تشير إلى أن الحزب الثكناتي الذي يدور الحديث حوله هو النواة المركزية والمنظمة لقوات التعبئة، البسيج. فيما حولت المساجد إلى مكاتب حزبية، حيث تظهر التوسع الملفت في إنشاء مساجد في الأماكن العامة والتجمعات لتصبح مقرات ومكاتب النواة المركزية للحزب الثكناتي. ومنسوبوه المركزيون هم موظفون يشكلون كوادر عسكرية، إلا أنهم يتميزون بمهمات إضافية تشمل إنشاء حلقات كثيفة ومتصلة تضم عدداً من الشباب المدنيين المتطوعين في مناطق سكنهم ودوائر عملهم، والجامعات، وتتكون كل حلقة من 5 إلى 10 متطوعين.

ليس لهم رواتب، لكنهم يتحصلون على امتيازات، مثل القبول بالجامعات والحصول على منح دراسية، وضمان التوظيف الحكومي وبطاقات التموين، والاشتراك في رحلات دينية مجانية إلى المراقد في العراق وكذا الحج. وهي امتيازات كفيلة بضمان تنفيذ المهام التي تأتي من رؤساء الحلقات، الذين تأتيهم الأوامر من النواة المركزية لقيادة قوات التعبئة (البسيج). وهم من يواجهون المتظاهرين والمحتجين اليوم، وينضمون للمظاهرات المضادة، ويتم وصفهم (بذوي الملابس المدنية) ولهم ارتباط بالأجهزة الأمنية الحكومية المنحازة للمرشد. أو هم اليوم من يصر على أن أحمدي نجاد فاز بانتخابات ديمقراطية نزيهة، والعمل على قمع الشارع الإيراني وثورته التالية!.

إلى لقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد